الرئيسيةالطب والصحةما أنواع الكوليسترول ومخاطر ارتفاعه على الصحة؟

ما أنواع الكوليسترول ومخاطر ارتفاعه على الصحة؟



ما الكوليسترول؟ وما أنواعه؟ وما دوره في الجسم؟ وما مستويات الكوليسترول الطبيعية؟ وما أسباب ارتفاع الكوليسترول، هل عوامل غذائية أو وراثية أم عوامل أخرى؟ وما عواقب ارتفاع الكوليسترول على الصحة؟
الإجابات في هذا التقرير…
هذه الأسئلة وجهناها للدكتور جورج نمر، العميد المؤقت لكلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة في قطر، والذي أجاب عنها في حوار خاص للجزيرة نت.
والدكتور جورج نمر هو العميد المؤقت لكلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة وأستاذ الجينوم والطب الدقيق بالكلية. حصل الدكتور نمر على درجة الدكتوراه في الصيدلة من جامعة مونتريال في عام 2002. وتُعد أطروحته، التي ناقشت “استخدام الفأر للمرة الأولى كنموذج للتشوه الخلقي في القلب البشري”، من أكثر الأبحاث استشهادًا في هذا المجال.
ما الكوليسترول؟
الكوليسترول هو نوع من الدهون يُصنَع داخليًا لدى معظم الكائنات الحية الثديية وكائنات المملكة الحيوانية بشكل عام، ويتكون من ذرات الكربون والهيدروجين المرتبطة بروابط تساهمية ويصنف على أنه نوع غير مشبَّع لأنه يحتوي على روابط مزدوجة. ويتكون الكوليسترول عند تناول الأطعمة المستمدة من أصل حيواني مثل صفار البيض واللحوم والكبد والدماغ.

ما دور الكوليسترول في الجسم؟
الكوليسترول عنصر ضروري لأداء الوظائف الطبيعية لجميع الخلايا الحيوانية وهو عنصر أساسي في أغشية الخلايا. كما أنه يلعب دورا في تكوين العديد من المواد المهمة مثل هرمونات الستيرويد الكظرية والغدد التناسلية، وحمض الصفراء، وفيتامين دي D.
ما مستويات الكوليسترول الطبيعية؟
ينتقل الكوليسترول الحر في الدم من خلال البروتينات الدهنية ويُقاس دائمًا على أنه مرتبط بهذه البروتينات الدهنية، وفق التالي:

يشار إلى البروتينات التي تحمل الكوليسترول من الكبد إلى الأنسجة باسم البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (Low-density lipoprotein LDL)  وتُعرف باسم الكوليسترول السيئ (يجب أن تكون المستويات الطبيعية لهذه البروتينات أقل من 100 مليغرام/ ديسيلتر).
يشار إلى البروتينات التي تحمل الكوليسترول نحو الكبد باسم البروتينات الدهنية عالية الكثافة (Low-density lipoprotein LDL) أو الكوليسترول الجيد (ويجب أن تكون المستويات الطبيعية أعلى من 45 مليغراما/ ديسيلتر).
بالنسبة للكوليسترول الكلي فيجب أن يكون مستواه في الدم أقل من 170 مليغراما/ ديسيلتر.

ما أسباب ارتفاع الكوليسترول؟ هل عوامل غذائية أو وراثية أم عوامل أخرى؟
يتميز فرط كوليسترول الدم بارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم (حيث يبلغ أكثر من 170 مليغراما/ ديسيلتر). وهناك 3 أسباب رئيسية لفرط كوليسترول الدم، وهي:

ارتفاع نسبة الكوليسترول المرتبط بالسمنة بشكل عام.
الحمية الغذائية الغنية بالكوليسترول.
الاستعداد الوراثي.

ما عواقب ارتفاع الكوليسترول على الصحة؟
يؤدي ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم مباشرةً إلى تكوين لويحات تسد الأوعية الدموية، وبالتالي تُعيق تدفق الدم إلى الأعضاء المختلفة. ومن بين عواقب انسداد الأوعية الدموية تمزق هذه الأوعية أو انسدادها بالكامل، وهو ما يؤدي إلى إصابة القلب أو الأوعية الدموية الدماغية وحدوث نقص في التروية وتلف كامل للأعضاء.
متى يلجأ الطبيب للعقاقير لخفض الكوليسترول؟
خفض الكوليسترول الكلي عبر التحكم في النظام الغذائي هو أول توصية يقدمها الأطباء لمرضاهم، حيث يمكن للحمية الغذائية، إذا اتبعت بصرامة في حالة فرط كوليسترول الدم غير الوراثي، أن تعيد مستويات الكوليسترول في الدم إلى وضعها الطبيعي.
ومع ذلك، إذا لم يكن بمقدور الأفراد اتباع الحمية الغذائية بصرامة وإذا كانوا معرضين للخطر بسبب مشاكل طبية أخرى مثل السمنة والسكري واختلال وظائف الكلى، يصف الأطباء أدوية لخفض الكوليسترول.
ما أبرز أنواع أدوية خفض الكوليسترول؟
أبرز الأدوية المستخدمة لمكافحة فرط كوليسترول الدم هي الستاتينات (Statin) التي تحمل أسماء عامة مثل ليبيتور (Lipitor) وكريستور (Crestor)، وغيرها، حيث إنها تمنع تكون الكوليسترول الداخلي.
وهناك أدوية أخرى مثل دواء الإزيتيمايب (Ezetimibe) الذي يمنع امتصاص الكوليسترول من الأمعاء، في حين تمنع الفئات الجديدة مثل دواء إيفولوكوماب تدهور مستقبلات البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة.

ما أبرز نتائج الدراسة التي شاركتم فيها حول أنماط ارتفاع الكوليسترول الأسرية؟
لقد دأبتُ على دراسة أوضاع المرضى اللبنانيين المصابين بفرط كوليسترول الدم العائلي منذ عام 2012، ولدي منشورات رئيسية تظهر أن الأدوية الجديدة -مثل دواء إيفولوكوماب- لم تثبت فعاليتها في علاج المرضى اللبنانيين الذين يحملون طفرة في مستقبلات البروتينات الدهنية عالية الكثافة، والتي تعرف باسم الأليل اللبناني.
وكانت مجموعة المرضى اللبنانيين الذين أجرينا دراسات عليهم مؤخرًا جزءًا من دراسة دولية شاركتُ في إجرائها ونُشرت في مجلة لانسيت.
وأظهرت الدراسة وجود تباين وعدم مساواة في خدمات التشخيص والعلاج والمتابعة بين المرضى في جميع أنحاء العالم، وشددت على الحاجة إلى إجراء الفحوصات الجينية المبكرة لأن فرط كوليسترول الدم العائلي هو أبرز مرض وراثي يؤثر على جهاز القلب والأوعية الدموية بمعدل انتشار يبلغ حالة إصابة واحدة من بين كل 250 شخصا.
وفي قطر، يكون هذا الانتشار أكثر حدة بنسبة قليلة بسبب القرابة، وتبذل جامعة حمد بن خليفة جهودًا مضنية بالتعاون بين مركز سدرة للطب، وبرنامج قطر جينوم، وقطر بيوبنك لتوثيق الأساس الجيني للمرض وتحسين الاستجابة للعلاج.
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، ما أبرز النصائح الغذائية للناس عامة، ولمرضى ارتفاع الكوليسترول خاصة؟
أهم رسالة أقدمها للصائمين خلال شهر رمضان المبارك هي الامتناع عن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالكوليسترول أو الدهون بشكل عام. ولكن الأهم من ذلك عدم إفساد نظامهم الغذائي الروتيني اليومي وعدم الانتظار حتى نهاية الشهر الفضيل للبدء في اتباع نظام غذائي صارم لتقليل تناول الكوليسترول وخاصة لمن يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.

Most Popular

Recent Comments