دعت 30 منظمة غير حكومية أوروبية، الاتحاد الأوروبي، إلى تعليق ترحيل المهاجرين الأفغان إلى بلادهم، بسبب احتدام القتال بين حركة طالبان والقوات الأفغانية. وأكدت أن الوضع في أفغانستان لا يسمح بعودة المهاجرين. كما حذرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أزمة إنسانية تلوح في الأفق في أفغانستان، جراء الصراع المحتدم، الذي تسبب في زيادة المعاناة الإنسانية والنزوح.
طلبت 30 منظمة غير حكومية أوروبية، أمس الأربعاء، من الاتحاد الأوروبي “التعليق الفوري” لترحيل المهاجرين الأفغان، بسبب تصاعد القتال في بلدهم الأصلي.
قلق كبير
وقالت المنظمات، ومن بينها منظمة “فرنسا أرض اللجوء”، إن “الوضع الأمني في أفغانستان لا يسمح بعودة الناس إلى البلاد من دون تعريض حياتهم للخطر”.
ودعت أفغانستان، في 11 تموز/ يوليو الجاري، الدول الأوروبية إلى وقف ترحيل المواطنين الأفغان لمدة ثلاثة أشهر، بسبب المعارك.
وأوضح البيان أن دول أوروبية عدة، مثل فنلندا والسويد، احترمت دعوة الحكومة الأفغانية، وتوقفت عن الترحيل إلى أفغانستان، بينما واصلت دول آخرى عمليات الترحيل إلى أفغانستان.
وكانت صحيفة “لوموند” الفرنسية، لفتت الرأي العام في مقال نشرته في 7 تموز / يوليو، إلى الأخطار التي تهدد اللاجئين الأفغان في حال ترحيلهم إلى بلادهم ومنها الموت، وقالت في تغريدة على تويتر “غادر مصطفى كابول في عام 2015 ولجأ إلى السويد. بعد اعتناقه المسيحية”.
وأضافت الصحيفة “يواجه هذا المهاجر الأفغاني الشاب خطر الموت إذا عاد إلى بلاده. ومع ذلك هو مهدد بالترحيل”.
بينما أكدت المنظمات غير الحكومية، أنها “قلقة للغاية” بشأن ما سيحدث للأشخاص المرحلين، وحثت الدول الأوروبية على “إعادة النظر في جميع القرارات السلبية النهائية لطالبي اللجوء الأفغان، الذين مازالوا موجودين في الدول الأوروبية، في ضوء الوضع الحالي في أفغانستان، والمخاطر المتوقعة للاضطهاد في المستقبل”.
أزمة إنسانية تلوح في الأفق
وحذرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من “أزمة إنسانية تلوح في الأفق في أفغانستان، حيث يتسبب الصراع المتصاعد في زيادة المعاناة الإنسانية وتشريد المدنيين”.
وقالت المفوضية، في بيان إن نحو 270 ألف أفغاني نزحوا داخل البلاد منذ كانون الثاني/ يناير2021، إثر العنف وانعدام الأمن، ما رفع إجمالي النازحين إلى أكثر من 3.5 مليون شخص.
وأضافت أن “العائلات التي تم إجبارها على الفرار من ديارها خلال الأسابيع الأخيرة أشارت إلى تدهور الوضع الأمني باعتباره السبب الرئيسي لفرارهم، فضلا عن القتال المستمر”.
وأبلغ المدنيون المشردون، المفوضية وشركاءها عن حوادث ابتزاز من قبل الجماعات المسلحة غير الحكومية، ووجود عبوات ناسفة على الطرق الرئيسية، إلى جانب انقطاع الخدمات الاجتماعية، وفقدان الدخل بسبب تزايد انعدام الأمن.
زيادة بنسبة 29% في أعداد الضحايا
ووفقا لتقرير حديث صادر عن بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان “يوناما”، فإن إجمالي عدد الضحايا خلال الربع الأول من العام 2021 بلغ 1783 شخصا، هم 573 قتيلا، و1210 جرحى، بزيادة نسبتها 29%، مقارنة بالفترة نفسها في العام 2020.
وأظهر التقرير، زيادة كبيرة في عدد الضحايا بين النساء والأطفال، مقارنة بالربع الأول من عام 2020.
وأشار إلى أنه “تم دفع قدرة الشعب الأفغاني على الصمود إلى أقصى حد، بسبب النزاع الطويل، وارتفاع مستويات النزوح، وتأثير جائحة كوفيد – 19، والكوارث الطبيعية المتكررة، بما في ذلك الجفاف، وتفاقم الفقر، علما بأن حوالي 65% من الأفغان، في داخل وخارج أفغانستان، أطفال وشباب”.