في قصة اجتمعت بها المأساة مع انهيار الأوضاع الصحية، فارقت طفلة الحياة في عمر 9 سنوات بسبب لدغة عقرب، شمال شرقي لبنان.
وتوفيت الطفلة زهراء طليس، الجمعة، بعدما تعذر تأمين الترياق المضاد للسم الذي تسرب إلى جسدها، لدى تعرضها للدغة الحيوان السام أثناء لعبها.
وكانت مستشفيات البقاع الشمالي شمال شرقي لبنان، حيث كانت تعيش زهراء، تفتقر النوع المطلوب من الترياق، نتيجة للأزمة الطاحنة التي تضرب لبنان ووصلت حد شح أبسط الأدوية.
ولم يتوفر العلاج، وهو حقنة مضادة للسموم، في بقية المناطق اللبنانية، ولا حتى لدى شركات الأدوية، رغم أنه يعتبر من العلاجات العادية لا النادرة.
“حرقوا قلبي”
وظهر السبت، شيعت بلدة بريتال زهراء وسط ذهول والدتها المفجوعة، التي صرخت قائلة: “الله يحرق قلوبهم مثل ما حرقوا قلبي. الله يحرمهم أولادهم مثل ما حرموني بنتي”.
وقال الأطفال في تشييع “شهيدة شح العلاج” في لبنان: “رفيقتنا ماتت لأنه ما في دوا”، بينما تابع مربي المدرسة التي تعلمت فيها زهراء: “فقدنا الطالبة المميزة والمجتهدة نتيجة الإهمال الحاصل في شرايين الدولة”.
وكانت زهراء أدخلت مستشفى “دار الأمل الجامعي” في منطقة بعلبك وهي في حالة صحية خطيرة، بعدما لسعها عقرب قرب منزلها ليل الأربعاء بينما كانت تلهو.
وقالت مصادر طبية لموقع “سكاي نيوز عربية”: “قضت زهراء ليلتين في المستشفى ناشدت بدورها تأمين الترياق غير المتوفر في المنطقة”.
وبعدما انتشرت قصة الطفلة على شبكات التواصل، جلب وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن 5 حقن من قوات الطوارئ الدولية، وفقما أفادت المصادر.
السم تفشى في الجسم
لكن أحد الأطباء أكد لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن السم انتشر سريعا من اليد اليمنى للطفلة إلى جسدها الهزيل، الذي لا يتعدى وزنه 20 كيلوغراما.
وتفشى السم في الأعضاء الحيوية (الدماغ والكلى والرئتين)، بينما كانت زهراء تستيقظ حينا وتغيب عن الوعي مرات عدة، وفق الطبيب، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
وقال مختار بلدة بريتال أحمد طليس: “زهراء رحلت نتيجة الفساد والتقصير والإهمال والتأخير بتأمين الترياق، قبل أن ينتشر السم في جسمها. نحن معرضون في كل ساعة أن نكون زهراء”.