“البحر المتوسط تحول إلى أكبر مقبرة في أوروبا” هذا ما قاله البابا فرانسيس خلال إحيائه ذكرى مهاجرين لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى القارة العجوز. دعوات البابا إلى ضرورة إيجاد حل لإيقاف ذلك. ويأتي ذلك في وقت تتوقع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تزايد أعداد المهاجرين إلى أكثر مما كان عليه قبل أربعة أعوام.
سيصل إلى إيطاليا أعداد كبيرة من مهاجري القوارب. وستكون أعداد المهاجرين أكثر مما كانت عليه قبل أربعة أعوام. هذا تماما ما تتوقعه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وفي مقابلة لها مع صحيفة “دي فيلت” الألمانية، أكدت كيارا كاردوليتي، سفيرة المفوضية في إيطاليا، ذلك بقولها “وفقًا لتقديراتنا ، سيصل حوالي 60.000 شخص هذا العام إلى أوروبا عبر طريق وسط البحر الأبيض المتوسط”. سيكون هذا أكبر عدد من الوافدين منذ عام 2017.
وبحسب التقرير الذي أصدرته المفوضية، فإن السبب الرئيسي لتزايد أعداد الوافدين إلى أوروبا هو سوء الأوضاع في ليبيا. فمنذ بداية أزمة كورونا وأعداد المهاجرين الراغبين بالمغادرة تزداد باستمرار. والآن وبعد تحسن وضع السيطرة على الوباء، يسعى المهاجرون إلى تحقيق رغبتهم بالعبور إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. انطلاقا من تونس وليبيا، يسعى الكثير من المهاجرين الوصول إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل عبر طريق محفوف بالمخاطر.
Dw تتقصى الحقائق: هل عملية الغنقاذ البحري عامل جذب للمهاجرين؟
وهو ما حذّر منه البابا فرنسيس أمس الأحد (13 حزيران/يونيو). مشيرا إلى أن البحر المتوسط تحول “أكبر مقبرة في أوروبا” وذلك خلال إحيائه ذكرى مهاجرين قضوا اثناء محاولتهم الوصول الى القارة العجوز.
وأشار إلى فاعلية أقيمت في صقلية لاحياء ذكرى مأساة نيسان/أبريل 2015 حين غرق نحو 500 مهاجر في طريقهم من ليبيا إلى إيطاليا. وقال “هذا الرمز لعدد كبير من المآسي في البحر المتوسط سيظل يسائل ضمير كل منا ويشجع على بروز إنسانية أكثر وحدة تتصدى لجدار التجاهل”. وأضاف “لنفكر في الأمر: بات البحر المتوسط أكبر مقبرة في أوروبا”.
وعلى أمل حياة أفضل في أوروبا، يبحر آلاف الاشخاص من شمال إفريقيا سنويا عبر المتوسط في رحلات محفوفة بالمخاطر، وغالبا في قوارب مكتظة ومتهالكة يديرها مهربون.
ووصل أكثر من 12 قاربا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الصغيرة (جنوب صقلية) السبت (12حزيران/يونيو)، وفقًا لوكالة أنباء أنسا، مع احتجاز أكثر من 1200 مهاجر في مرافق الطوارئ هناك. ولقي أكثر من 500 شخص مصرعهم أثناء العبور إلى إيطاليا ومالطا بين كانون الثاني/يناير ومنتصف أيار/مايو من هذا العام، وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية.