على غرار السينما الأميركية، يترقب الجمهور انطلاق أول عالم سينمائي عربي، وسط آمال كبيرة بأن يكون هذا المشروع الفني، خطوة البداية لمنافسة السينما العربية لنظيرتها العالمية.
وقام المخرج المصري بيتر ميمي، صاحب فكرة المشروع الفني، بتسمية هذا العالم السينمائي بـ”المستضعفون”، على أن تطرح سلسلة من الأفلام والمسلسلات لأبطاله، خلال الفترة القادمة.
وأكد ميمي خلال تصريحات إعلامية أن فيلمه الجديد “موسى”، الذي سيتم طرحه بدور السينما خلال الأيام المقبلة، سيكون بمثابة خطوة البداية في صناعة هذا العالم السينمائي، وأن “الهرم الرابع” بطل أحد أفلامه السابقة الذي يحمل نفس الاسم، سيكون إحدى شخصيات عالم “المستضعفون” أيضًا.
وتعتبر تلك الخطوة بداية فصل جديد لصناعة السينما في مصر والوطن العربي؛ للسير بخطى ثابتة نحو منافسة السينما العالمية، التي قامت بتجارب مشابهة مثل سلسلة “المنتقمون” التي تقدمها شركة مارفل العالمية.
ويقول سيف شعراوي، المخرج الفني الذي يساهم في تصميم هذا العالم السينمائي الجديد، إن “المستضعفون” هو محاولة جادة لإثبات قدرة السينما المصرية والعربية على منافسة نظيرتها العالمية، في حالة توافر الإمكانيات والظروف المناسبة.
ويضيف شعراوي “تم تسمية العالم بـ”المستضعفون”، نظرًا لأن أبطاله يمرون بظروفٍ صعبة، تكون سببًا في تحول كبير في شخصياتهم، وزيادة رغبتهم في تغيير العالم من حولهم إلى الأفضل”.
كما يوضح شعراوي أن عالم “المستضعفون” ستكون انطلاقته في مصر، لكنه سيتحرك إلى دول عربية أخرى، سيكون لديها أبطالها أيضًا، على أن تكون البداية في السعودية، مع فيلم البطل “فيصل”.
ويشير الفنان المصري إلى أنه تم تصميم ثلاث شخصيات إضافية لهذا العالم، إلى جانب موسى والهرم الرابع، وهم: “دليلة”، “فيصل”، و”ملاك الموت”، ومن المقرر زيادة تلك الشخصيات بعد ذلك.
فرص النجاح
ويوضح شعراوي أنه وفريق العمل الصانع لهذا العالم السينمائي متفائلون بتلك التجربة، ويتوقعون نجاحها.ويتابع: “الجمهور العربي متعطش لرؤية عالم سينمائي يعبر عنه، ويتشابه مع أبطاله على مستوى الأحلام والتحديات، فبعد سنوات طويلة من متابعة إصدارات عوالم السينما الأميركية، جاء الوقت لصناعة عالم بروح عربية، يسلط الضوء على تفاصيل الحياة المجتمعية في بلادنا”.
ويؤكد شعراوي أن هناك تطلعات مستقبلية بأن تحظى إصدارات هذا العالم بشهرة عالمية، لذا سيكون هناك كثير من المشاهد التي تبرز معالم البلدان العربية وبالأخص السياحية منها، من أجل جذب أعين المشاهدين إليها، “لكن هذا يتطلب إنتاج تلك الأعمال بأعلى جودة فنية ممكنة، لجذب الجمهور غير العربي إلى مشاهدتها”.
وعن الخطوات المستقبلية لهذا العالم السينمائي، يقول شعراوي: “سيتم زيادة عدد أعضاء فريق العمل، وسينضم إلينا عدد من الفنانين الآخرين من مصر وبقية بلدان الوطن العربي، لأن تلك التجربة تحتاج إلى عدد كبير من المبدعين، خاصةً أنه سيكون هناك مسلسلات لهذا العالم أيضًا؛ لذا نأمل أن تنجح الخطوات الأولى لـ “المستضعفون” في مصر، قبل التوجه إلى الخطوة الأهم في هذا المشروع الفني، وهي وجود رابطة تعاون بين فناني الوطن العربي، من أجل منافسة السينما العالمية”.
ردود أفعال متنوعة
بعد إعلان بيتر ميمي عن هذا العالم السينمائي، تنوعت ردود الأفعال على تلك الخطوة بين الدعم والسخرية، عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتعليقًا على هذه الحالة، يقول شعراوي: “هي تجربة سينمائية جديدة، نحتاج خلالها إلى دعم الجمهور، ونعلم جيدًا أنه ستكون هناك مقارنة مباشرة مع عوالم السينمائية العالمية، وبالأخص الأميركية منها، وأن البعض يتوقع أننا لا نستطيع تقديم أعمال بنفس الجودة الفنية، لكننا نسعى لصناعة عالم بروح عربية، وبرؤية مستقلة تمامًا عما تقدمه السينما العالمية”.
ويختم شعراوي حديثه قائلًا: “لا يمكن لأحد أن يصادر رأي الجمهور، وفي النهاية أي فنان يمارس عمله من أجل إمتاع المشاهدين والتأثير فيهم، لكن كل ما نطلبه من الجمهور، أن يعطينا فرصة من أجل المحاولة للوصول بالسينما المصرية إلى مكانة أخرى من خلال تجربتنا وأن يحكم على أفلام ومسلسلات (المستضعفون) بعد مشاهدتها، فربما تنال إعجابه”.