الرئيسيةأخبار الاقتصادمن هم الرابحون والخاسرون من الأزمة الأوكرانية؟

من هم الرابحون والخاسرون من الأزمة الأوكرانية؟


حققت ثلاث دول أرباحا من الحرب الروسية الأوكرانية، فيما سجلت ثلاثة بلدان آسيوية خسائر، نتيجة استمرار ارتفاع أسعار النفط، الأمر الذي أثّر على السلع الأساسية كالوقود والغذاء.

ورغم أن الصين، التي أصبحت حليفة روسيا ووقّعت معها وثيقة من 31 بندا، لتعزيز الشراكة الاقتصادية والعسكرية بين الجانبين، كما أنها تدعم موسكو في مواجهة التمدد الأميركي بأوروبا وآسيا، فقد استغلت الحرب الأوكرانية لفتح قنوات مفاوضات مع الولايات المتحدة.

ولتحقيق مكاسب أكبر في نفس الوقت، تعهدت بكين بمواصلة العلاقات التجارية مع روسيا بشكل طبيعي، كما تدرس شراء حصص في شركات الطاقة والسلع الروسية مثل “غازبروم” للغاز و”روسال إنترناشونال” لإنتاج الألمنيوم، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء.

وقالت “بلومبرغ” إن بكين “تجري محادثات مع شركاتها المملوكة للدولة، بما في ذلك شركة البترول الوطنية الصينية وشركة البتروكيماويات الصينية وشركة الألمنيوم الصينية، بشأن أي فرص محتملة للاستثمار في الشركات أو الأصول الروسية. كما بدأت شركات الطاقة الصينية والروسية محادثات تجرى في سرية تامة وقد لا تؤدي بالضرورة إلى صفقات”.

مكاسب تاريخية لألمانيا

وقطفت ألمانيا أيضا منافع من الحرب الأوكرانية، فقد نحّت جانبا كل القضايا الخلافية التي كانت ستواجه الائتلاف الحكومي الجديد، كما تلاشى التباين في المواقف والتوجهات بشأن روسيا بين المستشار الألماني ورئيس الحزب الاشتراكي أولاف شولتس، ووزيرة خارجيته وزعيمة حزب الخضر أنالينا بيربوك، حيث أصبح كلاهما معارضا لموسكو وفلاديمير بوتن، بحسب المحللين.

وفي مكسب تاريخي من الحرب، أعلنت الحكومة الألمانية قبل أيام، إنشاء صندوق خاص للاستثمارات في الجيش الألماني بقيمة 100 مليار يورو، ورفع ميزانية الدفاع السنوية إلى 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وتحديث الجيش ومعداته بشكل كامل.

ووفقا لوزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، فإن الحرب تهدد ألمانيا كغيرها من الدول الأوروبية، وقد بات لزاما على الجميع الاستعداد لما هو أسوأ، أو للحرب العالمية الثالثة التي بات الروس يتحدثون عن احتمالاتها.

وأضاف ليندنر أن “مليارات اليوروهات المقرر استثمارها في الجيش الألماني، ستجعله الأقوى في أوروبا من أجل حماية حلفائنا”.

التمسك بالغاز الروسي

ورغم العقوبات الغربية على النفط الروسي وخط أنابيب “نورد ستريم” بين برلين موسكو، تمسك المستشار الألماني بواردات الطاقة من روسيا.

وأكد “شولتس” أن أوروبا تعمدت استثناء إمدادات الطاقة الروسية من العقوبات؛ لأن ذلك “سينعكس بشدة على اقتصاد الدول الأوروبية”.

وقال شولتس، في بيان، الثلاثاء، إنه “لا يمكن ضمان إمدادات الطاقة الأوروبية لإنتاج الحرارة والتنقل والكهرباء والصناعة بأي طريقة أخرى في الوقت الحالي”.

واعتبر المحلل السياسي نبيل رشوان، أن وقف واردات الغاز الروسي لألمانيا سيمثل تحديا كبيرا لبرلين.

وأوضح رشوان في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “الاحتياطات الألمانية من الغاز وصلت إلى نسب ضئيلة هذا العالم حيث تقدر بنحو 30 في المئة من استهلاكها ما يجعلها تتشبث بالغاز الروسي حتى البحث عن بدائل أخرى”.

وأشار إلى أن الغاز الروسي قسّم أوروبا، لأنها تستورد 40 في المئة من حاجاته من الغاز من روسيا، وهناك بلدان لا تؤيد فرض حظر بهدف حرمان موسكو من عائدات أساسية لها، لأن تلك البلدان مرشحة للتضرر هي الأخرى.

وأردف أن مكسب ألمانيا الحقيقي حاليا هو إقرار ميزانية لتحديث جيشها، مشيرا إلى أنه “منذ نهاية الحرب الباردة، استمر الجيش الألماني في التقلص وعانى من نقص في التجهيزات والمعدات”.

أرباح تركيا 

وتعتبر تركيا من الدول التي قد تستفيد من الحرب الأوكرانية، فهي عضو في “الناتو” يقدم الدعم العسكري لكييف، وفي ذات الوقت تربطه علاقات جيدة مع روسيا.

وبحسب مراقبين، فإن الرئيس رجب طيب أردوغان لن يفوت مثل هذه الفرصة للتقارب مع الولايات المتحدة من جهة، وتسوية خلافاته مع روسيا في الملف السوري على الأقل، من جهة أخرى.

ورغم بيعها طائرات مسيرة من نوع طائرة بيرقدار TB2 لأوكرانيا حققت بها مكاسب ضد الجيش الروسي، تتمسك تركيا بشراء النفط الروسي، كما أنها تستورد 70 في المئة من قمحها من روسيا.

وأعلن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، الثلاثاء، أن أنقرة ستواصل شراء النفط الروسي وتأمل في رفع العقوبات عن إيران، مما يجلب إمدادات إضافية لتلبية الطلب العالمي على الطاقة.

وأضاف بيرقدار على هامش مؤتمر “سيراويك للطاقة”، أن تركيا تعتمد على روسيا في 45 في المئة من طلبها على الغاز الطبيعي و17 في المئة من النفط و40 في المئة من البنزين، بحسب تقارير تركية.

وعن موقف تركيا من الأزمة الأوكرانية، قال المحلل السياسي محمد حامد، إن “أردوغان وعلى مدى سنوات، حافظ على علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا، وهو لا يستطيع أن يفضل أحد الجانبين حاليا، لأن ذلك ستكون له عواقب أمنية واقتصادية خطيرة على أنقرة”.

وبيّن حامد في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “روسيا ليست بديلا عن علاقات أنقرة مع الغرب، كما أن الغرب ليس بديلا عن علاقات تركيا مع روسيا، ففي حين زودت تركيا أوكرانيا بطائرات مقاتلة بدون طيار، اشترت أنظمة الدفاع الصاروخي S-400 من روسيا، رغم أنها عضو في حلف الناتو”.

ضحايا الحرب الأوكرانية

وفقا لتقرير صادر عن مجموعة “نومورا هولدينجز اليابانية للخدمات المالية” يرى بعض المحللين أن 3 دول آسيوية ستدفع فاتورة باهظة التكلفة جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وهي: الهند والفلبين وتايلاند، حيث ستتكبد أكبر الخسائر في آسيا جراء استمرار ارتفاع أسعار النفط.

وشدد التقرير على أن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية في آسيا سيكون ملموسا بدرجة كبيرة على السلع، خاصة الوقود والغذاء.

كذلك سيقود ارتفاع أسعار النفط إلى تنامي التضخم وارتفاع تكاليف النقل والمرافق.

ومن المحتمل أن يسهم الاعتماد المفرط على واردات النفط في اتساع عجز الحساب الجاري، وتقويض عملات الدول الثلاث.

ورغم أن الصين، التي أصبحت حليفة روسيا ووقّعت معها وثيقة من 31 بندا، لتعزيز الشراكة الاقتصادية والعسكرية بين الجانبين، كما أنها تدعم موسكو في مواجهة التمدد الأميركي بأوروبا وآسيا، فقد استغلت الحرب الأوكرانية لفتح قنوات مفاوضات مع الولايات المتحدة.

ولتحقيق مكاسب أكبر في نفس الوقت، تعهدت بكين بمواصلة العلاقات التجارية مع روسيا بشكل طبيعي، كما تدرس شراء حصص في شركات الطاقة والسلع الروسية مثل “غازبروم” للغاز و”روسال إنترناشونال” لإنتاج الألمنيوم، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء.

وقالت “بلومبرغ” إن بكين “تجري محادثات مع شركاتها المملوكة للدولة، بما في ذلك شركة البترول الوطنية الصينية وشركة البتروكيماويات الصينية وشركة الألمنيوم الصينية، بشأن أي فرص محتملة للاستثمار في الشركات أو الأصول الروسية. كما بدأت شركات الطاقة الصينية والروسية محادثات تجرى في سرية تامة وقد لا تؤدي بالضرورة إلى صفقات”.

مكاسب تاريخية لألمانيا

وقطفت ألمانيا أيضا منافع من الحرب الأوكرانية، فقد نحّت جانبا كل القضايا الخلافية التي كانت ستواجه الائتلاف الحكومي الجديد، كما تلاشى التباين في المواقف والتوجهات بشأن روسيا بين المستشار الألماني ورئيس الحزب الاشتراكي أولاف شولتس، ووزيرة خارجيته وزعيمة حزب الخضر أنالينا بيربوك، حيث أصبح كلاهما معارضا لموسكو وفلاديمير بوتن، بحسب المحللين.

وفي مكسب تاريخي من الحرب، أعلنت الحكومة الألمانية قبل أيام، إنشاء صندوق خاص للاستثمارات في الجيش الألماني بقيمة 100 مليار يورو، ورفع ميزانية الدفاع السنوية إلى 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وتحديث الجيش ومعداته بشكل كامل.

ووفقا لوزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، فإن الحرب تهدد ألمانيا كغيرها من الدول الأوروبية، وقد بات لزاما على الجميع الاستعداد لما هو أسوأ، أو للحرب العالمية الثالثة التي بات الروس يتحدثون عن احتمالاتها.

وأضاف ليندنر أن “مليارات اليوروهات المقرر استثمارها في الجيش الألماني، ستجعله الأقوى في أوروبا من أجل حماية حلفائنا”.

التمسك بالغاز الروسي

ورغم العقوبات الغربية على النفط الروسي وخط أنابيب “نورد ستريم” بين برلين موسكو، تمسك المستشار الألماني بواردات الطاقة من روسيا.

وأكد “شولتس” أن أوروبا تعمدت استثناء إمدادات الطاقة الروسية من العقوبات؛ لأن ذلك “سينعكس بشدة على اقتصاد الدول الأوروبية”.

وقال شولتس، في بيان، الثلاثاء، إنه “لا يمكن ضمان إمدادات الطاقة الأوروبية لإنتاج الحرارة والتنقل والكهرباء والصناعة بأي طريقة أخرى في الوقت الحالي”.

واعتبر المحلل السياسي نبيل رشوان، أن وقف واردات الغاز الروسي لألمانيا سيمثل تحديا كبيرا لبرلين.

وأوضح رشوان في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “الاحتياطات الألمانية من الغاز وصلت إلى نسب ضئيلة هذا العالم حيث تقدر بنحو 30 في المئة من استهلاكها ما يجعلها تتشبث بالغاز الروسي حتى البحث عن بدائل أخرى”.

وأشار إلى أن الغاز الروسي قسّم أوروبا، لأنها تستورد 40 في المئة من حاجاته من الغاز من روسيا، وهناك بلدان لا تؤيد فرض حظر بهدف حرمان موسكو من عائدات أساسية لها، لأن تلك البلدان مرشحة للتضرر هي الأخرى.

وأردف أن مكسب ألمانيا الحقيقي حاليا هو إقرار ميزانية لتحديث جيشها، مشيرا إلى أنه “منذ نهاية الحرب الباردة، استمر الجيش الألماني في التقلص وعانى من نقص في التجهيزات والمعدات”.

أرباح تركيا 

وتعتبر تركيا من الدول التي قد تستفيد من الحرب الأوكرانية، فهي عضو في “الناتو” يقدم الدعم العسكري لكييف، وفي ذات الوقت تربطه علاقات جيدة مع روسيا.

وبحسب مراقبين، فإن الرئيس رجب طيب أردوغان لن يفوت مثل هذه الفرصة للتقارب مع الولايات المتحدة من جهة، وتسوية خلافاته مع روسيا في الملف السوري على الأقل، من جهة أخرى.

ورغم بيعها طائرات مسيرة من نوع طائرة بيرقدار TB2 لأوكرانيا حققت بها مكاسب ضد الجيش الروسي، تتمسك تركيا بشراء النفط الروسي، كما أنها تستورد 70 في المئة من قمحها من روسيا.

وأعلن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، الثلاثاء، أن أنقرة ستواصل شراء النفط الروسي وتأمل في رفع العقوبات عن إيران، مما يجلب إمدادات إضافية لتلبية الطلب العالمي على الطاقة.

وأضاف بيرقدار على هامش مؤتمر “سيراويك للطاقة”، أن تركيا تعتمد على روسيا في 45 في المئة من طلبها على الغاز الطبيعي و17 في المئة من النفط و40 في المئة من البنزين، بحسب تقارير تركية.

وعن موقف تركيا من الأزمة الأوكرانية، قال المحلل السياسي محمد حامد، إن “أردوغان وعلى مدى سنوات، حافظ على علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا، وهو لا يستطيع أن يفضل أحد الجانبين حاليا، لأن ذلك ستكون له عواقب أمنية واقتصادية خطيرة على أنقرة”.

وبيّن حامد في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “روسيا ليست بديلا عن علاقات أنقرة مع الغرب، كما أن الغرب ليس بديلا عن علاقات تركيا مع روسيا، ففي حين زودت تركيا أوكرانيا بطائرات مقاتلة بدون طيار، اشترت أنظمة الدفاع الصاروخي S-400 من روسيا، رغم أنها عضو في حلف الناتو”.

ضحايا الحرب الأوكرانية

وفقا لتقرير صادر عن مجموعة “نومورا هولدينجز اليابانية للخدمات المالية” يرى بعض المحللين أن 3 دول آسيوية ستدفع فاتورة باهظة التكلفة جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وهي: الهند والفلبين وتايلاند، حيث ستتكبد أكبر الخسائر في آسيا جراء استمرار ارتفاع أسعار النفط.

وشدد التقرير على أن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية في آسيا سيكون ملموسا بدرجة كبيرة على السلع، خاصة الوقود والغذاء.

كذلك سيقود ارتفاع أسعار النفط إلى تنامي التضخم وارتفاع تكاليف النقل والمرافق.

ومن المحتمل أن يسهم الاعتماد المفرط على واردات النفط في اتساع عجز الحساب الجاري، وتقويض عملات الدول الثلاث.

Most Popular

Recent Comments