أكّد رئيس الحكومة الفدرالية جوستان حصول اتفاق بين الحزب الليبرالي الكندي (PLC – LPC) الذي يقوده والحزب الديمقراطي الجديد (NPD – NDP) بقيادة جاغميت سينغ من شأنه أن يسمح للحكومة، وهي حكومة أقلية، بالبقاء في السلطة حتى عام 2025، أي حتى نهاية ولايتها.وقال ترودو في إيجاز صحفي صباح اليوم إنّ الاتفاق يدخل حيز التنفيذ ’’ابتداءً من اليوم‘‘.
وكان كلّ من و’’سي بي سي‘‘ (على التوالي القسمان الفرنسي والإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية) قد أفادا أمس، نقلاً عن مصادرهما، عن حصول اتفاق مبدئي بين الحزبيْن.
وأشار ترودو إلى حالة عدم اليقين المتصلة بجائحة ’’كوفيد – 19‘‘ وإلى التضخم في الأسعار والحرب في أوكرانيا، من بين أمور أخرى، في معرض شرحه دوافع إبرام ’’اتفاق الدعم والثقة‘‘ بين الحزبيْن.
ما يعنيه هذا (الاتفاق) هو أنه في هذه الأوقات المضطربة، سيكون بوسع الحكومة العمل مع إمكانية التنبؤ والاستقرار، وتقديم الميزانيات وتنفيذها، وإنجاز الأمورنقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الفدرالية
’لقد فكّرت في الأمر كثيراً ولم يكن القرار سهلاً‘‘، أضاف الزعيم الليبرالي الذي فاز بحكومة أقلية ثانية على التوالي في الانتخابات الفدرالية العامة التي جرت في 20 أيلول (سبتمبر) 2021.
’’أريد أن أكون واضحاً: هذا الاتفاق لن يشكك في القيم الأساسية لكلٍّ من حزبيْنا. سنواصل النقاش بشكل سليم وسنبقى نختلف حول نقاط معينة، كما أننا سنواصل العمل مع الأحزاب الأخرى في مجلس العموم‘‘، أكّد رئيس الحكومة الليبرالية.
وأضاف ترودو أنّ حزبه والحزب الديمقراطي الجديد حدّدا السياسات التي تتشابه أهدافُهما بشأنها: تحسين الحصول على الرعاية الصحية، وإطلاق نظام شامل للرعاية الصيدلية، وإنشاء نظام خدمات طب أسنان للكنديين من ذوي الدخل المحدود، واعتماد تدابير لتيسير الحصول على سكن.
وبموجب الاتفاق يدعم الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، الحزبَ الليبرالي في كلّ تصويت على الثقة بالحكومة، بما في ذلك عمليات التصويت على الميزانيات الأربع المقبلة.
والاتفاق بين الحزبيْن ليس ائتلافياً، ما يعني أنّ الحزب الديمقراطي الجديد لن يدخل إلى الحكومة وبالتالي لن يقود أيّ وزارة.
لكنّ خطط الرعاية الصيدلية ورعاية الأسنان هي أولويات تشريعية للحزب الديمقراطي الجديد. وسيكون الحزب بالتالي قادراً على دفع هذه الملفات قُدماً مقابل دعمه الحكومة الليبرالية في التصويت على الثقة.
وفي مؤتمر صحفي عقده في وقت لاحق اليوم، نفى زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، جاغميت سينغ، أن يكون منح الحكومة الليبرالية تصريحاً مجانياً بموجب هذا الاتفاق.
هذا (الاتفاق) ليس على الإطلاق تفويضاً مطلقاً. سنبقى حزباً معارضاً. نحتفظ بإمكانية معارضة الحكومة والتصويت ضدّ مشاريع القوانين ونحن على استعداد لاستخدام هذه الصلاحيةنقلا عن جاغميت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد
وعلمت هيئة الإذاعة الكندية أنّ حكومة الحزب الليبرالي ونواب الحزب عقدوا اجتماعاً مسائياً أمس عبر الإنترنت لمناقشة موضوع الاتفاق. ولم يتم إبلاغ النواب الليبراليين بموضوع هذا الاجتماع الذي دُعيوا إليه في اللحظة الأخيرة.
وخلال هذا الاجتماع الافتراضي، الذي شابته صعوبات فنية، سأل بعض النواب رئيس الحكومة عن دوافع هذا الاتفاق في وقت لا تلوح فيه تهديدات بإسقاط الحكومة وإجراء انتخابات عامة جديدة، وفق ما قالته مصادر لراديو كندا و’’سي بي سي‘‘.
وتقول هيئة الإذاعة الكندية إنّ المحادثات بين الحزبين بدأت بعد فترة وجيزة من الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرة وإنّ الليبراليين هم الذين تواصلوا مع الحزب الديمقراطي الجديد لإيجاد سبل للتعاون.
(نقلاً عن تقرير لجويل جيرار على موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)