أعلنت منظمة ’’سكينة هومز‘‘ (’’منازل سكينة‘‘ Sakeenah Homes) عن مشروع لإنشاء أول مأوى للنساء المسلمات في وينيبيغ، عاصمة مقاطعة مانيتوبا في غرب وسط كندا.والمشروع، الذي هو حالياً في مرحلة جمع التبرعات، ثمرةُ شراكة مع ’’جمعية الخدمات الاجتماعية الإسلامية‘‘ (ISSA) في المدينة.
وتقدّم ’’سكينة هومز‘‘ خدمات الإسكان الانتقالي للنساء والأطفال في تورونتو وبرامبتون ولندن وأوتاوا في مقاطعة أونتاريو، حيث مقرها الرئيسي، وأيضاً في مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك.
يُشار إلى أنّ بيانات وكالة الإحصاء الكندية لعام 2019 أفادت بأنّ مانيتوبا وجارتها الغربية ساسكاتشوان كانتا المقاطعتيْن الكنديتيْن اللتيْن سجّلتا أعلى معدلات للعنف الأسري المُبلغ عنه للشرطة.
وقالت الرئيسة التنفيذية لـ’’سكينة هومز‘‘، زينة تشودري، إنّ العنف الأسري تفاقم خلال جائحة ’’كوفيد – 19‘‘. فعلى مدى العاميْن الماضييْن تلقت الجمعية عدداً متزايداً من الاتصالات الهاتفية من نساء مسلمات في مانيتوبا.
’’الجالية المسلمة، أيضاً، ليست محصَّنة ضدّ هذا (العنف الأسري)‘‘، قالت تشودري في مقابلة هاتفية مع شبكة ’’سي بي سي‘‘ (هيئة الإذاعة الكندية) الإخبارية.
الرئيسة التنفيذية لـ’’سكينة هومز‘‘، زينة تشودري.الصورة: Avec l’aimable autorisation de Zena Chaudhry
وعلى الرغم من أن المأوى الجديد يهدف إلى سد فجوة في الخدمات المقدمة للنساء والأطفال المسلمين في وينيبيغ، أكّدت تشودري أنّ أبوابه ستكون مفتوحة أمام أيّ شخص يحتاج إليها، بغضّ النظر عن معتقداته الدينية.
وسيساعد المأوى الجديد النساء والأطفال على الوقوف على أقدامهم بعد أن يتركوا حالات تعسفية أو مؤلمة، وفقاً لتشودري. وسيقدّم أيضاً المساعدة في مجالات الإسكان والتعليم والتوظيف والدعم القانوني ومعالجة الملفات وخدمات الصحة النفسية والإحالات.
أهم شيء هو منح هؤلاء النساء والأطفال مكاناً آمناً للإقامة فيه حتى يتمكنوا من التعافي من الصدمات التي تعرضوا لها، ثمّ أن يمضوا قُدماً في حياتهم ويصبحوا مكتفين ذاتياً بشكل كاملنقلا عن زينة تشودري، الرئيسة التنفيذية لـ’’سكينة هومز‘‘
وقالت شودري إنّ منظمتها استمعت إلى قصص ’’مروّعة‘‘ من نساء مسلمات غادرن ملاجئ أخرى، من بينها عن نساء مسلمات نُزع حجابهنّ وواجهن تعليقات معادية للإسلام من بعض موظفي تلك الملاجئ ونزلائها.
وأضافت تشودري أنها سمعت أيضاً عن نساء مسلمات لم يُمنحن مكاناً للصلاة في الملاجئ خلال شهر رمضان ولم يكن بإمكانهنّ تناول الطعام لأنّ المطبخ كان مغلقًا خارج ساعات الصيام.
المديرة التنفيذية لـ’’جمعية الخدمات الاجتماعية الإسلامية‘‘ في وينيبيغ، شاهينة صديقي.الصورة: Radio-Canada / Jeff Stapleton
المديرة التنفيذية لـ’’جمعية الخدمات الاجتماعية الإسلامية‘‘ في وينيبيغ، شاهينة صديقي، قالت إنها سمعت عن قصص مماثلة.
’’كانت النساء يخترن البقاء في علاقات (أسرية) مسيئة لهنّ بدلاً من الذهاب إلى ملجأ لا يشعرن فيه بالراحة أو عدم الإزعاج، أو لا تُلبّى فيه احتياجاتهنّ الغذائية وسواها‘‘، قالت صديقي لـ’’سي بي سي‘‘، ’’وبالطبع ، أضافت ظاهرة الإسلاموفوبيا طبقة أخرى من عدم الثقة‘‘.
وأضافت صديقي أنّ الخطوات التالية للمشروع ستكون السعي للحصول على تمويل من التبرعات الخيرية ومن حكومة مانيتوبا.
(نقلاً عن موقعيْ ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)