يتواصل ملايين المستخدمين يوميًا مع بضعهم البعض عبر تطبيقات المحادثة المباشرة، وتختلف هذه التطبيقات في درجات أمانها واحترامها للخصوصية، لذلك احتاجت الجهات التى تتعامل مع معلومات حساسة أن يكون لديها بديل أكثر أمانًا، وهو ما أدى إلى ظهور بروتوكول Matrix.
ووفقا لموقع البوابة العربية للأخبار التقنية، قد عانى فريق الحملة الإنتخابية لإيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، من نفس المشكلة، حيث إن أعضاء الفريق كانوا يتواصلون مع بعضهم البعض عبر تطبيق تيليجرام.
ويقدم تطبيق تيليجرام مستوى مرتفع من الأمان والخصوصية، إلا أن الحكومة الفرنسية بطبيعة الحال لم تفضل أن يتم تخزين بياناتها الحساسة على خوادم تطبيق روسي الأصل، وكذلك هو الحال بالنسبة لتطبيق واتساب الأميركي.
اعتماد الحكومات على بروتوكول Matrix
وظلت هذه المشكلة قائمة لفترة طويلة من الوقت، إلى أن ظهر الحل ضمن أحد المشاريع مفتوحة المصدر، وهو بروتوكول قادر على تقديم تواصل آمن ومشفر بتشفير ثنائى الجهات، والذى عرف باسم Matrix.
وفريق تطوير هذه التقنية يتمركز في المملكة المتحدة وليس في فرنسا، إلا أن التعاون قد تم بشكل طبيعي، لدرجة أن المؤسس المشارك للمشروع Matthew Hodgson قد صرّح قائلًا: “إنه لأمر نادر الحدوث أن ينجح الفرنسيين والإنجليز في العمل سويًا.
وتم تطوير هذا البروتوكول على يد Hodgson وAmandine Le Pape في عام 2014، وحينها كانا موظفان فى شركة Amdocs الإسرائيلية.
والهدف الرئيسى من المشروع هو إنشاء بروتوكول تراسل آمن ومشفر، إلى جانب كونه لامركزى ،أى لا يتم التحكم فيه وإدارته من طرف شركة بعينها، في ظل كونه متاح للجميع وبمعايير مفتوحة.
وبكل بساطة، يمكن لأى شخص أو جهة أن يشغل بروتوكول Matrix على خادم مستقل، وفي حالة فرنسا، فقد قامت الدولة بإنشاء أكثر من تطبيق بالاعتماد على بروتوكول Matrix وتم تخصيص منصة لكل وزارة من الوزارات على أكثر من خادم.
وحقق بروتوكول Matrix نجاحًا كبيرًا ضمن سوق البرمجيات مفتوحة المصدر. وبالفعل بدأت الحكومة الألمانية في الاعتماد عليه، إلى جانب شركة Mozilla مطورة فايرفوكس والمعروف عنها اهتمامها الشديد بالخصوصية.
وبروتوكول Matrix متاح مجانًا وبشكل مفتوح للجميع، إلا أن المؤسسين La Pape وHodgson يديران منظمة Matrix Foundation والتي تتعامل مع العملاء بشكل مباشر.
ومن المتوقع أن ينتشر هذا البروتوكول في المستقبل على تطبيقات مختلفة ومتاحة للمستخدمين العاديين، مع تقديم أعلى مستوى من الحماية والتشفير، ونظرًا لما يقدمه من مستوى أمني مرتفع، فمن المتوقع أن يساء استخدام البروتوكول وتطبيقاته.