الرئيسيةكندا اليومبعد عاميْن من الجائحة وقيودها، مسلمو كندا يستعيدون أُلفة رمضان

بعد عاميْن من الجائحة وقيودها، مسلمو كندا يستعيدون أُلفة رمضان



بعد عامين من القيود الصحية المتصلة بجائحة ’’كوفيد – 19‘‘، لاسيما ما يتعلق منها بالتجمعات، تنفّس مسلمو كندا أخيراً الصعداء إذ بات بإمكانهم الاستمتاع برمضان أكثر طبيعيةً.ورمضان مقدّس في الإسلام، هو شهر الصيام، الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، حيث يصوم المسلمون في أيامه عن الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس، موعد تناول الإفطار مع أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء.
’’نبدأ دوماً بتناول الحساء ولفائف محشوة باللحم‘‘، تقول وسيلة حوزي في المطبخ لمراسل أكسيل تارديو.
كانت الساعة السابعة والنصف مساءً وكانت عائلة موغال حوزي تعدّ طعام الإفطار في منزلها في شمال شرق كالغاري، كبرى مدن مقاطعة ألبرتا في غرب كندا. وعند غروب الشمس، عند الثامنة والربع، سيفطرون معاً.
الكندية الجزائرية نعيمة حوزي سعيدة هذا العام باستعادة روح التشارك في رمضان. الصورة: Radio-Canada / Axel Tardieuمع أطفالها الأربعة وزوجها، تستقبل وسيلة حوزي شقيقتها العزباء نعيمة التي لا تزال تعيش مع والديها.

إنه أمر روحي للغاية بالنسبة لي. لقد نشأت على صيام رمضاننقلا عن وسيلة حوزي، كندية جزائرية من سكان كالغاري
السنة الماضية، وبسبب القيود الصحية، تفرقت العائلات. لكن هذه السنة الوضع أشبه بما كان عليه في السابق.
’’اليوم الأول أفطرنا سوية، مع والديّ وشقيقتي وأولادها وأخي‘‘، تقول نعيمة حوزي وهي تضع صحن سلطة الفاكهة على المائدة.
عمر موغال يؤدّي صلاة المغرب في منزله في كالغاري ويقف بجانبه ابنه يوسف.الصورة: Radio-Canada / Axel Tardieuوسيلة حوزي تواقة لاستئناف وجبات العشاء التقليدية الكبيرة.
’’لدينا الكثير من الخطط للأسبوع المقبل مع الأصدقاء. سوف نرى بعضنا البعض كلّ يوم تقريباً. سيدعونا الناس لعندهم، وسوف ندعو الناس لعندنا‘‘، تضيف وسيلة حوزي.
وهذه السنة مميزة لابنتها، صوفيا موغال. ففي الحادية عشرة من عمرها تخطط لصيام شهر رمضان بالكامل، دون انقطاع.
’’في المدرسة الأمر أكثر صعوبة، لأننا ننظر إلى الآخرين، والبعض يأكلون أمامك عمداً فيما يخاف البعض الآخر كثيراً من تناول الطعام بحضورك‘‘، تقول صوفيا موغال.
ساعة الجدار في غرفة الجلوس تشير إلى الثامنة والدقيقة العاشرة. جلس جميع أفراد العائلة على الأرائك يتفحصون هواتفهم. بعد 13 ساعة من الانقطاع عن الطعام والشراب ستكون أول قضمة لهم حبة تمر مع الماء.
مصلّون في مسجد القبة الخضراء في كالغاري في رمضان الحالي.الصورة: Hassaan Rizviخلال الجائحة كانت العائلات أحياناً كثيرة تتشارك الإفطارات عن طريق الفيديو. الواحدة تلو الأُخرى كانت العائلات في الجالية الجزائرية تعدّ طبق طعام وتضع منه أمام باب كل منزل.
لكن مع عودة التجمعات، تشعر العائلات المسلمة أخيراً بأنها تستعيد مجدداً روح التشارك في هذا الشهر المقدَّس.

في العاميْن الماضييْن لم يكن فعلاً شهر رمضان. في العادة، نجتمع ونتشاركنقلا عن نعيمة حوزي، كندية جزائرية من سكان كالغاري
وفي رمضان يجتمع المسلمون أيضاً لتناول الإفطار في المساجد أو في المطاعم.
شهد حسّان رضوي، وهو ابن إمام، تغيراً كبيراً في الحضور في مسجد القبة الخضراء (Green Dome Mosque) في كالغاري الذي يقدّم وجبة إفطار مجانية كل ليلة خلال شهر رمضان.
’’هناك مؤمنون خلال الصلوات الخمس. يكاد يكون المسجد ممتلئاً تماماً. يؤمّه قرابة 400 رجل يومياً‘‘، يقول رضوي.
الشيف الطباخ فوزي عزّوز في مطعمه.الصورة: Radio-Canada / Axel Tardieuأمّا فوزي عزّوز الذي افتتح مؤخراً مطعم بيتزا ومقهى ’’Bistro – Pizzeria & Café‘‘، وهو الشيف الطباخ فيه أيضاً، فيأمل في أن ينطلق مطعمه بقوة في شهر رمضان الحالي بعد أشهر من عدم الحركة. في المساء 80% من زبائنه هم من المسلمين الذين يأتون لتناول الإفطار.

الناس يحبون أن يدعوا الغير وأن يدفعوا عنهم. عندما تدفع ثمن إفطار للصائم فأنتَ تعامله كما لو أنه مَلِك بالنسبة لك. هذا شهر الصدقة، شهر الزكاةنقلا عن فوزي عزّوز، صاحب مطعم في كالغاري
باتت القيود، تقريباً، شيئاً من الماضي. يتعيّن على فوزي عزّوز الآن أن يواجه مشكلة أُخرى: ارتفاع الأسعار.
(نقلاً عن تقرير لأليكس تارديو، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

Most Popular

Recent Comments