“وثائقي متعدد الوسائط” هو عنوان معرض نايلة دبجي في مركز “الفنون المتعددة والثقافات” في مونتريال والذي يستمر لغاية 16 نيسان/أبريل.
ولمن لا يعرف الفنانة نايلة دبجي فقد ولدت في بيروت ونشأت في أفريقيا وعاشت في فرنسا وهاجرت إلى كندا منذ سنة 2011، وهي تفتش في كل هذه الأمكنة عن ذاكرة تجزأت لتعيد بناء ذاتها وكيانها وهويتها من جديد.
إذا أردنا تسمية أخرى لمعرض نايلة دبجي السبّاق في أروقة مركز “الفنون المتعددة والثقافات” في وسط مدينة مونتريال، فإننا نختار الوجود غير الثابت والمتغيّر على غرار الذاكرة تماما التي تتغير بتغيّر الأمكنة والأزمنة وبتعدد الهويات والثقافات.
سخّرت نايلة دبجي العديد من الوسائل لإيصال فكرتها: الكتابة، الرسم، التصوير الفوتوغرافي والفيديو.
ونجد كل هذه الوسائل منثورة في زوايا المعرض على غرار ذاكرتها المشرذمة المثقلة بالصور والذكريات. ذاكرة الفنانة المعاصرة ليست واضحة وقد مَحت بعض التفاصيل وغيبتها تماما. كل ما تحاوله نايلة دبجي هو استرجاع تلك التفاصيل ولكنها لن تنجح في ذلك حتى بعد تكرار المحاولة.
وفي سياق مغاير، لم تكن نايلة دبجي في بيروت عند وقوع انفجار المرفأ في 5 آب/أغسطس 2020 ولكنها رسمته كأنها كانت هناك وسمعت العويل والصراخ ورأت الدمار والدماء والظلمة والتقت الوجوه التي ضاقت ذرعا بمسلسل الموت الذي لا ينتهي. وفي هذا السياق، أكدت نايلة أن “لبنان يعيش فيّ، يمتد جرحه في شراييني ويتنفسه عقلي اللاوعي.
لبنان هو القصيدة، هو عالم الشعر الساحر الذي استلهم منه ويغذّي كياني وفني، إنه موجود في أعمالي حتى ولو لم نستطع أن نرى ذلك بالعين المجرّدة قبل أن تضيف ” يحتاج الفنان المرهف إلى مساحة أمان، بقعة ضوء وحرية ليجمّل واقعه.”