أكدت منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، أن مدينة أولكس الإيطالية على الحدود مع فرنسا لا تزال تشكل “مفترق طرق مهم لتدفقات الهجرة إلى فرنسا”، حيث تم تسجيل ألف وافد شهريا خلال الأشهر الأولى من العام الحالي، ويحاول بعض هؤلاء المهاجرين عبور جبال الألب سيرا على الأقدام نحو فرنسا، بينما يحاول آخرون عبور نهر فريوس.
بقيت بلدة أولكس الإيطالية، في “ألتا فالي دي سوسا”، بالقرب من الحدود الإيطالية الفرنسية في جبال الألب، مفترق طرق مهم لتدفقات الهجرة إلى فرنسا، خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2021، وفقا لتقرير منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان”.
رحلات هجرة مليئة بالصعوبات والعنف
وذكرت المنظمة غير الحكومية، في تقريرها عن الوضع الإنساني للمهاجرين العابرين على طول الحدود الشمالية الغربية لجبال الألب، أن بعض المهاجرين الذين وصلوا إلى المدينة الحدودية جاؤوا عبر طريق البلقان، مع نية عبور “كول دي مونيفرو”، وهو معبر في جبال الألب بين إيطاليا وفرنسا، سيرا على الأقدام.
وأضافت المنظمة أن البعض الآخر من المهاجرين، وهم ذوو الأصول الأكثر تنوعا، ويقضون غالبا فترات أطول من الوقت في إيطاليا، يحاولون عبور نهر فريوس.
وأردفت المنظمة أنه “مثلما حدث في عامي 2020 و2021، كانت البلدان الأصلية للوافدين إلى أولكس هي أفغانستان وإيران ثم الجزائر، وبنسبة صغيرة جدا دول غرب أفريقيا جنوب الصحراء، حيث وصلت تلك المجموعة الأخيرة من المهاجرين إلى إيطاليا عبر طريق وسط البحر المتوسط”.
وأوضحت أن عددا كبيرا من العائلات والنساء الحوامل والمهاجرين غير المصحوبين بذويهم والمسنين يصلون إلى المدينة عبر طريق البلقان.
وكانت السلطات الإيطالية قد عمدت في آذار/ مارس الماضي إلى إخلاء أحد المباني (Chez Jesoulx)، الذي كان يستخدمه المهاجرون منذ العام 2018، كمأوى على طريق الهجرة من إيطاليا إلى فرنسا عبر جبال الألب.
وقالت “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، إن “هؤلاء المهاجرين غالبا ما يصلون بعد رحلة مليئة بالصعوبات والعنف، قد تستمر من سنتين إلى ست سنوات، وأحيانا تمتد لعقد من الزمن، فعبور الجبال التي تفصل إيطاليا عن فرنسا خطر على الناس، وبشكل خاص الذين يعانون من نقاط ضعف واضحة، لاسيما خلال أشهر الشتاء، بسبب قلة خبرة المهاجرين، وانتشار الثلوج ودرجات الحرارة المتدنية التي تصل إلى درجات التجمد”.
حلول إنسانية للمهاجرين
وتابعت أنه “خلال الأشهر القليلة من العام الماضي، مر أكثر من 4700 شخص عبر أولكس، وفي الأشهر الأولى من عام 2021 تم تسجيل حوالي ألف شخص شهريا في المدينة الحدودية في مركزين، أحدهما مبنى قديم على طريق احتله الفوضويون لتوفير المأوى للأشخاص العابرين، والثاني مبني تديره مؤسسة تاليتا كوم بودرولا أونلوس، بدعم من العديد من المتطوعين”.
وأشارت إلى أن “إخلاء الطريق الذي كان يديره ضباط الأمن في 23 آذار/ مارس 2021، دون حلول بديلة لاستضافة الأشخاص العابرين، أدى إلى حالة لا مفر منها من الاكتظاظ الشديد في الملجأ الوحيد المتبقي، ما أجبر الكثير من الناس على البقاء في الشارع”.
ورأت المنظمة، في تقريرها أنه “بالنظر إلى صمت المؤسسات وتواجد الشرطة ورجال الأمن المتزايد على الحدود، فإن العمل التضامني العابر للحدود هو الوحيد الذي حال دون وقوع المزيد من القتلى على الحدود”.
وطلبت من المؤسسات تحمل المسؤولية والاستجابة للأزمة الإنسانية المستمرة واحتياجات الأشخاص العابرين، كما طلبت من السلطات توسيع مرافق الاستضافة، وفتح مأوى تاليتا كوم في أولكس على مدار اليوم، وكذلك فتح مرفق طبي يكون في متناول جميع المهاجرين، بغض النظر عن وضعهم القانوني، لتقديم المساعدة الأساسية، لاسيما فحوصات أمراض النساء والأطفال.
ودعت أيضا إلى البحث عن حلول إنسانية للمهاجرين الأكثر ضعفا، الذين يحاولون عبور الحدود الخطرة.