الرئيسيةكندا اليوم "بالفم الملآن" تحيّةٌ للمرأة المسلمة في يوم المرأة العالمي

[تقرير] “بالفم الملآن” تحيّةٌ للمرأة المسلمة في يوم المرأة العالمي



لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، يقّدم المجلس الوطني للسينما “بالفم الملآن” للسينمائية سعيدة أوشاوُ.جهوريا وبأعلى صوت، تُعبّر وتروي النساء المسلمات من ثقافات وبيئات مختلفة حكاياتهن، في الفيلم التسجيلي بعنوان بالفم الملآن بتوقيع سعيدة أوشاوُ-أوزاروُسكي (نافذة جديدة).
خلقت هجمات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001 الحاجة عند السينمائية الشابة للتعريف بوجه آخر عن الإسلام. وأخذت الصحافية التي عاشت في فرنسا لوقت طويل، كل الوقت لتختمر الفكرة في رأسها وتقدم فيلما غير مسبوق لا يسقط في الكليشيهات السائدة عن الإسلام والمرأة المسلمة في المجتمعات الغربية.
اقتضى تصوير الفيلم نحو خمس سنوات، وقد اختار المجلس الوطني للسينما في كندا تقديمه لجمهوره مجانا في اليوم العالمي للمرأة 8 آذار / مارس 2022.
لمشاهدة الفيلم انقر على ONF.CA (نافذة جديدة)
لاحقت عدسة السينمائية الفرنسية الجزائرية المقيمة في تورنتو، ستة نساء مسلمات في حياتهن اليومية، في المنزل، في العمل ورافقت إنجازاتهن الفكرية والفنية والثقافية، ولقاءاتهن العائلية على مأدبة الطعام وفي الأزقة والشوارع التي يَحفْرن على طرقاتها حضورا متألقا واثقاً.
Début du widget Youtube. Passer le widget ?Fin du widget Youtube. Retourner au début du widget ?أنا فلسطينية مسلمة، ألبس الديكولتيه، مثلية الجنس ومتزوجة من إمرأة يهوديةتُجاهر فنانة الكوميديا إيمان الحسيني بهذه التناقضات المنسجمة والمتناغمة فيما بينها في حياتها، من غير الاكتراث إلى نظرة المجتمع أو رأي فقهاء الدين لأنها تعتبر أن “العلاقة مع الله تخصّها وحدها وهي أمر شخصي.
وُلدت الفنانة الكوميدية إيمان الحسيني في الكويت عام 1980 لأبوين فلسطينيين، وصلت إلى مونتريال في سن العاشرة. إيمان هي المثال المثالي للمرأة التي نشأت في الدين والثقافة العربية الإسلامية والتي تحررت تمامًا من التقاليد الأبوية. عندما كانت طفلة ، كانت الأكثر تديناً. كانت تصوم وتصلي. اليوم ، تمارس مهنة لا يوافق عليها والداها، وهي متزوجة من امرأة يهودية وتعيش في نيويورك. الصورة: espacemedia.ONF.ca
هناك من يعتقد بأنه عليّ ألا أجاهر بإسلامي على خشبة المسرح، ولكنني أعتقد بأنني إذا فعلت ذلك أكون أتزلّف وأضمر الخبث. أرى الإسلام وكل ديانة علاقة شخصية، تخصّك بمفردك تلك العلاقة التي تبنيها مع الله.لا يحقّ لأحد أن يملي علّي كيف أعبر أو كيف أكون كمسلمة، إنه أمر شخصي، حتى لو لم أكن مائة بالمائة متدّينة كما تقتضي العادة والتقاليد في الإسلام.نقلا عن إيمان الحسيني فنانة الكوميديا والستاند آب كوميدي.
تروي إيمان كيف يتفاجىء الجميع بأنها مسلمة، خصوصا أنها لا أرتدي الحجاب أو النقاب وتلبس من دون أكمام، ديكولتيه.
هذا وتعرّج السينمائية بكياسة واحتراف على مشاكل أخرى تتعرض لها إيمان بسبب هويتها الفلسطينية، وتروي بطلة فيلمها صعوبة ولوج الوسط الفني على امرأة مسلمة من أصل فلسطيني، ليس من السهل أن تكون فلسطينيا في هذا الوقت لا بل حتى منذ أكثر من سبعة عقود، الترحيب بنا في المجالس ليس عارما.

نحن أكثر أقلية تفرح عندما يقال لها: عودي من حيث أتيت، عودي إلى بلادك. يظنون أن لدينا وطن، هذا أمر جميل حقاً.نقلا عن إيمان الحسيني.
تقول السينمائية سعيدة أوشاوُ أوزاروُسكي في المقابلة معها من مدينة تورنتو عبر تطبيق زووم:”وضعت النساء في مواجهة مع أفكارهن الشخصية وعلاقتهن بالإسلام”، ليقدم الوثائقي الجديد نظرة أخرى عن النساء المسلمات في كندا.الصورة: Capture d’écran لا أسلّط الضوء على المسلمات المحجبات لأن الحجاب ليس موضوعيقصدت السينمائية من أصل جزائري-أمازيغي عدم اختيار أي مسلمة ترتدي الحجاب في شخصيات فيلمها الرئيسية. علما أن نساء الفيلم متشابهات أيضا على المستوى الفكري والديني والاجتماعي والمهني.
لا تتباين الآراء في هذا الوثائقي بل تتوافق وتصّب في خانة واحدة تسعى إلى إظهار الإسلام كدين متطور ومنفتح، يواكب مجتمعه وعصره.

ليس هناك أي سيدة محجبة في الشخصيات الرئيسية الستة اللواتي اخترتهن عن عمد، علما أن هناك نساء محجبات يظهرن في فيلمي، لأنهن مسلمات ويشكّلن أيضا جزءا من الوثائقي.غطاء الرأس في الإسلام موضوع استنزف في الإعلام والأفلام التسجيلية، ونجد وثائق لا تعد ولا تحصى عن الحجاب.شئت أن أكسر الكليشيه السائد في كندا الذي يحصر صورة المرأة المسلمة بالحجاب أو النقاب.نقلا عن السينمائية سعيدة أوشاوُ أوزاروسكي.
يُسلط الضوء دائما على الحجاب عندما يكون الحديث في الأخبار عن الإسلام. أكان عند نقل خبر تفجير إرهابي أو عند الحديث عن القانون 21 حول علمانية الدولة في مقاطعة كيبيك أو التسويات المعقولة أو غيرها من الموضوعات التي تخص الأقليات العرقية أو الجاليات المسلمة.
تردف السينمائية بأنها أرادت أن تقدّم موضوعا سبّاقا يعنيها شخصياً، أن تخوض في تجربتها الذاتية. تقول إنها عندما بدأت العمل في وسائل الإعلام قبل 15 عاما، وجدت أن موضوع الحجاب يتكرر في شكل ينتقص من شمولية المشهد المتعدد والمتنوع. يفتقر الإعلام الغربي إلى صوت المرأة المسلمة، التي ليس الحجاب هوية تعريفية بها بالضرورة.

هناك العديد من النساء غير المرئيات اللواتي يعتنقن الإسلام.نقلا عن سعيدة أوشاوُ
كندية من أصل مغربي، لبنى الخبير باحثة في علم الوراثة. عاشت في فانكوفر ولفترة وجيزة في تورونتو. تعيش حاليًا في هاميلتون القريبة من تورنتو. هذه الناشطة النسائية شديدة التعلق بدينها الذي استمتعت باكتشافه مع جدتها منذ طفولتها في المغرب، وتكرس الكثير من وقتها لإتقان معرفتها بالإسلام والقرآن. بالنسبة لها، ارتداء الحجاب ليس إلزاميا، بل ممارسة يمكن اختيارها. شعار لبنى: الاحترام أمر مطلوب وواجب على الجميع، والاختلاف أمر مقبول في الإسلام.الصورة: Espace Mediaقد يكون امتياز، بأنني لا أرتدي الحجاب، تعّقب لبنى الخبير فأنا لا أغطّي شعر راسي إذا فأنا لست مسلمة بشكل مرئي. لي ديني تتابع المتحدثة، ولا أحد يعنيه أن يعلم أية ديانة أعتنق. إن ممارسة المعتقدات الدينية أمر شخصي ولا يجب أن ندين أحدا. عندما نصل إلى هذه المعرفة نستطيع المضي قدما وتطوير أنفسنا.

إن الانفتاح على الآخر هو انفتاح على الإنسان بشكل عام بغض النظر عن ديانته أو جنسيته.نقلا عن الباحثة في علم الوراثة لبنى الخبير
على مأدبة الطعام، تؤدي لبنى مع عائلتها صلاة الشكر وتصوم ابنتها المولودة في كندا في رمضان، وهي ايضا تدرس اللغة العربية لكي تستطيع قراءة القرآن والنصوص الدينية بنفسها وتفهمها.
ولدت صونيا غايا في مونتريال، تتحدر من عائلة مغربية وناشطة على المنّصات الالكترونية. تكتب في قضايا الأقليات العرقية وصورة المرأة المسلمة في المجتمعات الغربية. في سيرتها الذاتية نقرأ أنها واحدة من الشابات من الجيل الثاني من الهجرة من شمال إفريقيا إلى كيبيك اللواتي يسعين لإيجاد مكان لأنفسهن، بعيدًا عن التحيز ضد النساء المسلمات. الصورة: Espace Mediaرفضت جذوري كلّها ورفضت إسلامي في البدايةلا تتجاوز صونيا غايا الـ 34 من العمر وهي تقّص في الفيلم إنكارها للإسلام في صباها وحتى إنكارها لجذورها المغربية.
تسرد أنها كانت تطرح العديد من الاسئلة على أهلها خلال مرحلة المراهقة وكانت تفتش عن حقيقة الادعاء بأن الإسلام يفضل العنصر الذكوري وأن الرجال قوامون على النساء.
غضبت وثارت ورفضت كل شيء لغاية سن الـ 18.

لم أكن مسلمة ولم أكن أقول إنني من أصل مغربي. بل كنت أكتفي بالقول عندما يسألني أحدهم بأنني كندية فرنسية.نقلا عن الناشطة النسائية الشابة صونيا غايا
فيما بعد، بدأت المتحدثة تشعر بفقدان التوازن في شخصيتها وانتماءاتها. أهي كندية مونتريالية أم مغربية. فكانت لا تجد نفسها في أي مكان ولا مع أي كان من الرفاق والأصحاب.
قررت صونيا حينها الانصراف إلى الكتابة ورسم ملامح هويتها الجديدة. قررت البحث عن المسلم الحقيقي، في سعي منها لتساعد بنات جيلها على إيجاد هويتهن الخاصة أيضا.
في سياق متصل، تؤكد السينمائية من أصل أمازيغي بأن النساء المسلمات اليوم لا يشبهن أمهاتهن. ولعّل الجيل الثاني من المهاجرين له علاقة مغايرة عن الجيل الأول مع أصوله وتقاليده ومعتقداته. لأنه يعيش في إطار مختلف وفي بيئة مختلفة.
أظهرت لي تجربتي الشخصية، أنه تحكم المجتمع الكندي أحكام مسبقة عن الإسلام. وكأن هذا الدين الإبراهيمي يراوح مكانه ولا يتطور بتطور الأزمنة واختلاف الامكنة.

لا بل إن الإسلام تطور عبر تاريخه ولائم دوما البيئة التي وجد فيها.نقلا عن سعيدة أوشاوُ
على الرغم من أن الدين يحتل مساحة صغيرة في حياة كنزة بنّيس إلا أنها، منذ 11 سبتمبر 2001، تؤكد على هذا الجزء من هويتها في كثير من الأحيان. بالنسبة لها يشكل لها هذا الأمر وسيلة لمكافحة الصور النمطية المرتبطة بالمسلمين. كما تدأب على دحض تسمية “المرأة الخاضعة” التي كثيرا ما ترتبط بالنساء المسلمات.الصورة: Espace Mediaالكاتبة الكندية المغربية كنزة بنّيس: يشكّل الحديث عن الحجاب انقساما وتضليلاتقول كنزة بنّيس التي ولدت ونشأت في مدينة كازابلانكا في المملكة المغربية واستقرت في مدينة مونتريال قبل عشرين عاما إنه لا يزعجها أن تكون هناك آراء مختلفة ومتباينة عن الحجاب، لكن المحزن أنه غالبا ما يؤدي الحديث عن الحجاب في كندا إلى الانقسام والتضليل.
مونولوجات الحجاب (نافذة جديدة) كتاب صدر في مونتريال لهذه المتحدثة واستضافتها استديوهات الشاشة الفضية العريقة في المدينة الكوسموبوليتية. تميل كنزة إلى المجاهرة بانتمائها الى الدين الإسلامي في مجتمع اسلاموفوبي يخاف من الإسلام ولديه أفكار سلبية عن الإسلام والمسلمين.

عندما أقول إنني مسلمة في مجتمعي الكندي، أخلق أحيانا الدهشة وينهال علي وابلٌ من الأسئلة!نقلا عن كنزة بنّيس ناشطة نسائية.
تشير من تجهد في سبيل تعزيز وجود المرأة في المجتمع المونتريالي، إلى أنالإعلام يتفاعل انطلاقا من نماذج معينة تساهم في ترسيخ الأحكام المسبقة عن الإسلام. للاسف تقول كنزة، فإن وسائل الأعلام تعاني من مشكلة في التمويل ولعل إحدى أنجع الوسائل لتحقيق الاستمرارية هي تقديم صحافة العواطف.
توجت أبحاث ودراسات نسوية بتوقيع أسماء بن زاهر بالعديد من الجوائز. وأسست في مونتريال معهدا يعنى بشؤون المرأة.الصورة: Espace Mediaهيمنة السلطة الذكوريةتشغل الناشطة النسائية الحائزة على درجة الماجستير في الدراسات النسوية من جامعة يورك أسماء بن زاهر، سيطرة الصورة الذكورية في السلطة الدينية في الإسلام. مع العلم أن أكثر من 8 آلاف إمرأة ساهمن في نقل الأحاديث النبوية. وفي عهد النبي محمد، كانت هناك نساء يمثلن السلطة الدينية المسلمة ولعبت المرأة دورا هاما في مختلف الميادين والمراكز الريادية.

للاسف تم تغييب المرأة في السلطات الدينية الإسلامية ولا نرى غير السلطة الذكورية.لعل كل تحديد لهوّية المرأة المسلمة يسقطها في الكليشيهات والأحكام المسبقة. نقلا عن الناشطة النسائية أسماء بن زاهر
الأجساد العارية وإعطاء الفن ما هو له بكافة أبعاده ومن دون تابوهات لا تملك النساء في الفيلم الوثائقي الإرادة القوية لتحقيق الذات فحسب، بل إنما أيضا الإرادة بعدم الخنوع وعدم عكس الصورة التي يراها الآخر عنهن.
لقد اختارت النساء الستة مهنة تليق بهن وتؤكد حضورهن الواثق في المجتمع الكندي. غالبيتهن ارتبطن برجل غير مسلم ولكن هذا لم يتعارض مع عقيدتهن الدينية.

إنهن نساء قمن بتحرير أفكارهن وتقديمها للمشاهد السينمائي. لقد أظهرن أنه لا يمكن حصرهن في كادر معين أو فئة بعينها. هناك توافق بين الإسلام والحياة في الغرب على عكس ما قد يتوارد إلى الأذهان.نقلا عن المخرجة سعيدة أوشاوُ
الفنانة التشكيلية المعاصرة فارين حق تعيش في فكتوريا عاصمة مقاطعة بريتيش كولومبيا في الغرب الكندي. متحدرة من أصول جنوب آسيوية ومولودة في منطقة نياغرا في أونتاريو. عرضت أعمالها في غاليريات ومهرجانات في كندا وخارجها، بما في ذلك نيويورك وباريس وبوينس آيرس ولاهور والمجر ورومانيا.الصورة: Espace Mediaلا تريد الفنانة التشكيلية الشابة فارين حق أن يحدها قيد أو شرط في إبداعها الفني اللامتناهي واللامحدود. الحجاب الأسود الذي يغطي الرأس والرداء الأحمر الذي يغطي الجسد. ذلك الجسد الذي ينبض حسّ في داخله ويفيض جمالا و انبهارا وعشقا يشكل وحيا والهاما للفنانة المعاصرة. تجرؤ على تعريته وتبيان قيمته الجمالية بتعال على الشهوات والنزوات. فن خالص تريده وتسعى إلى الفرادة والتميّز من دون أن تمنعها معتقدات أو تقاليد أو تابوهات عن مسيرة الإبداع.
تقص فارين حق أنها لم تكن تجرأ على مصارحة أهلها بطبيعة أعمالها الفنية وكانت تتحاشى أن يشاهد أهلها الفيديوهات البصرية الجريئة التي تنفذها.
في أحد مشاهد الفيلم، نرى هذه الفنانة الشابة تطرق بالشاكوش بقوة على مادة الصلب لحفر بصمات على الصخور وكأنها تحفر ثقافتها وتراثها وهويتها على صخور شواطىء المحيط الهادي في فكتوريا.
تقول السينمائية سعيدة أوشاوُ إنها علاقة النساء بمكانهن الذي ينتميّن إليه، ما يحاول فيلمي إظهاره أيضا.
هذه النساء هن أيضا كنديات ويشكلن جزءا من الفسيفساء الاجتماعي المتعدد ويساهمن في تطوير مجتمعاتهن.
كندا عبارة عن دويلات صغيرة متجانسة ومتباينة في آن معا تنّم عن غنى ثقافي وحضاري.
أما رسالتها للمرأة المسلمة في يوم المرأة العالمي فتقول سعيدة أوشاوُ أوزاروسكي:

لا تستسلمي، بل اقتنصي الفرصة لإعادة شحن ذاتك بالطاقات الإيجابية. امتلئي أيتها المرأة اليوم في هذه المناسبة السارة حيث يحتفل الكون بأسره بك وبوجودك، امتلئي بالفرح على الدوام. نقلا عن السينمائية الفرنسية الجزائرية سعيدة أوشاوُ
(المصدر: المجلس الوطني للسينما في كندا، IXIONS Communications. إعداد كوليت ضرغام)

Most Popular

Recent Comments