يجمع مقاتلون عبر العالم بعضهم البعض ويتوجهون إلى ساحة القتال إلى جانب أوكرانيا وشعبها في صدّهم للغزو الروسي لبلادهم الذي بدأ في 24 شباط / فبراير الماضي. في عداد المقاتلين الأجانب الذين وصلوا إلى أوكرانيا هناك المئات من الكنديين الذين التحقوا بصفوف الجيش الأوكراني وباشروا القتال والتدريب والدعم اللوجستي.
في مدينة لفيف LVIV العريقة الواقعة غرب أوكرانيا، التقى مراسل هيئة الإذاعة الكندية فيليب لوبلان المقاتل الكندي جاي الذي روى الأسباب التي دفعته إلى ترك عائلته وراءه والذهاب للقتال في أوكرانيا شارحا الدور الذي يضطلع به على جبهات القتال.
يقول لوبلان: هنا الأرض موحلة، الهواء بارد ورطب، فقط الضوء الصادر من الهاتف الخلوي يضيء الممر الطويل. إنه ولوج واقتحام نادر لعالم لا يريد أصحابه أن يكشفوا عنه كثيرا، إنه عالم المقاتلين الأجانب في أوكرانيا.
الجو بارد تحت الأرض، أليس كذلك يا رفاق؟ يقول الكندي جاي، وهو اسم وهمي يستخدمه للحفاظ على هويته. يمشي هذا الأخير بسرعة ويظهر التوتر في ملامحه وحركته.
المراسل فيليب لوبلان يحاور المقاتل الكندي المتطوع جاي.الصورة: Radio-Canada / Philippe Leblancيتابع المراسل الصحافي: يقودنا جاي إلى الخنادق المحفورة حول مركز تدريب فريقه لدعم الدفاع الإقليمي. يمنع تصوير أفلام الفيديو أو التقاط الصور الفوتوغرافية للمناظر الطبيعية أو للمكان أو لأي مشهد آخر يمكن أن يعطي معلومة عن موقع المركز.
في مشاهد الحرب في أوكرانيا رأيت طفلا فيه ملامح كثيرة من ولدييقول جاي إنه يقوم بتدريب أبناء جورجيا وأوكرانيا على القتال. علما أن غالبية أبناء الغرب الذين يأتون إلى هنا لديهم بالفعل خبرة، ولكن المشكلة الوحيدة هي حاجز اللغة.
وصل جاي إلى أوكرانيا قبل أسبوع. غادر من مطار بيرسون في تورونتو عاصمة مقاطعة أونتاريو متجها إلى مطار هيثرو في لندن. انضم إليه هناك مقاتلون بريطانيون ليصلوا معا إلى مدينة لفيف. يقول جاي إنه كان حريصا على عدم الوصول بمفرده إلى أوكرانيا.
كنت أشاهد الأخبار على التلفزيون ورأيت صبياً ذكّرني بإبني. فقلت في نفسي يمكن ألا أعير آذانا صاغية فأبقى مرتاحا في بيتي، أو أذهب إلى هناك وأقدم المساعدة. عملي مختص بالدعم اللوجستي. أحرص على أن يكون كل مقاتل مرتديا سترته وخوذته ولديه التدريب المناسب للمشاركة في القتال.نقلا عن المقاتل الكندي المتطوع جاي
تقول وزارة الدفاع الأوكرانية أن نحو 20 ألف مقاتل أجنبي انضموا إلى صفوف الجيش، كما يقدم آلاف آخرون التدريب والدعم اللوجستي.
يقدر عدد المقاتلين الكنديين الموجودين حاليا في أوكرانيا بأكثر من 1000 مقاتل بينهم نحو 550 في العاصمة كييف وضواحيها.
يتزايد عدد الكنديين المقاتلين بحيث يتوقع أن يشكلوا كتيبتهم الخاصة من الفيلق الأجنبي في أوكرانيا.
يعبر جاي عن رغبته في انضمام المزيد من الكنديين إليهم، كما يرغب في أن تقدم كندا المزيد من المساعدات الانسانية والأسلحة، حتى ولو كانت المخاطر كبيرة.
طائرة كندية في طريقها إلى كييف يوم 9 مارس الفائت محملة بالأدوية والأجهزة والمواد الطبية.الصورة: afp via getty images / COLE BURSTONيدرك هذا المتحدث بأن يدا واحدة لا يمكنها أن تصفق، ولكن إذا حذا آخرون حذوي وأتوا إلى أوكرانيا فإن ذلك سيحدث فرقا.
واستدرك المتحدث قائلاً:
لا ينبغي أن يحمل الجميع السلاح لمساعدة الأوكرانيين، إنهم بحاجة إلى أطباء وممرضات ورجال إطفاء.نقلا عن جاي المقاتل الكندي في أوكرانيا باسم مستعار
ينوي جاي أن يستمر في تقديم خدماته (نافذة جديدة) حتى انتهاء الحرب، على الرغم من إدراكه لخوف عائلته في كندا وقلقها عليه.
سألتزم بالجانب الإنساني لمساعدة الأيتام والمساعدة في عمليات الإجلاء، لكنني أيضا سأكون مستعدًا للقتال في أي وقت.
يخاف جاي ألا يسعفه الوقت في إتمام مهامه وفي تأمين الحماية للجميع، إنه وقت ضائع، كل وقت يقضيه بعيدا عن ساحة القتال، مما يقّصره عن تلبية واجب مساعدة أخيه في الإنسانية الذي عنده أسرة وأطفال وحياة يريد أن يعيشها.
ينقل الصحافي المحترف شغف هذا الكندي المقدام الذي يستعجل انتهاء اللقاء ليعود إلى مساعدة الشعب الأوكراني، وكأن خوفا يتملكه من ضيق وقت يُقصيه عن تقديم المساعدة كل المساعدة التي يرغب في تقديمها.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية. إعداد وترجمة كوليت ضرغام)