أنقذت البحرية الملكية المغربية خلال أربعة أيام الأسبوع الماضي 368 مهاجرا، بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء، أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى إسبانيا. وشددت أمس الأحد مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية على أهمية “الشراكة القوية” مع المغرب، معتبرة أن المملكة تمثل ثاني أكبر دولة تحافظ على سياسة التعاون في مجال الهجرة مع الاتحاد الأوروبي.
قال خفر السواحل المغربي إنه أنقذ 368 شخصا واجهوا صعوبات في عرض البحر المتوسط أثناء إبحارهم بشكل غير شرعي على متن قوارب نحو أوروبا.
ونفذت قوات البحرية الملكية عمليات الإنقاذ بين الثلاثاء والخميس 23 تموز/يوليو الجاري، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء المغربية عن مصدر عسكري يوم الجمعة.
وأشار إلى أن غالبية هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين يتحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء. موضحا أنه من ضمن الناجين، سبع نساء وثلاثة أطفال كانوا يواجهون صعوبات على متن 22 قاربا مطاطيا و30 قارب “كاياك”، وخمسة قوارب صغيرة.
وأضاف أن المعنيين، الذين كانوا في حالة صحية سيئة، تلقوا الإسعافات الأولية الضرورية على متن وحدات البحرية الملكية المغربية، قبل تسليمهم إلى السلطات المختصة.
المملكة المغربية الواقعة في شمال غرب إفريقيا، تعد بلد عبور رئيسي ليس فقط للمهاجرين المتحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء وإنما أيضا للمغاربة، الساعين بالوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط أو عبر المحيط الأطلسي إلى جزر الكناري الإسبانية.
خلال النصف الأول من العام الحالي، وصل أكثر من 12 ألف مهاجر إلى إسبانيا عن طريق البحر، أي ما يقرب من ضعف عدد الوافدين خلال الفترة نفسها من العام الماضي (7,256)، وفقا لوزارة الداخلية الإسبانية. ولقي ما مجموعه 2,087 مهاجرا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، وفقا لمنظمة “كاميناندو فرونتيراس” غير الحكومية.
الاتحاد الأوروبي سيواصل الحوار مع المغرب
ويعد ملف الهجرة حجرا أساسيا في علاقة المغرب مع الاتحاد الأوروبي، إلا أن توتر العلاقات المغربية الإسبانية ألقى بظلاله على الشراكة الإستراتجية بين الرباط والاتحاد الأوروبي بعد تدفق أكثر من عشرة آلاف مهاجر من المغرب إلى جيب سبتة في أيار/مايو الماضي، نتيجة تخفيف الرقابة على الحدود من الجانب المغربي بعد استقبال مدريد زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي لأجل العلاج.
وشددت أمس الأحد 25 تموز/يوليو مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية إيلفا جوهانسون، على أهمية الحفاظ على “الشراكة القوية” مع المغرب معتبرة أن المملكة تمثل ثاني أكبر دولة تحافظ على سياسة التعاون في مجال الهجرة مع الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت أمام البرلمان الإسباني، أنه على الرغم من أزمة سبتة الأخيرة، فإن الاتحاد الأوروبي سيواصل الحوار مع المغرب على كافة المستويات، بحسب ما نشرت وسائل إعلام إسبانية.
ويمثل المغرب ثاني أكبر دولة في القارة الأفريقية تتعاون في مجال الهجرة مع الاتحاد الأوروبي، بإجمالي مساعدات موجهة إلى دعم جهود محاربة الهجرة غير الشرعية تصل إلى 346 مليون يورو، 238 مليون منها تقريبا من صندوق الاتحاد الأوروبي الاستئماني، المخصص للطوارئ بقارة إفريقيا.
في حزيران/يونيو الماضي، أعلن البرلمان الأوروبي “رفضه استخدام المغرب للمراقبة الحدودية والهجرة، وخصوصا القصر غير المصحوبين، كآلية ضغط ضد الاتحاد الأوروبي”.