كل السبل تؤدي اليوم في المغرب نحو ضيعات وأسواق وأماكن معدة خصيصا لبيع أضاحي عيد الأضحى الذي سيحل في المملكة يوم الأربعاء 21 يوليو الجاري.
السلطات المختصة بشّرت المغاربة بعرض وافر من قطيع الأغنام والماعز التي تم تسمينها للعيد، مع التأكيد على أن الحالة الصحية للقطيع جيدة ويتم تتبعها عن قرب.
لكن أصداء المواطنين نقلت من أسواق الماشية ارتفاعا كبيرا في أثمنة الأضاحي مقارنة بالسنة الماضية بفارق لا يقل عن 500 درهم (حوالي 50 دولار).
أرباب أسر يشتكون غلاء الأضاحي
جولة في أحد ضيعات تسمين الأكباش وبيعها بمنطقة سيدي حجاج نواحي مدينة الدار البيضاء (جنوب)، تبين فعلا أن هناك اختلافا ملحوظا في أثمنة الأضاحي عن مثيلاتها العام الماضي.
فهذه السنة تتراوح أثمنة الأكباش التي لا يتعدى وزنها 50 كيلوغراما 2500 درهم (حوالي 250 دولار)، وتتراوح الأضاحي المتوسطة الجودة 3500 درهم (حوالي 350 دولار)، فيما يتراوح الكبش من الجيد من 4000 درهم (حوالي 400 دولار) فما فوق.
وعبر عدد من أرباب الأسر ذوي الدخل المحدود عن عدم قدرتهم على توفير تكلفة أضحية العيد، خصوصا وأن هؤلاء لا يزالون يتكبدون تداعيات جائحة كورونا على وظائفهم ومداخيلهم.
واعتبر هؤلاء، في حديث أن “ثمن أرخص الأكباش يفوق قدرتهم الشرائية”، آملين أن “تنخفض الأسعار خلال الأيام المقبلة”.
المستهلك وحيدا أمام معضلة العيد
يرى رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك (غير حكومية)، بوعزة الخراطي، أن “المستهلك يجد نفسه كل سنة أمام معضلة العيد”.
وأوضح المتحدث نفسه، أن “هذا السيناريو يعيشه المغاربة كل سنة دون أن تتحرك السلطات المعنية لتنظيم العيد بوضع برنامج له”.
وكشف رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك، بوعزة الخراطي، أن “العملية تُروّج أكثر من 70 مليار سنتيم كل موسم، وتخلق عدة مناصب شغل متعددة ومختلفة”.
وأبرز الفاعل في مجال حماية المستهلك، أن من بين العوامل التي ساهمت في ارتفاع أثمنة أضاحي العيد، “تداعيات سنوات الجفاف والاحترازات الصحية بسبب كورنا، إضافة إلى ارتفاع الطلب بوجود المغاربة المغتربين، ثم الوسطاء أو ما يصطلح عليه محليا بـ”الشناقة” الذين يتدخلون في أثمنة الأكباش”.
الجفاف يرفع من أثمان الأضاحي
نة الأضاحي مرتفعة هذه السنة.
في تصريحه يرجع الشافعي أسباب ارتفاع الأضاحي إلى أن “الكسّاب (بائع المواشي) اقتنى الأغنام بأثمنة غالية أيضا”.
كما أن “مربّي الماشية عانوا أيضا من سنوات الجفاف، وارتفاع أثمنة الأعلاف”، يضيف عمر الشافعي، صاحب ضيعة تسمين الأكباش وبيعها بمنطقة سيدي حجاج.
من جهته، يعتبر يونس الكياف، رئيس الجمعية المغربية لمنتجي اللحوم الحمراء، أنه “ليس هناك أثمنة مرتفعة بشكل كبير تصل إلى درجة مقلقة”.
وأكد المصدر نفسه، في اتصال “وفرة عرض الأضاحي بشكل كبير، سواء في الأسواق بالدار البيضاء أو خارجها”.
قطيع في حالة صحية جيدة
وأوصى يونس الكياف، رئيس الجمعية المغربية لمنتجي اللحوم الحمراء، أن “يقتني المواطنون الأضاحي المُرقّمة والمراقبة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (حكومي)”.
وقد أعلن المكتب سابقا، أنه تم ترقيم 5.8 مليون رأس من الأغنام والماعز خلال الفترة ما 17 أبريل و17 يونيو 2021، في إطار الاستعدادات لعيد الأضحى.
كما أكد رئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة (غير حكومية)، أن الحالة الصحية للقطيع الوطني جيدة، إذ لم تسفر المراقبة البيطرية المتواصلة طيلة السنة عن تسجيل أي مرض مُعد في صفوف الأغنام والماعز المعدة لعيد الأضحى.