بعد أن تمكن من الفرار أثناء جلسة محاكمته قبل أربعة أشهر، أصدرت محكمة أثيوبية حكما غيابيا بالسجن مدى الحياة على مهرب البشر الأريتري كيدان زكرياس، وحكم على مهرب آخر يدعى وليد بالسجن لمدة 18 عاما. ويقول أحد الضحايا الذي قدم شهادته أمام المحكمة، “أنا سعيد بخطورة العقوبة”، لكنها تبقى “عدالة وهمية لأنه لا يزال حرا”.
حكمت محكمة إثيوبية غيابيا بالسجن المؤبد على مهرب أريتري جوّع وعذب ضحاياه حتى الموت، أمس الأربعاء، علما أنه لا يزال هاربا منذ 4 أشهر بعدما فر من المحكمة الفيدرالية.
ويتهم المهرب كيدان زكرياس بأنه احتجز آلاف اللاجئين والمهاجرين الأفارقة في مستودعات في ليبيا، وابتزهم للحصول على آلاف الدولارات.
“عدالة وهمية”
وكان المهرب سيئ السمعة، اعتقل في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في عام 2020، بعد أن تعرف عليه أحد ضحاياه الإثيوبيين فؤاد بدرو، في الشارع وأبلغ الشرطة.
وقال فؤاد الذي دفع آلاف الدولارات مقابل إطلاق سراحه بعد أن احتجزه كيدان في ليبيا “أنا سعيد بخطورة العقوبة”، لكنها تبقى “عدالة وهمية لأنه لا يزال حرا”.
كان كيدان أحد المهربين الرئيسيين الذين عملوا بين عامي 2014 و2018، إلى جانب إريتري آخر يدعى “تويلادا غويتم”، المعروف أيضا باسم وليد، ويوم الاثنين حُكم عليه بالسجن 18 عاما وغرامة تقدر بـ4 آلاف يورو في أديس أبابا.
لكن كيدان هرب من مبنى المحكمة في أديس أبابا في شباط/فبراير الماضي، بعد قرابة عام من محاكمته في ثماني تهم تتعلق بالإتجار بالبشر. ووفق مسؤولون أثيوبيون ألقي القبض على ضابط شرطة والتحقيق جار.
ووفقا لبيان صادر عن مكتب المدعي العام الإثيوبي، الأريتري “كيدان زكياس حبت مريم”، تمكّن من الهرب من السجن، بعد ادعائه الذهاب للحمام في مجمع المحكمة الفيدرالية في العاصمة أديس أبابا قبيل جلسة المحاكمة الأخيرة.
تعذيب واغتصاب في مراكز الاحتجاز
ونشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في نيسان/أبريل الماضي، تقريرا أفادت فيه بأن كلا الرجلين شاركا في احتجاز وتعذيب آلاف المهاجرين في مدينة بني وليد التي يطلق عليها تسمية “مدينة الأشباح”، بسبب “انعدام القانون فيها والعدد الكبير من الأشخاص الذين اختفوا فيها”.
وانتقد التقرير قلة الاهتمام الدولي بالمحاكمات التي جرت للمهربين دون حضور مراقبي منظمات حقوق الإنسان والسفارات الأوروبية. وأوضح أنه لم يسمح بالشهادة عن بعد، ما يعني أن معظم الضحايا المنتشرين في أنحاء أوروبا وإفريقيا لم يتمكنوا من الإدلاء بشهادتهم.
وقالت الصحفية الأريترية ميرون استيفانوس إنها لا تثق في نظام العدالة الإثيوبي في ظل الخشية من تمكن المهرب وليد من رشوة القائمين على حراسته والهرب من السجن، كما كان الحال عليه مع كيدان.
وأضافت أنه في مركز التعذيب في بني وليد ، استمتع بـ “استعراض أسلحة الحرب” و “تفاخر باغتصاب كل النساء اللواتي مررن بيديه”.
قال الضحايا وعائلاتهم إن هروب كيدان حطم كل آمالهم في تحقيق العدالة. إذ لا يزال مكان وجوده مجهولا.