أعلن علماء أوروبيون نجاحهم في تطوير دواء مبتكر يمنع انتشار سرطان الثدي وعودته، وذلك بعد تجارب على فئران، فما العلاج الجديد؟ وما أهميته في مكافحة هذا النوع من السرطان؟
ما العلاج الجديد؟
أساس الدواء الجديد هو الجزيء المعروف باسم “مايتو كيو” (MitoQ).
من طوّر العلاج الجديد؟
طور العلاج علماء بقيادة الباحث بيير سونفو من معهد جامعة لوفان في بلجيكا، ونشروا نتائج بحثهم في مجلة “السرطانات” (Cancers)، ونقلتها مجلة “نيوزويك” (Newsweek) في تقرير للكاتب مارتن باريلاس.
ما أهمية العلاج الجديد لسرطان الثدي؟
حتى نفهم أهمية هذا الدواء، يجب أن نفهم أن بعض أنواع السرطان أكثر عدوانية من غيرها، حتى عند اكتشافها مبكرا. هذا صحيح في ما يسمى “سرطان الثدي الثلاثي السلبي” (Triple-Negative Breast Cancer, TNBC)، الذي يمثل ما يصل إلى 15% من جميع سرطانات الثدي، وفقا لجمعية السرطان الأميركية.
في سرطان الثدي الثلاثي السلبي، تكون الخلايا السرطانية إما مفتقرة إلى مستقبلات هرمون “الإستروجين” (Estrogen) أو “مستقبلات هرمون البروجسترون” (Progesterone Receptors)، أو تفتقر هذه الخلايا إلى “بروتين هير 2” (HER2) أو تحتوي على الكثير منه.
ويساعد “بروتين هير 2” خلايا سرطان الثدي على النمو بسرعة؛ إذ تسمى خلايا سرطان الثدي التي تحتوي على مستويات أعلى من الطبيعي من “بروتين هير 2” بالخلايا “إيجابية هير 2” (HER2-positive). وتميل هذه السرطانات إلى النمو والانتشار بشكل أسرع من سرطانات الثدي “سلبية هير 2″، ولكن من المرجح أن تستجيب للعلاج بالعقاقير التي تستهدف “بروتين هير 2″، وذلك وفقا لجمعية السرطان الأميركية.
يميل سرطان الثدي الثلاثي السلبي أيضا إلى النمو والانتشار بشكل أسرع من الأنواع الأخرى من سرطان الثدي، ونظرا لوجود خيارات علاج أقل، فيكون لها نتائج أسوأ.
في حين تم تشخيص حوالي 225 ألف مريضة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، فإن هذا النوع من السرطان يصيب ألف مريضة سنويا في بلجيكا. ويصاب نحو نصف هؤلاء بعودة السرطان وانتشاره، وهو ما يسمى “النقائل” (Metastases).
لا يوجد حتى الآن علاج محدد لسرطان الثدي الثلاثي السلبي، ولدى المرضى احتمال 1 من 10 للبقاء على قيد الحياة.
كيف طور الباحثون العلاج؟
على مدى الـ8 السنوات الماضية، طور الباحث بيير سونفو من معهد جامعة لوفان وفريقه علاج مايتو كيو، الذي منع عودة ظهور النقائل في 80% من الحالات، وكذلك منع تكرار سرطان الثدي في 75% من الحالات في الفئران.
بالنسبة للفئران، قام الفريق بدمج الجراحة مع العلاجات الكيميائية القياسية، كما هو الحال مع المرضى من البشر. ولاختبار الجزيء الجديد، أضاف الفريق “مايتو كيو” ليكون مكملا للعلاج القياسي. وفي حين يتوافق مايتو كيو مع العلاج الكيميائي المعتاد، وجد الفريق أنه يمنع كذلك تكرار وانتشار سرطان الثدي في الفئران.
نظرا لأن الأسباب الرئيسية الثلاثة لوفيات السرطان هي العودة بعد العلاج وانتشار السرطان عن طريق النقائل ومقاومة العلاج، يعتقد الباحث سونفو وزملاؤه أن مايتو كيو هو تطور مذهل. ووفقا للباحثين، لا يوجد حاليا جزيء آخر معروف لديه القدرة على التصرف مثل مايتو كيو.
بعض الخلايا السرطانية تتكاثر لكنها حساسة للعلاجات، في حين يظل البعض الآخر كامنا، ثم يظهر لاحقا. تكون الخلايا الأخيرة أكثر ضررا، لأنها تؤدي إلى النقائل. وإذا لم تتم إزالتها تماما بالجراحة، فقد تعاود الظهور.
يعدّ مايتو كيو اختراقا، لأنه يمنع “الخلايا الجذعية السرطانية” (Cancerous Stem Cells) من الاستيقاظ، الذي يؤدي استيقاظها إلى عودة السرطان.
قال سونفو “توقعنا أن نكون قادرين على منع انتشار السرطان، لكن منع تكرار السرطان كان غير متوقع على الإطلاق. الحصول على هذا النوع من النتائج هو دافع كبير لنا للاستمرار”.
سرطان الثدي
وسرطان الثدي هو نمو غير مسيطر عليه لخلايا غير طبيعية في أنسجة الثدي، وتنمو وتنقسم بسرعة أكبر من الخلايا السليمة، وذلك وفقا للجمعية القطرية للسرطان.
العلامات والأعراض المبكرة لسرطان الثدي
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه عادة ما يظهر سرطان الثدي على شكل كتلة غير مؤلمة أو سماكة في الثدي. ومن المهم لمن تجد كتلة غير طبيعية في الثدي أن تستشير أخصائيا صحيا من دون تأخير لأكثر من شهر أو شهرين حتى وإن لم تشعر بأي ألم مرتبط بهذه الكتلة؛ فالتماس العناية الطبية عند ظهور أول علامة على وجود عارض محتمل يتيح الحصول على علاج أكثر نجاحا.
وعموما، تشمل أعراض سرطان الثدي:
كتلة أو سماكة في الثدي
تغيير في حجم الثدي أو شكله أو مظهره
ترصع أو احمرار أو انطباع أو تبدل آخر في الجلد
تغيير في مظهر الحلمة أو تغيير في الجلد المحيط بالحلمة (الهالة)
ظهور إفرازات غير طبيعية من الحلمة
وهناك أسباب كثيرة تؤدي إلى ظهور كتل على الثدي، ومعظمها ليست سرطانا؛ فنحو 90% من كتل الثدي ليست سرطانية. وتشمل شذوذات الثدي غير السرطانية الكتل الحميدة، مثل الأورام الغدية اللمفية والكيسات وحالات العدوى.
من المعرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي؟
سرطان الثدي ليس مرضا ساريا أو معديا. وخلافا لبعض أنواع السرطان التي لها أسباب مرتبطة بالعدوى، مثل عدوى فيروس الورم الحليْمي البشري وسرطان عنق الرحم، لا توجد عدوى فيروسية أو جرثومية معروفة مرتبطة بتطور سرطان الثدي.
ونصف سرطانات الثدي تقريبا تصيب نساء ليس لديهن عوامل خطر محددة للإصابة بسرطان الثدي بخلاف الجنس (أنثى) والعمر (أكثر من 40 عاما). وتزيد عوامل معينة من خطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل التقدم في العمر والسمنة وتعاطي الكحول ووجود سوابق إصابة بسرطان الثدي في الأسرة، وسوابق تعرض للإشعاع، وسجل الصحة الإنجابية (مثل العمر عند بداية الدورة الشهرية وعند الحمل الأول)، وتعاطي التبغ والعلاج الهرموني التالي لسن اليأس.
الخيارات السلوكية والتدخلات ذات الصلة التي تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي تشمل:
الرضاعة الطبيعية المطولة
النشاط البدني المنتظم
التحكم في الوزن
الابتعاد عن الكحول والتدخين
تفادي استخدام الهرمونات لفترة مطولة
تجنب التعرض المفرط للإشعاع.
وللأسف، حتى لو أمكن السيطرة على جميع عوامل الخطر القابلة للتعديل، فإن ذلك لا يحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي إلا بنسبة 30% كحد أقصى، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.