الرئيسيةكندا اليوم اللازوردي الرافديني، تميمة جسد وقدسية روح بريشة زينب شعبان

[تقرير] اللازوردي الرافديني، تميمة جسد وقدسية روح بريشة زينب شعبان



لمناسبة يوم المرأة العالمي يقدّم “دار المغرب” الثقافي  (نافذة جديدة)في مونتريال معرض “الروح والجسد” بتوقيع الفنانة الكندية العراقية زينب شعبان.في بهو دار المغرب في وسط مونتريال، عُلّقت على الجدران ثمان وعشرون لوحة وتوّزعت في الزوايا أربعون قطعة فنية بينها ايشاربات ومنحوتات خشبية وأكسسوارات ديكور طُبعت عليها أجزاء من لوحات الفن التشكيلي بتوقيع المهندسة المعمارية الفنانة الكندية العراقية زينب شعبان.
رئيسة “دار المغرب” الثقافي في مونتريال السيدة هدى زمّوري إلى جانب الفنانة التشكيلية زينب شعبان.الصورة: Antsar Hlilتقول رئيسة الدار هدى زمّوري إنها لم تجد أفضل من اليوم العالمي للمرأة لتقديم هذه الاحتفالية الفنية من المرأة وعن المرأة. إذ إن المقصود بعنوان المعرض هو جسد الأنثى وروحها. وتوافقت الأفكار بين الجمعية العراقية الكندية والدار الثقافية، وأعطيت ابنة بغداد ثلاثة أسابيع فقط لإنجاز هذا الماراثون الإبداعي قلبا وقالبا، شكلا ومضمونا.
يقول الزميل الصحافي رئيس تحرير جريدة الرسالة في مونتريال فريد زمكحل: إنه يفاجىء، في كل مرة يحضر فيها معارضا بتوقيع شعبان، بالتطور الذي يطرأ على أسلوبها وتوظيفها للالوان. اليوم تبتكر في لوحاتها بعدا ثالثا وتقفز أميالا إلى الأمام مستحقة أيضا وأيضا كل الاعجاب والتقدير.
يقول محدثي إن اللون الأزرق بكل مستوياته وتموّجاته حاضر في لوحة شعبان. إنه اللون الأزرق ذاته الذي يملك قوى سحرية في الموروث الشعبي المصري حيث يستخدم لصنع تمائم تقي حاملها من الحسد وتدرأ عنه الحوادث. ويعود تاريخ هذه المعتقدات إلى الثقافة المصريّة القديمة. وكان الفراعنة يقومون برسم ونحت العين الزرقاء للإله حورس، إله الشمس، على الجدران لحمايتهم من الشر.
مؤسس ورئيس تحرير جريدة الرسالة العربية المصرية الصادرة في مونتريال الشاعر فريد زمكحل.الصورة: Radio Canada International: Colette Darghamزينب شعبان تأخذ الرواية إلى بلاد الرافدين الشهيرة بقبابها ومآذنها اللازوردية والفيروزية. اللون الأزرق مقدّس في الحضارة البابلية ويعتقدون أنه محاط بأسرار إلهية. وقد يكون توّزع اللون الأزرق في لوحاتها للدلالة على قدسية روح المرأة وصفائها وهدوئها. ومن الناحية التقنية التشكيلية، فإن الأزرق هو اللون الوحيد من بين الألوان الأخرى الذي يتميز بقرابة حميمة إلى الداكن والفاتح على السواء، مما يعبر عن حالة التوازن بين الأشياء.
وحالة التوازن هذه في اسلوب زينب شعبان الفني صقله بلا شك التمرّس في الهندسة المعمارية، التي تخصصت فيها الفنانة التشكيلية في جامعات بغداد ولندن.
الناشطة في جمعية الصداقة الكندية العراقية انتصار هلال.الصورة: Radio Canada International: Colette Darghamتقول انتصار هلال من الجمعية العراقية الكندية إنِك بمجرد الدخول إلى معرض زينب شعبان تشعرين بالفرح والسكينة في داخلك، ألوانها تبعث الهدوء والطمأنينة إلى قلبك، أشبهها بحضن الأم الدافئ.
أما الناشطة النسائية من أصل مغربي سلمى رقراقي فإنها تجد في لوحات شعبان تعبيرا حقيقيا لما نشعر به في داخلنا كنساء. وفي الوقت الذي لا تجرؤ فيه كافة النساء على كسر التابوهات في مجتمعاتهن، فإن الفنانة شعبان عرّت جسد المرأة وصوّرته بصدقه وطبيعته المجردة.
القنصلية العراقية العامة في مونتريال تهدي عمدة المدينة إيشارب من معرض الروح والجسددأبت القنصلة العراقية الدكتورة أغادير النقيب منذ اليوم الأول لاستلام مهامها في مونتريال في منتصف العام 2019 على الاهتمام بالفن وصناعه من أبناء جاليتها. تقول في هذا الإطار إنها تفاجئت بالعدد الهائل من المواهب المبدعة المتنوعة، التي هي على صورة مدينة الثقافة والفنون بامتياز مونتريال.
وهل ما يليق أكثر من اللازوردي الرافديني هدية لعمدة مدينة مونتريال فاليري بلانت، قدمتها قنصلية العراق العامة في المدينة الكوسموبوليتية.الصورة: Zainab Shabanالابتكار صفة ملازمة لأعمال زينب شعبان حسب محدثتي التي لم تجد أفضل من إيشارب من أعمالها ليزين عنق عمدة مدينة مونتريال فاليري بلانت في اليوم العالمي لعيد المرأة.

كقنصل عام، يقضي البروتوكول تقديم هدية رمزية لرئيسة بلدية مونتريال في عيد المرأة، وأنا لم أجد ما هو أحلى من رسم زينب لتجسيد أنوثة المرأة العراقية وإظهار الوجه الحضاري لبلاد الرافدين، ليليق كهدية رمزية لعمدة المدينة الكوسموبوليتية.نقلا عن قنصلة العراق العامة في مونتريال الدكتورة أغادير النقيب
عميدة الفن التشكيلي الكندي العراقي الفنانة العريقة أمل الركابي تبدي إعجابا شديدا بطابع الحداثة في أعمال زينب شعبان التي تمثل برأيها جيل الشباب وتأخذ الفن التشكيلي إلى أفق وأبعاد جديدة غير مسبوقة. كما تؤكد الركابي على التمكين التقني الذي اكتسبته شعبان بفضل هندسة العمارة، مما أضاف إلى أعمالها استثنائية خاصة.
فني كلّه من التراث، كلاسيكي الأبعاد، أما فن ابنة الرافدين من الجيل الثاني فهو معاصر يواكب التطور الفني في القرن الحادي والعشرين.نقلا عن عميدة الفنانين الكنديين العراقيين أمل الركابي
علما أن الفنانة شعبان وفي تصريح سابق لمذياع القسم العربي قالت إن كندا نقلتها من الفولكلور إلى الحداثة في فنها.
إلى اليسار الدكتورة أغادير النقيب، قنصلة العراق العامة في مونتريال وإلى جانبها عميدة الفنانين التشكيليين الكنديين العراقيين أمل الركابي.الصورة: Radio Canada International: Colette Darghamأنثى زينب شعبان بين محيط أزرق وسماء لازوردية تسبح وتتعالى متبخترة في آفاق الوجودكما أن اللون الأزرق يرمز إلى اليقين عند أهل التصوّف فهو أيضا يرمز في لوحة شعبان إلى إيمان المرأة بدورها الفاعل في مجتمعها ويقينها بأنها تملك كل القدرات والمواهب التي تعزز وجودها وكيانها في كل الأدوار والمسؤوليات التي تضطلع بها.

اللون الأزرق له أثر كبير في نفسي، هو لون البحر طبعا ولون السماء وأشعة الشمس الزرقاء…ولكنه أيضا جزء من تاريخ بلاد الرافدين، إذ كان أهل بابل يتفاءلون به.نقلا عن المهندسة والفنانة التشكيلية زينب شعبان
ولعّل ألوان قوس القزح المتكررة أيضا في لوحات معرض الروح والجسد تجسّد الألوان البهيجة المشرقة التي تضيفها المرأة بجهودها ونضالها في كل مكان تدخل إليه من بيتها الصغير إلى مجتمعها الكبير.

إن ألوان قوس القزح تمّثل تلوين المرأة للحياة.نقلا عن الفنانة الكندية العراقية زينب شعبان
(أعدت التقرير: كوليت ضرغام منصف)

Most Popular

Recent Comments