الرئيسيةالطب والصحةأعراض السكري في العين.. كيف يؤثر ارتفاع السكر على البصر؟

أعراض السكري في العين.. كيف يؤثر ارتفاع السكر على البصر؟



كيف يؤثر مرض السكري على العين؟ وما علامات الإصابة بالسكري التي قد تكون في العين؟ وما مرض العين السكرية؟
وفقا لما كتب طبيب العيون الدكتور يو غوانغ في موقع ساوثويسترن ميديكال سنتر لجامعة تكساس  The University Of Texas Southwestern Medical Center، فإن “ما يصل إلى واحد من كل 4 بالغين في سن العمل (من أوائل العشرينيات إلى أوائل الستينيات) في أميركا مصاب بمرض السكري من النوع الثاني، لكنهم لا يعرفون ذلك. لذا، يمكنك أن تتخيل دهشتهم عندما يزورونني، بسبب عدم وضوح الرؤية، وأقوم بإحالتهم لفحص مرض السكري”.

ويضيف “يتعرض مرضى السكري من النوع الثاني لخطر متزايد للإصابة بأمراض العين السكرية Diabetic Eye Disease، وهي مجموعة من أمراض العين المرتبطة بمرض السكري مثل اعتلال الشبكية السكري والوذمة البقعية السكرية Diabetic Macular Edema (DME). يعاني ما يقرب من ثلث مرضاي في سن العمل من تلف العين الناتج عن مرض السكري، واعتلال الشبكية السكري هو السبب الرئيسي للعمى في هذه الفئة العمرية”.
إذا تركت أمراض العيون السكرية دون علاج، فقد تسبب تلفا دائما في الرؤية وحتى العمى.
ولذلك من من المهم معرفة الأعراض،  حتى إذا لم يتم تشخيص إصابتك بمرض السكري.
أعراض مرض العين السكري Diabetic Eye Disease، تشمل مجموعتين:
أولا. أعراض اعتلال الشبكية السكري Diabetic retinopathy
يتسبب اعتلال الشبكية السكري في تلف الأوعية الدموية في شبكية العين. إذا ترك دون علاج، فقد يتسبب في فقدان البصر ويمكن أن يتطور إلى الوذمة البقعية السكرية Diabetic Macular Edema (DME).
يعاني ما يقرب من 40% إلى 45% من مرضى السكري من أعراض اعتلال الشبكية السكري، رغم أن الكثيرين لا يلاحظونها، يمكن أن تشمل الأعراض:

رؤية ضبابية
عوائم العين، وهي نقاط في مجال رؤيتك. قد تبدو كبقع أو شرائط أو خيوط شبيهة بخيوط العنكبوت سوداء أو رمادية تجول في مجال بصرك عند تحريك عينيك ويبدو أنها تختفي سريعا عندما تحاول النظر إليها مباشرة، وفقا لمايو كلينيك.
ألوان باهتة
مناطق فارغة أو مظلمة في مجال رؤيتك

ثانيا. أعراض الوذمة البقعية السكرية Diabetic Macular Edema
الوذمة البقعية السكرية هي تراكم السوائل في مركز الشبكية أو البقعة. هذا الجزء من العين مسؤول عن الرؤية الحادة ومعظم رؤية الألوان لدينا. يمكن أن تشمل الأعراض:

رؤية ضبابية أو متموجة في مركز مجال رؤيتك
عوائم العين
ألوان باهتة

وقال الدكتور يو غوانغ إن “كلا الشكلين من أمراض العين السكرية يمكن علاجهما. تعتمد أنواع العلاج وفعاليته على شدة الحالة”.

ما خيارات العلاج لمرض العين السكري؟

السيطرة على مرض السكري، وذلك عبر اتخاذ خيارات أسلوب حياة صحي. يجب أن يكون النشاط البدني، مثل المشي أو ممارسة اليوغا، جزءا من روتينك اليومي. أعط الأولوية لتناول نظام غذائي صحي يحتوي على المزيد من الألياف، مثل الفاصوليا والفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب الكاملة والكربوهيدرات الأقل.
راقب مستويات السكر في الدم.
تناول الأدوية الخاصة بك على النحو الموصوف، في بعض الأحيان، يمكن أن يؤثر ضغط الدم أو أدوية الكوليسترول على نسبة السكر في الدم. من المهم تناول هذه الأدوية على النحو الموصوف والعمل مع طبيبك لضبط الجرعات إذا ارتفع السكر لديك.
الأدوية، خلال زيارات العيادة المنتظمة، يمكن لطبيب العيون الخاص بك إعطاء الأدوية مباشرة في العين. علاج عامل النمو البطاني المضاد للأوعية Anti-Vascular Endothelial Growth Factor (Anti-VEGF)   هو علاج دوائي شائع الاستخدام لتقليل تورم الشبكية وتثبيط نمو الأوعية الدموية في الشبكية. خيار آخر هو دواء الكورتيكوستيرويد، الذي يمكن أن يقلل الالتهاب الناجم عن اعتلال الشبكية السكري.
جراحة العيون، إذ بالنسبة لبعض المرضى، يمكن أن تساعد الجراحة طفيفة التوغل في إبطاء تقدم مرض العين السكري. يمكن أن تؤدي إجراءات الليزر إلى تقليص أو سد الأوعية الدموية لتقليل التورم. خيار آخر هو استئصال الزجاجية Vitrectomy، وهو إجراء لإزالة سائل الجسم الزجاجي والدم الذي يمكن أن يتسرب من الأوعية الدموية. يمكن لطبيب العيون استبدال السائل الزجاجي الشبيه بالهلام بمحلول ملحي أو أي مادة معقمة أخرى، مما يساعد في علاج عوائم العين والأعراض الأخرى المرتبطة بمرض السكري.

ما السكري؟
السكري هو مرض استقلابي -الاستقلاب يعرف أيضا بالتمثيل الغذائي، وهو عملية تحويل الغذاء إلى طاقة ومواد أخرى يستخدمها الجسم- يسببه نقص هرمون الإنسولين، أو ضعف الاستجابة الطبيعية من خلايا الجسم للإنسولين الذي يُدخِل السكر الموجود في الدم (الغلوكوز) إلى الخلايا، وفي كلتا الحالتين تكون النتيجة متشابهة، إذ ترتفع مستويات الغلوكوز في الدم فوق الحد الطبيعي، ويؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية على الجسم عاجلا وآجلا.
الإنسولين هرمون تصنعه خلايا “بيتا” في البنكرياس، الذي يفرز الإنسولين إلى مجرى الدم بعد تناول الطعام، وذلك استجابة لارتفاع السكر في مجرى الدم.
ويشكل الغلوكوز الطاقة التي يتحول إليها الغذاء الذي يأكله الإنسان، ويفرز في الدم فتأخذه خلايا الجسم وتحرقه لإنتاج الطاقة اللازمة لعملياتها الحيوية. ولفعل ذلك فإنها تحتاج إلى هرمون الإنسولين الذي يجعل الغلوكوز يتحرك من مجرى الدم إلى الخلايا.
وكلما ارتفع مستوى الغلوكوز في الدم أفرز البنكرياس كمية أكبر من الإنسولين لخفضه، أما إذا انخفض فإن البنكرياس يقلل أو يوقف إفراز الإنسولين، ويفرز الجسم بالمقابل 4 هرمونات أخرى لرفع مستواه في الدم، وهي: الغلوكاغون والكورتيزول والأدرينالين وهرمون النمو، مما يجعل الكبد يطلق الغلوكوز إلى مجرى الدم.
في الأحوال الطبيعية يحافظ الجسم على مستوى الغلوكوز في الدم بنطاق يتراوح بين 70 و120 مليغراما لكل ديسيلتر، وذلك عبر آلية تضمن الحفاظ على مستواه حتى لو صام الشخص فترة طويلة عن الطعام، أو (بالعكس) تناول كمية كبيرة منه؛ أما في داء السكري فيرتفع الغلوكوز فوق الحد الطبيعي.

أنواع مرض السكري
داء السكري من النوع الأول
يطلق عليه أيضا اسم السكري المعتمد على الإنسولين، وسكري اليافعين. وهو مرض مناعي ذاتي، إذ يقوم جهاز المناعة في الجسم بمهاجمة خلايا بيتا في البنكرياس ويدمرها، مما يؤدي إلى تراجع الكميات التي يفرزها البنكرياس من الإنسولين بشكل تدريجي.
وتمتد عملية التدمير هذه شهورا أو سنوات، وفي النهاية تصبح كمية الإنسولين قليلة للغاية مما يؤدي لارتفاع الغلوكوز في الدم وظهور أعراض السكري.
ويتطور المرض قبل سن 35 عاما، وعادة تكون أعمار المصابين به ما بين 10 أعوام و16 عاما. ويشكل 5% إلى 10% من نسبة المصابين بداء السكري.
يتطلب علاج النوع الأول من السكري إعطاء المريض الإنسولين بالحقن أو بالمضخة، ويؤدي ذلك إلى انخفاض الغلوكوز في الدم والسيطرة عليه.
ولا يوجد حتى الآن علاج شاف من هذا النوع، ولكن يأمل العلماء في تطوير آلية لإنتاج خلايا بيتا جديدة لدى المصابين بهذا النوع من السكري، من خلال أبحاث الخلايا الجذعية والطب التجددي.

داء السكري من النوع الثاني
يطلق عليه اسم السكري غير المعتمد على الإنسولين وسكري البالغين، وفيه تنخفض حساسية الخلايا للإنسولين، أي تقل درجة استجابة خلايا الجسم له، ويطلق على ذلك اسم “مقاومة الإنسولين”، فالخلايا تقاوم هرمون الإنسولين الذي وظيفته إدخال الغلوكوز إليها.
وفي الأحوال الطبيعية يلتصق الإنسولين بالخلية مطلقا إشارة داخلها تأمر نوعا من النواقل بحمل الغلوكوز من سطح الخلية إلى داخلها، أما في حالة السكري من النوع الثاني فتحدث مقاومة للإنسولين تتمثل في إعاقة الإشارة التي يرسلها إلى داخل الخلية، مما يؤدي إلى عدم دخول الغلوكوز وتراكمه وارتفاعه في مجرى الدم.
ولحل هذه المشكلة، يعمل البنكرياس على زيادة إنتاجه من الإنسولين، وذلك ليعاكس تأثير مقاومته، وقد يستمر ذلك أشهرا أو سنوات، ولكن في النهاية تتنامى مقاومة الإنسولين، كما يصاب البنكرياس بالإرهاق وترتفع مستويات الغلوكوز في الدم.
يكون المصابون بهذا النوع عادة من ذوي السمنة، ولذلك فإن خفض الوزن وتعديل النمط الغذائي يعتبر أول آليات العلاج، بالإضافة لأدوية بعضها يحفز إفراز الإنسولين من البنكرياس، وبعضها يزيد حساسية الخلايا للهرمون.
ويصيب هذا النوع الأشخاص فوق سن الـ40 عاما عادة، ويشكل 90% من نسبة المصابين بداء السكري، وتساهم الوراثة في الإصابة به أكثر من النوع الأول من السكري، وتعد السمنة من أهم عوامل الإصابة به.
أما إذا لم يستجب مريض السكري للتغييرات المطلوبة منه في الغذاء والحركة، أو بقيت مستويات الغلوكوز مرتفعة، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم المرض مما يدفع الطبيب إلى الانتقال في مراحل لاحقة إلى العلاج بحقن الإنسولين.
النوع الثاني من السكري مثل الأول ليس له علاج شاف حتى الآن، لكن يؤدي خفض الوزن وتغيير نمط الطعام والحركة إلى تحسين ضبط مستوى الغلوكوز في الدم، كما قد يقلل حاجة الشخص إلى العلاجات كالأدوية الخافضة للسكر أو حقن الإنسولين.

سكري الحمل
يسمى أيضا مرض السكر الحملي، وترتفع فيه مستويات الغلوكوز في الدم لدى بعض النساء الحوامل، ويعود عادة إلى مستواه الطبيعي بعد الولادة. ويكون النساء اللواتي أصبن بسكري الحمل أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من داء السكري في المستقبل.
أعراض داء السكري

العطش الشديد.
كثرة التبول.
فقدان الشعور بالطاقة وتراجع الحيوية.
زيادة الشهية.
نقصان الوزن.
مشاكل البصر التي تكون في البداية مؤقتة، لكنها قد تصبح دائمة إذا لم يتم ضبط الغلوكوز في الدم.
الارتباك وفقدان الوعي.
تراكم الأحماض في الدم وفقدان الوعي، وذلك لدى مرضى النوع الأول من السكري.

ما قبل السكري
وهناك حالة تسمى “ما قبل السكري” (Prediabetes)، وتعني أن مستوى سكر الدم لدى المصاب أقل من تشخيصه بالإصابة بداء السكري، لكنه في الوقت نفسه أعلى من المستوى الطبيعي. وإذا لم يتم التعامل معها فإن الشخص سيصاب بالسكري من النوع الثاني خلال 10 سنوات أو أقل.

Most Popular

Recent Comments