يقدّم مهرجان السينما الإفريقية الدولي في مونتريال نسخة هجينة هذه السنة، وتعرض قناة TV5 أفلاما أونلاين ولكن الغالبية العظمى من الأفلام تعرض “حضوريا” في مونتريال.تنطلّق عروض باقة الأفلام الالكترونية الرقمية (12 فيلما سينمائيا طويلا) يوم 26 آذار/مارس ولغاية 31 منه على المنّصة tv5unis.ca. لتبدأ يوم 1 نيسان/أبريل ولغاية 10 منه العروض حضوريا في صالات سينماتيك الكيبيكية (نافذة جديدة) في وسط مدينة مونتريال، وعلى الجدول 118 فيلما سينمائيا من 44 دولة، بين طويل وقصير، روائي ووثائقي.
بعدما كرّس المهرجان الإفريقي العريق في المدينة الكوسموبوليتية في السنوات الأولى لتأسيسه كل نشاطه للفن السابع، توّسعت اعتبارا من النسخة العاشرة الأنشطة لتشمل أيضا الفنون التشكيلية واللقاءات الأدبية الشعرية والمحاضرات الاجتماعية وكذلك يضطلع المهرجان بتنظيم رالي فريد وخاص.
يشرح بوسماحة صديقي المسؤول عن الرالي هذه السنة بأن النشاط بدأ منذ بداية شهر تاريخ السود في كندا، شهر شباط/فبراير الماضي ويمتد لغاية نهاية شهر حزيران/يونيو المقبل. ويقضي الرالي بزيارة المنتسبين ومشاركتهم للمعارض الافتراضية والحضورية وكذلك المحاضرات والندوات على هامش المهرجان السينمائي. هؤلاء يسجلون حضورهم في باسبور-العروض (نافذة جديدة) ويجمعون النقاط لكسب السباق في النهاية.
حفل الافتتاح يُسطر ذكرى 60 عاما على العلاقات الدبلوماسية الكندية-المغربيةتجري وقائع الحفل الافتتاحي للنسخة الثامنة والثلاثين لمهرجان السينما الافريقية في مونتريال (نافذة جديدة) في الصالة السينمائية داخل أروقة متحف الفنون الجميلة (نافذة جديدة) في وسط المدينة الكوسموبوليتية. في حضور سفيرة المملكة المغربية في العاصمة الاتحادية الكندية السيدة ثريا عثماني وبرعاية دار المغرب، المركز الثقافي المغربي في مونتريال (نافذة جديدة).
ملصق فيلم “علّي صوتك” وهذا التماثل مع نموذج القالب الثقافي الأمريكي في طريقة اللباس والتصرفات لمجموعة الطلاب الذين يؤلفون أغاني الهيب هوب بالعامية المغربية في فيلم نبيل عيّوش. الصورة: IXIONS Communicationsوقد اختير لعرض الافتتاح فيلم علّي صوتك غير المسبوق بتوقيع السينمائي المغربي نبيل عيّوش. وقد استحوذ آخر أعمال ابن الدار البيضاء على إعجاب النقاد وقيل إنه يصّور كازابلانكا وكأنها نيويورك. وتدور أحداث الفيلم في مركز ثقافي في حي سيدي مومن في الدار البيضاء بين طلاب مراهقين ومدرس موسيقى الهيب هوب المعاصرة. ولكن الفيلم يحمل أبعادا ورسائل أخرى أكثر عمقا ودلالة، ويتناول التابوهات في المجتمع المغربي وواقع الشباب والفتيات ويتطرق إلى الدين والسياسة وتقع المواجهة بين الفن والأفكار المحافظة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الفيلم لا يدخل في قائمة المنافسة الرسمية في النسخة الحالية للمهرجان.
ويتنافس في المهرجان على عدد من الجوائز أبرزها أفضل فيلم وأفضل بطولة نسائية وذكورية وأفضل إخراج، سبعة أفلام طويلة و22 فيلما متوسطا أو قصيرا، بينها ثمانية بتوقيع سينمائيين عرب.
فيلمان روائيان طويلان بتوقيع سينمائيّين من دول المغرب العربي الكبير يشاركان في المسابقة الرسميةالفيلم الروائي الطويل الحياة ما بعد للسينمائي الجزائري أنيس جعاد من إنتاج العام 2021 يشارك في المنافسة الرسمية للمهرجان. وهو باكورة الأفلام الروائية للصحافي والسيناريست والمخرج الجزائري.
تروي أحداث فيلم الحياة ما بعد قصة هاجر و ابنها اللذين يحاولان إعادة بناء حياة أخرى و إعادة بناء نفسيهما بعد مأساة اغتيال الزوج من قبل جماعة إرهابية. بعد المأساة التي ألّمت بها، تجد هاجر نفسها في مواجهة ظروف معيشية صعبة. وقد زاد وضعها الاجتماعي الطين بلّة، خصوصا أنها تقطن قرية نائية في غرب البلاد.
الفيلم الروائي الطويل الثاني المشارك في المنافسة الرسمية هو فيلم أطياف بتوقيع المخرج التونسي مهدي هميلي.
وستريمز وهو الاسم الأجنبي للفيلم هو إنتاج مشترك بين تونس وفرنسا ولوكسمبورغ، يقدّم دراما اجتماعية أراد لها مهدي هميلي أن تشرّح واقع المجتمع التونسي بمظاهره المختلفة.
يقول النقاد الفنيون إن الفيلم ينتقل بالمشاهد من نظرة الامومة إلى نظرة البنوة، ومن نظرة الأسرة إلى نظرة المجتمع، وتسافر كاميرا المخرج في رحلة من المشاعر المتناقضة بين الأسري والاجتماعي دون تجاهل الجانب السياسي وما يلفّ ذلك من أحكام أخلاقية.
في ستريمز، هناك جيلان ومجتمع يغمره الشقاق، من خلال قصّة عائلة لم تكن ملتحمة بالقدر الكافي ويبدو أنه كان لا بد من قيام تراجيديا لتلتقي العائلة في مكان ما، وفي الطريق إلى هذا اللقاء تبرز وجوه كثيرة للنظم الفاسدة.
أما الأفلام الستة الأخرى بتوقيع سينمائيين من السودان والمغرب والجزائر وتونس فهي من فئة الأفلام الروائية القصيرة.
في الوسط جيرار لو شين يتحدث إلى عدد من الحضور في المؤتمر الصحافي.
اتخذت مسيرة السينمائي جيرار لو شين مسارًا ملتزمًا في خدمة العلاقات بين الشمال والجنوب. هو الذي سلّط الضوء باستمرار على أهمية الثقافة باعتبارها دواء شافيا للتعصب والعنصرية. في عام 1984 أسس السيد لو شين منظمة Vues d’Afrique في مونتريال ، كرد فعل على حقيقة أن قارة بأكملها بدت شبه غائبة عن المشهد الثقافي في كيبيك. تولى إدارتها في عام 1985 ، وكان أول إجراء له هو إنشاء مهرجان سنوي يهدف إلى الترويج للثقافات الإفريقية و الكريولية من خلال السينما والتلفزيون والفنون البصرية. هذا المهرجان ، الذي كان يهدف منذ البداية إلى تعزيز التفاهم المتبادل ، سرعان ما أصبح أمرًا ضروريًا ومحفزًا للأنشطة المثرية الأخرى لـ Vues d’Afriqueالصورة: Radio-Canada / Colette Darghamإطلاق فعاليات النسخة الـ38 لمهرجان السينما الدولي الافريقيخلال المؤتمر الصحافي الذي انعقد الأسبوع الماضي في مونتريال لإطلاق فعاليات مهرجان Vues d’Afrique، قال رئيسه ومديره العام جيرار لو شين إن تنظيم المهرجان هذه السنة كان اقل تعقيد من السنوات الماضية، على الرغم من أننا تغيّبنا حضوريا لسنتين طوال بسبب جائحة كوفيد-19.
وفي مبادرة منه للتشجيع على الانتساب إلى عضوية منظمته الثقافية التي أسسها في مونتريال قبل 38 عاما، قال دو شين:
انتسبوا إلى Vues d’Afrique مع تعريفة انتساب لا تتعدى الـ10 دولارات لتكون لكم الأولوية في شراء تذاكر عروض تنفذ بسرعة ولكن الأعضاء لهم الأولوية بمشاهدتها.نقلا عن مدير ومؤسس Vues d’Afrique جيرار لو شين
وأردفت ابنته جيرالدين لو شين وهي مندوبة المهرجان، بالقول: على الرغم من غلاء الأسعار الذي يسيطر على كافة المستويات المعيشية والثقافية والفنية، فإن مهرجاننا قرر الإبقاء على كل تعريفات الدخول التي كانت قبل الجائحة وبذلك يستقر سعر تذكرة السينما على 10 دولارات.
عزيز داوني: إنني كفنان شمال-افريقي لي ما أقوله وأقدمه في هذا المهرجان الذي يمثلنيعلى آلة العود جلس عزيز داوني على المسرح مفتتحا المؤتمر الصحافي الأسبوع الماضي. وشكلت تقاسيمه الراقية البوابة التي دخل من خلالها الحضور من رسميين ودبلوماسيين ورؤساء مؤسسات سينمائية وثقافية عامة وخاصة وإعلاميين، إلى ثقافة وحضارة القارة السمراء.
إلى جانب مشاركته في أمسيات موسيقية خلال أيام المهرجان، فإن داوني يترأس البرنامج السينمائي الوطني المحلي والأنشطة المخصصة للشباب في النسخة الحالية من المهرجان.
الفنان عازف العود الكندي المغربي عزيز داوني في بهو الدار السينمائية “سينماتيك” في وسط مدينة مونتريال بعد المؤتمر الصحافي الذي انعقد الثلاثاء الماضي لإطلاق فعاليات النسخة الـ 38 لمهرجان السينما الافريقية الدولي في مونتريال.الصورة: Radio-Canada / Colette Darghamصباحيات سينمائية شبابيةيقول عزيز داوني في حديثه إلى مذياع القسم العربي لراديو كندا الدولي بأنه بالتعاون مع مكتب التلفزيون والسينما التابع لحكومة كيبيك، سيصار إلى تنظيم أنشطة لجيل الشباب تتضمن عروضا سينمائية وفنية وترفيهية في إطار صباحيات سينمائية شبابية.
كذلك تنظم محاضرات حول مهن الفن السابع والتقنيات السينماتوغرافية. وقد اختار محدثي مع اللجنة التي تعمل تحت إشرافه 40 فيلما افريقيا من روائي ووثائقي وأفلام رسوم متحركة وغيرها من الأفلام التي تعرّف بالقضايا والثقافات الافريقية لتقدم للشباب وطلاب المدارس والمعاهد في مونتريال من كافة الأعمار والجنسيات.
شارك عزيز داوني أيضا في اختيار نخبة من 80 فيلما كندياً عالج موضوعات افريقية أو أنجزها كنديون أفريقيون.
من هذه الأفلام نذكر الفيلم الكندي الاحتمال رقم 3 بتوقيع السينمائي الكندي المغربي عبد الإله عمري. وقد صوّرت مشاهد الفيلم في مونتريال.
هناك أيضا فيلم مغنية الروك الصحراوية بتوقيع السينمائية الكندية الجزائرية الشابة سارة ناصر.
الفيلم عن حياة سيدة الغناء القناوي في الجزائر الفنانة المخضرمة حسنة البشارية.
تقول المخرجة الشابةإن فيلمي صورة حميمة وذكية وعميقة لنجمة موسيقى القناوة حسنة البشارية غير العادية. هذه الفنانة الأميّة في الستين من عمرها تتمتع بموهبة فريدة، تقود النساء الجزائريات من كل الأعمار لإعادة تعريف دورهن وتحدي الأعراف الثقافية.
Début du widget Vimeo. Passer le widget ?Fin du widget Vimeo. Retourner au début du widget ?تعزف حسنة البشارية، أو المعلمة كما يطلق عليها في الجزائر على آلة القمبري. وقد تعتبر المرأة الوحيدة التي تعزف على القمبري بالمغرب العربي، كما تعزف كذلك على العود والغيتار الإلكتروني، وتُحسن أيضا التعامل مع آلات البندير و الدربوكة والقرقابو. أصدرت أوّل ألبوم لها سنة 2009، بعنوان الجزائر جوهرة. يقال أيضا عنها إنها لوحدها فرقة موسيقية متكاملة.
بكل شغف يُسهب محدثي عزيز داوني في التحدث عن هذين الفيلمين بتوقيع كنديَين شابين من مدينة مونتريال مؤكدا علي وجوب مشاهدتهما.
مهرجان السينما الافريقية في مونتريال استثناء عجيبقدِم عزيز داوني إلى مونتريال في أواخر العام 2009 وقد كانت له مساهمات في المهرجان الإفريقي من موقعه كعضو في المركز الثقافي المغربي في مونتريال والتعاون المشترك بين المركز والمهرجان. إلا أنه التحق قبل نحو عام بمنظمة Vues d’Afrique ليضطلع بالبرمجة الوطنية وأنشطة الشباب في نسخة المهرجان الحالية.
عن رأيه بمهرجان مونتريال يقول محدثي:
المهرجان يشكل استثناءاً عجيبا ونادراً. لا نجد مهرجانا دوليا بهذا الحجم يمثل الدول الافريقية كلها. إن 44 دولة افريقية على الأقل ممثلة في المهرجان هذه السنة، إن لجهة السينمائيين من القارة الأفريقية أو لجهة الأفلام العالمية التي تتناول الثقافة الافريقية.إنني كمهاجر افريقي عربي لي الفخر بهذا الانتماء إلى هذا الفسيفساء المتنوع الأفريقي-العربي-المغاربي-الكندي.نقلا عن عزيز داوني المسؤول عن البرمجة الوطنية وأنشطة الشباب في المهرجان
(أعدت وحررت هذا التقرير كوليت ضرغام منصف)