الرئيسيةكندا اليوماللقاء بين الأُمم الأُوَل والبابا فرنسيس في الفاتيكان: أمل بالتغيير

اللقاء بين الأُمم الأُوَل والبابا فرنسيس في الفاتيكان: أمل بالتغيير



الطبل بيده، غنّى زعيم وفد الأُمم الأُوَل إلى الفاتيكان، جيرالد أنطوان، وإلى جانبه الرئيس الأسبق لجمعية الأمم الأُوَل، فيل فونتين، على طول ساحة القديس بطرس في الفاتيكان بعد اجتماع دام ساعتين مع البابا فرنسيس.أغنية تردّد صداها لتذكير كلّ من كان قادراً على سماعها أنّ سكان كندا الأصليين ’’حاضرون دائماً، أحياء وأقوياء‘‘.
وكان من المقرر في الأساس أن يجتمع رئيس الكنيسة الكاثوليكية بمندوبي الأمم الأُوَل الـ13 مدة ساعة واحدة في جلسة استماع خاصة، لكنّ سرد قصة المدارس الداخلية للسكان الأصليين استغرق وقتاً أطول.
هي قصة انتزاع 150.000 طفل من السكان الأصليين من داخل أُسرهم ووضعهم في مدارس داخلية أوكلت الحكومة الفدرالية مهمة إدارتها إلى الكنيسة الكاثوليكية، بالدرجة الأولى، وإلى كنائس أُخرى. ووفقاً للجنة الحقيقة والمصالحة لقي ما بين 4.000 و6.000 طفل حتفهم في تلك المدارس.
’’إنها دعوة طال انتظارها، لكن ها نحن اليوم‘‘، قال جيرالد أنطوان بصوت قوي بعد الجلسة الخاصة مع البابا فرنسيس.

على الرغم من حزننا وأسانا، فإنّ الأمل في التغيير قادم. هذا التغيير سيحمل معه الكرامة والمساواة والثقةنقلا عن جيرالد أنطوان، زعيم وفد الأُمم الأُوَل إلى الفاتيكان
رئيس وفد الأمم الأُوَل إلى الفاتيكان جيرالد أنطوان (إلى اليسار) والرئيس الأسبق لجمعية الأمم الأُوَل، فيل فونتين، يسيران في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان بعد لقائهما، برفقة ممثلين آخرين عن الأمم الأُوَل، البابا فرنسيس. الصورة: Radio-Canada / Marie-Laure Josselinمن جهته، قال فيل فونتين، وهو أوّل من ندد علناً بالانتهاكات وسوء المعاملة في المدارس الداخلية، إنه متفائل بعد هذا الاجتماع مع البابا.

أنا متفائل إلى حدّ ما بأننا نسير قُدماً، بأننا ذاهبون إلى حيث نريد أن نكون مع مسألة الاعتذار وزيارة البابا إلى كندا. سنرى ما يحمله لنا يوم غدنقلا عن فيل فونتين، الرئيس الأسبق لجمعية الأمم الأُوَل في كندا
وكان على جدول أعمال اجتماع البابا اليوم بموفدِي الأمم الأُوَل مواضيعُ الاعتذار والاعتراف بمسؤولية الكنيسة في المدارس الداخلية والقبور المجهولة والتعويضات ومسألةُ إلغاء عقيدة الاكتشاف.
ولم يقدّم البابا فرنسيس في جلسة اليوم اعتذاراً باسم الكنيسة الكاثوليكية، كما أنه لم يؤكد ما إذا كان سيزور كندا. لكنّ الجميع يتوقعون منه أن يوضح موقفه بشأن هاتيْن النقطتيْن خلال جلسة الاستماع الأخيرة يوم غد الجمعة التي ستضمّه إلى وفود الإنويت والخلاسيين (Métis) والأُمم الأُوَل.
وكان رئيس الكنيسة الكاثوليكية قد استمع إلى موفدِي الخلاسيين وشعب الإنويت يوم الاثنين في جلستيْن منفصلتيْن، ودوماً حول موضوع الانتهاكات في المدارس الداخلية للسكان الأصليين في كندا.
تكبير الصورة (نافذة جديدة)زعيمة أمّة تكيملوبس تي سكويبيمك، روزان كازيمير، في الفاتيكان اليوم.الصورة: Radio-Canada / Marie-Laure Josselinإلى اللقاء مع البابا بـ’’فخر وشرف وشجاعة‘‘عندما خرج وفد الأمم الأُوَل من الفندق اليوم قاصداً الفاتيكان، كان الجوّ السائد رسمياً وقوياً.
ومن أجل رواية قصصهم عن المدارس الداخلية للسكان الأصليين للبابا، وهي مدارس داخلية كان هدفها ’’قتل الهندي (الفرد من السكان الأصليين) الموجود داخل كلّ طفل‘‘، أظهر الناجون وعائلاتهم كم أنّ ثقافتهم لا تزال مستمرة.
خرجوا، برفقة الأغاني، الواحد تلو الآخر بملابسهم التقليدية والميداليات المزيّنة بالخرز وأحذية الموكاسين والتنانير ذات الأشرطة.
زعيمة أمّة تكيملوبس تي سكويبيمك، روزان كازيمير، ارتدت غطاء رأس مع أصداف وريش.
وغطاء الرأس هذا يُلبَس تقليدياً في مجتمعها في كاملوبس في مقاطعة بريتيش كولومبيا. وهي قالت، قُبيْل صعودها ’’بثقة‘‘ إلى حافلة الركاب، إنها ترتديه ’’بفخر وشرف‘‘.
’’يمنحني القوة والشجاعة لمواصلة ما أفعله‘‘ على هذا الطريق الطويل للاعتراف بالانتهاكات التي تعرض لها السكان الأصليون في المدارس الداخلية، ولكن أيضاً على طريق المصالحة، أكّدت كازيمير.
يُذكر أنه في أيار (مايو) 2021، أدى اكتشاف رفات 215 طفلاً في موقع مدرسة داخلية سابقة للسكان الأصليين في كاملوبس إلى إيقاظ الكنديين وتفتيح عيونهم على هذه القضية، لتكرّ بعد ذلك سبحة اكتشافات من النوع نفسه، وبأعداد أكبر، في مواقع مدارس داخلية سابقة أُخرى للسكان الأصليين في أماكن أُخرى من كندا.
(نقلاً عن تقرير لماري لور جوسلان، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

Most Popular

Recent Comments