يصوم المسلمون في بعض دول العالم ساعات طويلة، تتجاوز 16 ساعة وقد تصل إلى 20، فما النصائح التي تساعدهم على الصيام بشكل صحي هذه الفترة الطويلة؟ الإجابات هنا، مع نصائح حول صيام مريض السكري وأوقات قياس سكر الدم، وأرقام السكر.
نبدأ مع الصيام الطويل، ومن الدول التي يصوم فيها المسلمون ساعات طويلة، وذلك وفقا للأناضول:
فنلندا، النرويج، غرينلاند: 20 ساعة
بولندا، سويسرا، أسكتلندا: حوالي 18 ساعة
الدانمارك، بريطانيا: حوالي 17 ساعة
باكستان، كندا، اليابان: حوالي 16 ساعة
نصائح للصيام الطويل في رمضان
إذا كنت تعاني من أي مرض حاد أو مزمن، استشر طبيبك أولا.
إذا كنت حاملا أو ترضعين، استشيري طبيبك أولا، إذ قد لا تُنصحين بالصيام.
إذا كنت تتناول أي أدوية، فتأكد من سؤال الطبيب عما إذا كان يمكن تغيير مواعيد تناولها لتلائم الصيام، إذا كان الجواب لا، فعلى الأرجح أنه لا يمكنك الصيام.
حافظ على رطوبة جسمك، اشرب السوائل عدة مرات طوال الليل، حتى إذا كنت لا تشعر بالعطش الشديد، فالعطش هو إشارة إلى أن جسمك يعاني من الجفاف بالفعل.
اختر السوائل التي لا تحتوي على الكافيين، لأن المشروبات المحتوية على الكافيين يمكن أن تسبب الجفاف.
اشرب الماء على الإفطار، لكن كن حذرًا ولا تفرط في شرب الكثير في وقت واحد.
تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة أثناء المساء. الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية من النباتات مثل زيت الزيتون، كل هذه العناصر مهمة لتزويد جسمك بجميع العناصر الغذائية التي يحتاجها.
لا تفرط في تناول الطعام أثناء الإفطار. إن تناول الطعام بتمعن يقلل الضغط على جسمك ويمنحك طاقة أكبر من تناول كميات كبيرة في وقت واحد.
لا تتناول المكسرات المالحة، تناول المكسرات التي لم تتم إضافة صوديوم أو ملح إليها.
قلل المخللات أو ابتعد عنها.
قلل التتبيلات الجاهزة لأنها تكون غنية بالملح والصوديوم ويمكن أن تحفز العطش.
احرص على تناول وجبة السحور.
من الأغذية المقترحة للسحور، وفقا لتقرير في موقع وايل كورنيل للطب، التالي:
الحبوب الكاملة وخبز الحبوب الكاملة والأرز البني ودقيق الشوفان.
الفواكه والخضروات.
البروتين مثل الحليب واللبن والبيض.
وعاء من الحبوب الكاملة والحليب قليل الدسم مغطى بالفواكه والمكسرات دون صوديوم.
قطعة توست من الحبوب الكاملة، بيضة مسلوقة، وقطعة فاكهة.
وعاء من شوربة الخضار، قطعة توست من الحبوب الكاملة، وكوب من الحليب قليل الدسم.
وينصح بدمج الفواكه والخضروات المليئة بالماء في الإفطار، مثل:
الفراولة
البطيخ
الشمام
الخيار
الكوسة
الفلفل الحلو
الطماطم
الحفاظ على الجهاز الهضمي بصحة جيدة أثناء صيام رمضان
الاهتمام بوجبة السحور وعدم إغفالها لتجنب انخفاض مستويات السكر في الدم، لا سيما بعد ساعات طويلة من الصيام، وذلك وفقا لتصريحات للطبيب التركي في مستشفى “إيلغي”، أيمن صقللي، نقلتها الأناضول.
تناول المكسرات غير المملحة أو المحمّصة.
الإكثار من تناول الخضروات التي تحتوي على الألياف، لتحسين عملية الهضم وزيادة معدل الشبع طوال ساعات الصيام.
التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل البيض والزبادي والكفير (لبن متخمّر يُعرف أيضاً باسم الفطر الهندي).
تناول الوجبات الخفيفة عقب موعد الإفطار مباشرة، مثل طبق الحساء (الشوربة) ثم الانتظار حوالي 15 دقيقة قبل البدء في الطعام، لتجنب حدوث عسر الهضم.
تجنب تناول وجبات ذات سعرات حرارية مرتفعة، كالأرز والمعكرونة والمقليات والحلويات، لتقليل احتمالات زيادة الوزن وعسر الهضم.
استبدال المأكولات المطبوخة بالسمن المهدرج (المرغرين) بنظيرتها المطبوخة بزيت الزيتون.
استبدال اللحوم الحمراء باللحوم البيضاء (الدواجن والأسماك).
تجنب تناول الحلوى الدسمة عقب الإفطار مباشرة.
استبدال تناول وجبة واحدة دسمة بعدة وجبات خفيفة وصغيرة على فترات زمنية بين الإفطار والإمساك.
استهلاك كمية من المياه لا تقل عن لترين.
احتساء المشروبات الصحية، كالألبان والمياه المعدنية ومشروب البابونج، لتعويض الجسم بالسوائل التي فقدها طوال فترة الصيام.
ممارسة تمارين رياضية منزلية خفيفة بعد ساعة أو ساعتين من الإفطار.
عدم الإفراط في تناول الشاي والقهوة لاحتوائهما على نسبة مرتفعة من الكافيين.
الصيام ومرضى السكري
هل يمكن لمرضى السكري الصيام أم لا من وجهة نظر طبية؟ بحسب اختصاصية التغذية نسرين يافوز –في تصريحات لدويتشه فيله– فإن الأمر يتوقف على نوع السكري، فالمصابون بمرض السكري من النوع الأول ينبغي عليهم تجنب الصيام، والشيء نفسه بالنسبة للذين يعانون من تلف الكلى أو الذين يتناولون أدوية التخلص من الماء في الجسم، حسب يافوز العضو في الجمعية الألمانية لمرضى السكري.
مقابل ذلك يمكن للمصابين بالسكري من النوع الثاني الصيام إذا توفرت بعض الشروط، توضحها خبيرة التغذية يافوز “حتى بالنسبة لمرضى السكري الذين لا يأخذون حقن الإنسولين فمن المهم أن تكون لديهم مستويات سكر مستقرة في الدم. أما من يأخذون حقن الإنسولين فعليهم الحذر كثيرا حتى لا يحصل لهم هبوط حاد في السكر”.
ومن مبدأ السلامة الصحية، تؤكد يافوز أنه ينبغي على مريض السكري الاتفاق مع الطبيب المختص حول معدل جرعة الإنسولين وأوقات الأكل، ومن المهم أيضا المواظبة على قياس معدل السكر في الدم.
وفي حال شعر الصائم بخطر هبوط معدل السكر خلال الصيام، فينبغي التوقف فورًا عن الصيام، من أجل السيطرة على نسبة السكر في الدم ورفعها عن طريق تناول القليل من “سكر العنب” مثلا، كما تقول الخبيرة يافوز.
ومن الخطوات الخاصة بالتغذية التي ينصح بها الأطباء مرضى السكري في رمضان استبدال الحلويات التي يتم تناولها بين الإفطار والسحور بأطعمة صحية مثل الفواكه أو الخضروات. وتأخير وجبة السحور قدر الإمكان حتى لا تطول فترة الصيام.
وقت قياس السكري في الدم لمرضى السكري في رمضان
وفقا للبروفيسور عبد البديع أبو سمرة من مؤسسة حمد الطبية في قطر يجب أن يقاس مستوى السكر في الدم 4 مرات على الأقل يوميا خلال فترة الصيام، على سبيل المثال في الساعة 11 صباحا والساعة 1 ظهرا والساعة 3 عصرا والساعة 5 مساء. وفي حال أظهرت أي من هذه الفحوصات علامات على حدوث حالة نقص سكر الدم فإنه يتوجب حينها على المريض الإفطار.
مستوى السكر الطبيعي لدى مريض السكري الصائم
ونقص سكر الدم هو انخفاض مستوى السكر بالدم إلى أقل من (70 ملغ/ديسيلتر-3.9 مليمول/لتر)، وقد يؤدي إلى حالة حادة لنقص سكر الدم (الغلوكوز) وفقدان الوعي.
بالمقابل فإن ارتفاع سكر الدم خطير أيضا، ففي حال ارتفاع معدل الغلوكوز في الدم لأكثر من (200 ملغ/ديسيلتر-11.1 مليمول/لتر)، فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بحالة حادة لفرط سكر الدم والجفاف والحماض الكيتوني السكري، وخصوصا لدى مرضى سكري النوع الأول.
وأضاف البروفيسور أبو سمرة “عندما لا تحصل خلايا الجسم على ما يكفي من الغلوكوز فإن ذلك يؤدي إلى قيام الجسم بحرق الدهون للحصول على الطاقة، وينتج عن هذه العملية ما يعرف بالكيتونات أو الأجسام الكيتونية. ويمكن للأجسام الكيتونية أن تزيد معدل الحموضة بالدم لدرجة قد تؤدي إلى الوفاة”.
وعادة ما تظهر وتتفاقم أعراض وعلامات الحماض الكيتوني السكري بشكل سريع، إذ قد يصاب بها المريض خلال 24 ساعة في بعض الأحيان. وتتضمن أهم أعراض الإصابة بحالة الحماض الكيتوني السكري الشعور بالعطش الشديد وكثرة التبول والغثيان والقيء وآلام البطن والشعور بالضعف والإرهاق وتحول رائحة النفس إلى رائحة شبيهة برائحة الفاكهة.
ويُعد مريض السكري النوع الأول الذي يقرر الصيام خلال شهر رمضان أكثر عرضة لخطر الإصابة بحالة الحماض الكيتوني السكري، وخصوصا في حال كان قد أصيب بحالة فرط سكر الدم خلال الأسابيع التي تسبق شهر رمضان.
