عقب قرار الرئيس الأميركي جو بايدن حظر استيراد المشتقات النفطية الروسية، بدأت الحكومة الكندية تكشف عن رؤيتها وخططها لزيادة صادرات النفطالخام إلى الولايات المتحدة وتلبية احتياجات أوروبا.
وقال وزير الموارد الطبيعية الكندي، أمس الخميس (10 مارس/آذار)، جوناثان ويلكينسون، إن كندا تبحث زيادة الاستفادة من خطوط الأنابيب لتعزيز صادرات النفط الخام.
وصرّح الوزير -خلال مقابلة هاتفية لوكالة رويترز- بأن الهدف من هذه الخطوة هو تحقيق زيادة تدريجية في الصادرات إلى أوروبا، في وقت تسعى فيه القارة العجوز لتقليل اعتمادها على النفط الروسي.
فكندا تصدّر أكثر من 4 ملايين برميل من النفط يوميًا إلى الولايات المتحدة، ويُعاد تصدير جزء ضئيل بعد ذلك إلى دول أخرى.
النقاش مع أوروبا
بعد غزو روسيا لأوكرانيا، أعلنت كندا مع دول أخرى وقف استيراد النفط الخام الروسي.
وفي ظل تصاعد الأحداث، أوضح الوزير الكندي أنه سيتوجه إلى باريس في غضون أسبوعين لحضور اجتماع وكالة الطاقة الدولية، للإلمام باحتياجات أوروبا المستقبلية.
خط أنابيب كيستون إكس إل يثير الجدل مرة أخرى
وقال الوزير إن الحرب في أوكرانيا كشفت عن أن الدول الأوروبية لا يمكنها مواصلة الاعتماد على النفط والغاز الروسي، مضيفًا أن المناقشات المستقبلية مع أوروبا ستدور حول الانتقال من الغاز الطبيعي إلى الهيدروجين.
وأشار إلى أن الحكومة تدرس زيادة تدفقات خطوط الأنابيب مع الأوساط الصناعية، ويتوقع ردًا حول ما الذي بإمكان كندا فعله خلال الأسبوع المقبل.
الشركات الكندية
في الوقت نفسه، قالت شركة إنبريدج الكندية، في بيان، إنها تُجري محادثات مع الحكومة إزاء دور القطاع ومساعدته في تهدئة أزمة الطاقة الحالية.
فأغلب صادرات النفط الخام الكندية تُنقل إلى الولايات المتحدة عبر أنظمة إنبريدج ماينلاين، إلى جانب خط أنابيب كيستون التابع لشركة تي سي إنرجي بسعة 590 ألف برميل يوميًا.
وأوضحت الشركة، في بيانها، أن جميع أنظمة السوائل والغاز الطبيعي تعمل بكامل طاقتها تقريبًا، لكنها تستكشف الخيارات التي يمكن اتخاذها لتوفير المزيد من الإمدادات للولايات المتحدة وأوروبا، ويشمل ذلك استخدام مرافق التصدير للنفط الخام والغاز الطبيعي على ساحل الخليج.
ويتوقع الرئيس التنفيذي لشركة سونكور إنرجي، مارك ليتل، ارتفاع الإنتاج الكندي بمقدار مئات الآلاف من البراميل هذا العام مع ارتفاع الأسعار.
وصدّرت شركات النفط الكندية كميات قياسية من النفط الخام من ساحل الخليج الأميركي في نهاية عام 2021، ونُقل أغلبها إلى الهند والصين وكوريا الجنوبية.
تردد المنتجين
حتى إذا كانت كندا قادرة على زيادة قدرة تصدير خطوط الأنابيب، يعزف العديد من المنتجين -حاليًا- عن تعديل خطط الإنفاق لزيادة الإنتاج.
وتأبى شركات النفط الكبرى الاستثمار في الرمال النفطية الكندية -رابع أكبر احتياطي نفطي في العالم- تحت ضغط المستثمرين وحماة البيئة، ومع ذلك، من المتوقع أن يستمر إنتاج النفط لعقدين آخرين وربما أكثر بعد تدخل الشركات المحلية لمواصلة العمل في المشروعات القائمة.
فرغم الجهود المكثفة لتحويل الاقتصاد العالمي بعيدًا عن الوقود الأحفوري، لم تستطع مصادر الطاقة البديلة تلبية الطلب الحالي، ويعني ذلك استمرار الشركات في ضخ النفط حتى من المصادر كثيفة الكربون، حسب صحيفة وول ستريت جورنال.
النفط الكندي والولايات المتحدة
ينظر دعاة حماية البيئة إلى قرار حظر النفط الروسي بصفته فرصة للانتقال إلى الطاقة المتجددة، لكن شركات النفط في أميركا الشمالية لا تشاطرهم الأفكار نفسها، وترى أنها فرصة لتحقيق مكاسب مالية.
صيانة الرمال النفطية في كندا تزيد من تفاقم أزمة الإمدادات العالمية
ووفقًا لبلومبرغ، فإن الرئيس التنفيذي لشركة سونكور إنرجي، مارك ليتل، قال إن كندا يمكنها أن تزود الولايات المتحدة بقرابة ثلث النفط الذي تشتريه من روسيا.
وكانت هذه نقطة نقاش رئيسة خلال مؤتمر سيراويك، فالولايات المتحدة تستورد قرابة 700 ألف برميل من النفط الروسي، ولهذا بدأت صناعة الوقود الأحفوري الكندية تتساءل عن سبب وقف خط أنابيب كيستون إكس إل، والبحث عن بدائل من دول أخرى في أميركا الجنوبية، بدلًا من كندا.
وعلى ضوء ذلك، ترى وزيرة الطاقة في مقاطعة ألبرتا الكندية، سونيا سافاغ، إن كندا هي الحل وليست فنزويلا وغيرها.