لماذا تلقى التاجر التركي، كاشف سيفينتش، 7 جرعات من لقاحات كورونا وأجرى 98 فحصا؟ وكيف نواجه كورونا في رمضان؟ ولماذا لا يصاب المرء أبدا بفيروس كورونا مع الإنفلونزا في الوقت نفسه؟
7 لقاحات و98 فحصا
نبدأ مع السؤال الأول، أجرى سيفينتش 98 فحصا لاختبار فيروس كورونا، إلى جانب الحصول على 7 جرعات من اللقاحات، خوفا من الإصابة بكوفيد-19.
قال سيفينتش (62 عاما)، الذي يعيش في مدينة صامسون شمالي تركيا، إنه متخوف للغاية من الإصابة بفيروس كورونا، بسبب إصابته بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وفق وكالة سند للتحقق والرصد في شبكة الإعلامية.
وأضاف -في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية- أنه أجرى 3 فحوصات في مدن مختلفة في اليوم نفسه من شدة خوفه، مشيرا إلى أنه يجري 4 اختبارات لكورونا شهريا، وكلها سلبية حتى الآن.
وتابع سيفينتش “لم أبق أطفالي وأحفادي في منزلي خلال فترة الجائحة، لم أعد أتناول طعاما أو أشرب شايا من أحد غير زوجتي، دائما أسير والكحول في إيدي وأذهب للاختبار في أي مكان”.
واختتم قائلا “الحمد لله، بناء على نصائح طبيبي سيفكت، لم أُصَب حتى الآن بفيروس كورونا المستجد”.
مصاب بمرض الانسداد الرئوي المزمن
علق طبيب الأمراض الصدرية، سيفكت أوزكايا، على حالة مريضه قائلا “لدينا مريض مصاب بمرض الانسداد الرئوي المزمن، لذا يعاني من قلق شديد لأنه يعتقد أنه سيواجه أوقاتا صعبة للغاية عندما يصاب بكورونا”.
واختتم “لقد رأيت الآلاف من المرضى.. إنه المريض الوحيد الذي خضع للعديد من الفحوصات.. لقد أكمل تطعيماته ويخضع للمتابعة الدقيقة عن كثب، لأنه معرض للخطر”.
وتعجب مغردون من إقدام سيفينتش على عمل كل هذه الفحوصات، في حين رأى آخرون أنه يمثل درجة تخوفهم من الجائحة التي اضطررتهم للالتزام بالبقاء في المنزل لشهور طويلة.
ليس أول حالة.. هناك من تلقى 10 جرعات
نهاية العام الماضي، ذكرت وسائل إعلام محلية في نيوزيلندا أن مواطنا تلقى 10 جرعات من اللقاح المضاد لفيروس كورونا في يوم واحد، بعد أن دفع له أشخاص مالا لأخذ التطعيم بدلا منهم، وفق ما ذكرت مجلة “لوبوان” (Le Point) الفرنسية، ونقلته نت.
وأشارت المجلة إلى أن قصة هذا الرجل “الموغلة في الأنانية” أثارت جدلا كبيرا في نيوزيلندا تسبب في فتح تحقيق في الواقعة، خاصة أن الشخص المعني معرض -وفق خبراء المناعة- للإصابة بحمى مرتفعة جدا وصداع بسبب الاستجابة المناعية الأقوى التي قد يثيرها تناول الأمصال داخل جسمه.
حمى وصداع محتملان
وأشار مسؤولو الصحة المحليون إلى أن الأشخاص الرافضين لتلقي جرعتي اللقاح دفعوا للرجل من أجل تمكينهم من الحصول على تصريح صحي يسمح لهم بالولوج إلى بعض الأماكن المعينة، وهو إجراء فرضته السلطات النيوزيلندية لكبح انتشار الفيروس.
وأوضحت خبيرة لقاحات أطلعت على صحة الرجل الذي تلقى الجرعات العشر أن صحته ليست في خطر، لكنها حذرت من أنه قد يتعرض لارتفاع كبير في درجة حرارة جسمه ولآلام في الرأس جراء مضاعفات الأخذ المكثف للتطعيم.
كما نبّهت إلى أن سلوك الأفراد المستعدين للدفع مقابل هذا النوع من الخدمات “خطير بشكل خاص”، لأنهم بتقديمهم سجل تطعيم مزيف يمكنهم الاستمرار في نشر الفيروس في أوساط المواطنين.
Sağlık konusundaki paranoya seviyem https://t.co/eXeXoMo5Z0
— math teacher (@sifirfaktoriyeI) April 8, 2022
مواجهة كورونا في رمضان
مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، كان قد قال في بيان بمناسبة الشهر الفضيل، إن “كوفيد-19 لا يزال جزءا من حياتنا اليومية، ويكاد يؤثر على كل قرار نتخذه وعلى كل إجراء نقوم به. وقد وجدنا جميعا سبلا للتكيف، ولكن هذا لا يعني تجاهل مدى خطورة الوضع الذي لا يزال قائما. فلا يزال الناس يصابون بالعدوى ويموتون، مع احتياج بعض المصابين إلى الاحتجاز بالمستشفى، لا سيما كبار السن وأولئك الذين يعانون من حالات طبية سابقة”.
وأضاف “رغم أننا شهدنا انخفاضا عاما في الإصابات والوفيات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، فإننا ما زلنا نعيش في ظل الجائحة إلى حد بعيد، ولا بد أن نظل متيقظين لتجنب المزيد من الحزن والمعاناة. وباستطاعة كل فرد منا أن يحرص على ألا تؤدي قراراتنا وأفعالنا في نهاية المطاف إلى نتيجة كارثية لأي شخص قد ننقل إليه العدوى من دون أن ندري، مما يتسبب في زيادة انتشار الجائحة. ولا يمكن وقف سلسلة انتقال العدوى إلا إذا اتخذنا جميعا قرارا واعيا وجماعيا لوقف انتشار هذا المرض تماما”.
لقاح كورونا لا يفطر
وقال “لكننا نحتفل أيضا ببداية شهر رمضان هذا العام في ظل بصيص من الأمل، حيث تقترب نسبة الحاصلين على جرعة واحدة أو أكثر من اللقاحات في إقليمنا من 40%. فاللقاحات هي أكثر الدروع الواقية فعالية ضد الأعراض الوخيمة للمرض والوفاة، خاصة عندما تقترن اللقاحات بتدابير وقائية أخرى مثل نظافة الأيدي، واستخدام الكمامات، والتباعد البدني”.
وأضاف المنظري “بينما نحن على أعتاب شهر رمضان المبارك، لا يزال بإمكان من يحيون هذه المناسبة الدينية الجليلة الحصول على اللقاح عندما يدعون إلى ذلك، حتى وإن كانوا صائمين. فالحقن في العضل جائز في الشريعة الإسلامية، ولا يفطر الصائم، لأنه لا يمده بأي غذاء ولا يصل إلى المعدة”.
عدم تزامن الإصابة بكورونا والإنفلونزا
لماذا لا يصاب المرء أبدا بفيروس كورونا مع الإنفلونزا في الوقت نفسه؟
يستكشف العلماء نظرية تشير إلى أن الإصابة بفيروس تنفسي واحد يساعد الجسم على درء مسببات الأمراض المنافسة، مثل فيروس كورونا.
وفي تقريرها، الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) الأميركية، تقول الكاتبة أبوورفا ماندافيلي إن هذه النظرية المثيرة للاهتمام قد تساعدنا في تفسير سبب عدم إصابة الناس بالإنفلونزا وكوفيد-19 في آن واحد، أو ما يسمى “الوباء المزدوج” الذي كان يخشاه العديد من خبراء الصحة العامة.
الفيروس التنفسي يضع الدفاعات المناعية في تأهب
وتبين الكاتبة أن التعرض لفيروس تنفسي واحد قد يؤدي إلى وضع الدفاعات المناعية للجسم في حالة تأهب قصوى، مما يمنع الدخلاء الآخرين من الدخول إلى الشعب الهوائية، ويمكن لهذه الظاهرة البيولوجية -التي تسمى التداخل الفيروسي- أن تحد من حجم الفيروس المنتشر في منطقة ما في أي وقت.
وتنقل الكاتبة عن الدكتورة إلين فوكسمان، أخصائية المناعة في كلية الطب بجامعة ييل، قولها إن “التداخل الفيروسي حقيقي. ولا أعتقد أننا سنشهد طفرة الإنفلونزا وفيروس كورونا في الوقت نفسه”، مبينة أنه على المستوى الفردي قد يصاب بعض الأشخاص بفيروسين أو حتى 3 فيروسات في آن واحد، ولكن على مستوى المجموعة، يميل أحد الفيروسات إلى التفوق على الآخرين، حسب هذه النظرية.
التداخل الفيروسي
وتشير الكاتبة إلى أن التداخل الفيروسي قد يساعد في تفسير أنماط العدوى التي تظهر لدى أعداد كبيرة من السكان، بما في ذلك الأنماط التي قد تنشأ عندما يصبح فيروس كورونا مستوطنا، لكن البحث ما زال في بدايته، ولا يزال العلماء يجاهدون لفهم كيفية عمله.
وتوضح الكاتبة أنه قبل أن يصبح فيروس كورونا تهديدا عالميا، كانت الإنفلونزا من بين أكثر التهابات الجهاز التنفسي الحادة شيوعا كل عام، وكان موسم الإنفلونزا 2019-2020 على وشك الانتهاء قبل أن يبدأ فيروس كورونا في التفشي في مختلف أنحاء العالم، لذلك لم يتضح كيف يمكن للفيروسين أن يؤثرا على بعضهما البعض، وقد خشي العديد من الخبراء من أن يحدث تداخل الفيروسات في العام التالي.
انخفاض حالات الإصابة بالإنفلونزا
وتتابع الكاتبة قائلة إن تلك المخاوف لم تتحقق، وعلى الرغم من ضعف الجهود الرامية لتكثيف لقاحات الإنفلونزا، فإن حالات الإصابة ظلت منخفضة بشكل غير عادي طوال موسم الإنفلونزا 2020-2021، حيث استمر فيروس كورونا في التفشي.
وتلفت الكاتبة إلى أن العديد من الخبراء أرجعوا انخفاض حالات الإصابة بالإنفلونزا إلى الأقنعة، والتباعد الاجتماعي، وتقييد الحركة، خاصة للأطفال الصغار وكبار السن، وكلاهما أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا الحادة، موضحة أن عدد حالات الإصابة ارتفع بعد عام، عندما رفعت العديد من الدول القيود المفروضة، لكن الأرقام كانت لا تزال أقل من متوسط الحالات المسجلة قبل الجائحة، وبدلا من ذلك، استمر فيروس كورونا في السيطرة على التفشي، وهو أكثر شيوعا من الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي وفيروسات الأنف وفيروسات البرد الشائعة.