يزيد خطر الإصابة بسرطان البروستات مع التقدم في العمر. وبالرغم من ذلك فإنه يمكن الحد من هذا الخطر باتباع أسلوب حياة صحي ونظام غذائي متوازن.
وتظهر مقارنة بين البلدان أن تطور سرطان البروستات يعتمد، إلى جانب عوامل أخرى، على الأسلوب الغذائي، ففي بلدان مثل اليابان أو الصين أو جنوب أوروبا، تظهر الأورام بشكل أقل كثيرا مما يحدث في أوروبا الغربية والولايات المتحدة، وذلك وفقا لتقرير في دويتشه فيله.
ويعتقد الباحثون أن الاختلاف يرجع جزئيًا إلى الأساليب الغذائية، إذ يعتمد سكان اليابان والصين تقليديًا على المزيد من الأسماك والمأكولات البحرية ومنتجات الصويا.
وأظهرت دراسة أجريت في مستشفى كليفلاند كلينيك بالولايات المتحدة أن الجزيئات المرتبطة بالنظام الغذائي في الأمعاء مرتبطة بتطور سرطان البروستات العدواني (ينمو بشراسة) وأن تغيير النظام الغذائي يمكن أن يقلل بشكل كبير من هذه المخاطر، بحسب ما نقل دويتشه فيله عن موقع “هايل براكسيس” الألماني.
وبهذا الصدد، توصي جمعية مرضى السرطان الألمانية “دي كيه جي” (DKG) بتجنب السمنة، وممارسة الرياضة بانتظام، والاعتدال في تناول اللحوم الحمراء ومنتجات اللحوم.
أطعمة تحمي البروستات وقد تقلل خطر السرطان
الطماطم وفول الصويا
وفقًا لجمعية مرضى السرطان الألمانية، تحمي بعض المكونات النباتية البروستات، من بينها فيتواستروجين Phytoestrogen التي توجد بكثرة في فول الصويا، ولايكوبين Lycopene وهو أحد مكونات الطماطم، وكابسيسين Capsaicin الموجود في الفلفل الحار، بحسب ما نشر موقع “تي أونلاين” الألماني.
تناول سمك السلمون بانتظام
من الواضح أن الاستهلاك المنتظم للسلمون والأطعمة الأخرى الغنية بأوميغا 3 الدهنية يمكن أن يقلل أيضًا من خطر الإصابة بأورام البروستات. إذ أظهرت دراسة من جامعة كاليفورنيا أن الرجال الذين يتناولون سمك السلمون مرة واحدة أو أكثر في الأسبوع لديهم خطر أقل بنسبة 63% للإصابة بأشكال من السرطان.
الشاي الأخضر
يرتبط معدل استهلاك الشاي الأخضر بمعدل خطر الإصابة بسرطان البروستات، وهي النتيجة التي قدمها باحثون من مركز اليابان الوطني للسرطان في طوكيو بعد تقييمهم لبيانات 50 ألف مريض من مركز الصحة العامة في اليابان.
ويحتوي الشاي الأخضر على بوليفينول Polyphenol، وهي المادة النباتية التي لها تأثيرات مضادة للسرطان.
الفحص أساسي
ولكن حتى أسلوب الحياة الصحي لا يوفر حماية بنسبة 100% من المرض. ولاكتشاف التغيرات في البروستات مبكرًا، يجب على الرجال الذهاب إلى طبيب المسالك البولية لإجراء فحص مبكر.
ما هو سرطان البروستات؟
سرطان البروستات هو ورم خبيث يبدأ في غدة البروستات. وترتفع مخاطر سرطان البروستات بعد سن الـ 65، ويمكن خفض مخاطر الإصابة به بتناول غذاء صحي تنخفض فيه مستويات الدهون، وباتباع نمط حياة صحي.
والبروستات غدة بحجم حبة الجوز تشكل جزءا من جهاز الرجل التناسلي، وتقع تحت المثانة البولية وتلتف حول الإحليل، وهو الأنبوب الذي يحمل البول من المثانة إلى الخارج. وتفرز البروستات سوائل تدخل في تكوين المني.
وسرطان البروستات السبب الأول للوفاة بين أنواع السرطان لدى الرجال الذين تتجاوز أعمارهم 75 عاما، ومن النادر أن يصيب الرجال تحت عمر الأربعين.
ويحدث سرطان البروستات عندما تحصل طفرة بالمادة الوراثية “دي إن إيه” “DNA” في الخلايا فتصبح غير طبيعية تنمو باستمرار ولا تموت، ومع أن السبب الدقيق لهذا التحول غير معروف، فإن هنالك عوامل ترفع احتمال الإصابة به.
عوامل الخطورة
التقدم في العمر، فمعظم حالات سرطان البروستات تظهر لدى من تتجاوز أعمارهم 65 عاما.
سيرة عائلية مرضية للإصابة بسرطان البروستات.
سيرة عائلية مرضية للإصابة بسرطان الثدي لدى النساء.
إذا كان هناك تاريخ مرضي بالعائلة لطفرات في جينات “BRCA1” أو “BRCA2”.
البدانة.
تناول غذاء غني بالدهون وخاصة الدهون الحيوانية.
الأعراض
تظهر الأعراض عادة مع المراحل المتقدمة من المرض، ولذلك فإن الأطباء يسعون للكشف عنه في بداياته وقبل ظهور أعراضه، وذلك لتعزيز فرص الشفاء.
تأخر البول أو صعوبة في بدء البول أو استمراره.
تسرب البول.
تدفق بطيء للبول.
عدم القدرة على تفريغ المثانة بالكامل.
دم أو مني في البول.
ألم في الظهر والحوض، وهذا يحدث عند انتشار السرطان ووصوله إلى هذه المناطق.
الكشف عن سرطان البروستات
يعد الكشف المبكر عن المرض من أهم طرق العلاج، وذلك يكون عبر العديد من الفحوصات، منها:
فحص مضاد البروستات المحدد PSA
إذ يتم أخذ عينة من دم الشخص وقياس مادة تسمى مضاد البروستات المحدد “Prostate specific antigen PSA”، التي تفرز طبيعيا من البروستات وتوجد بتركيز منخفض في الدم، لكنها ترتفع في حالات معينة مثل:
سرطان البروستات.
التهاب البروستات.
تضخم البروستات.
ويعتبر تركيز مضاد البروستات المحدد طبيعيا إذا كان يعادل أو أقل من 4 نانوغرامات لكل ملليتر، أما إذا تجاوز ذلك فإن الطبيب يقوم بأخذ خزعة من أنسجة البروستات ويفحصها للتأكد من وجود أو عدم وجود نمو سرطاني.
وحاليا توصي العديد من الهيئات الطبية باستخدام فحص مضاد البروستات المحدد كاختبار وقائي للكشف عن سرطان البروستات، للرجال الذين بلغوا من العمر 50 عاما.
أما إذا كان الشخص من المجموعة التي يرتفع لديها احتمال الإصابة بسرطان البروستات مثل الذي لديه سيرة عائلية للإصابة بالمرض، فيوصى بعمل فحص مضاد البروستات المحدد على عمر 40 أو 45 عاما. استشر طبيبك بشأن الاختبار ومدى حاجتك إليه وتوقيت إجرائه، وما إذا كنت بحاجة لاختبارات أخرى.
فحص البروستات عبر المستقيم
يقوم الطبيب بفحص غدة البروستات عن طريق استشعارها من خلال الجزء السفلي للمستقيم، وذلك لفحص أي تغيرات في حجمها أو أمور غير طبيعية.
الخزعة
يقوم الطبيب بأخذ عينة من نسيج البروستات، ويفحصها تحت المجهر للكشف عن وجود خلايا سرطانية.
ومع ذلك، يجدر التنبيه إلى أن تسجيل نتيجة مرتفعة في اختبار فحص مضاد البروستات المحدد لا يكفي للجزم بأن الشخص مصاب بسرطان البروستات، إذ قد يكون الارتفاع ناجما عن أسباب أخرى مثل الالتهاب أو التضخم.
كما أنه في بعض الحالات قد تحدث الإصابة بسرطان البروستات، ومع ذلك تكون نتائج فحص مضاد البروستات المحدد طبيعية، ولذلك فإن هذا الاختبار يجب أن يتم مع اختبارات أخرى كالفحص عبر المستقيم والخزعة.