الرئيسيةمنوعات عالميةانتظر لساعات تحت الشمس لاستلام "معاشه"..وفاة مسن تهز كردستان

انتظر لساعات تحت الشمس لاستلام “معاشه”..وفاة مسن تهز كردستان

في‭ ‬واقعة‭ ‬هزت‭ ‬كردستان‭ ‬العراق،‭ ‬لقي‭ ‬موظف‭ ‬متقاعد‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬75‭ ‬عاما،‭ ‬حتفه،‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬إثر‭ ‬وقوفه‭ ‬الطويل‭ ‬في‭ ‬طوابير‭ ‬استلام‭ ‬الرواتب‭ ‬التقاعدية‭ ‬أمام‭ ‬أحد‭ ‬البنوك،‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬السليمانية‭.‬

وفتحت‭ ‬هذه‭ ‬الحادثة‭ ‬المؤسفة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬ملف‭ ‬معاناة‭ ‬المتقاعدين‭ ‬خلال‭ ‬تسلم‭ ‬رواتبهم،‭ ‬ووقوفهم‭ ‬في‭ ‬طوابير‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬طاعنين‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬مرتفعة‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬تخر‭ ‬قواهم،‭ ‬بفعل‭ ‬الإعياء‭ ‬والتعب‭ ‬من‭ ‬الانتظار‭ ‬الطويل‭ ‬تحت‭ ‬الشمس‭.‬

وتطالب‭ ‬منظمات‭ ‬مدنية‭ ‬وحقوقية‭ ‬معنية‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬المسنين‭ ‬والمتقاعدين‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان،‭ ‬بتوفير‭ ‬آليات‭ ‬صرف‭ ‬وتوزيع‭ ‬عصرية‭ ‬وحديثة‭ ‬لرواتبهم،‭ ‬عبر‭ ‬بطاقات‭ ‬بنكية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إيصال‭ ‬المبالغ‭ ‬إلى‭ ‬بيوتهم‭.‬

لكن‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية‭ ‬مستمرة‭ ‬بصرف‭ ‬الرواتب،‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وفق‭ ‬طرق‭ ‬‮«‬بالية‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تناسب‭ ‬التطور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يشهده‭ ‬عالم‭ ‬الصيرفة‭ ‬والبنوك،‭ ‬وفق‭ ‬خبراء‭ ‬اقتصاديين‭.‬

ويقول‭ ‬المواطن‭ ‬سردار‭ ‬إحسان،‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬م‭ ‬: ‬‮«‬كم‭ ‬أشعر‭ ‬بالغضب‭ ‬لكن‭ ‬بالعجز‭ ‬أيضا،‭ ‬عندما‭ ‬سمعت‭ ‬بهذه‭ ‬الحادثة‭.. ‬يا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬عار‭ ‬أن‭ ‬يموت‭ ‬الإنسان‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عمره‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬المهينة،‭ ‬وهو‭ ‬ينتظر‭ ‬راتبا‭ ‬هزيلا‭ ‬بالكاد‭ ‬يكفيه‭ ‬لأسبوع‭ ‬واحد‮»‬‭.‬

ويضيف‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يحس‭ ‬بالفقراء‭ ‬ومحدودي‭ ‬الدخل،‭ ‬ولا‭ ‬تبالي‭ ‬الحكومة‭ ‬بهم‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬حتى‭ ‬نظم‭ ‬وشبكات‭ ‬رعاية‭ ‬وضمان‭ ‬اجتماعي،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬المسنين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬يتمنون‭ ‬الموت‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭ ‬كل‭ ‬يوم‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬يقول‭ ‬الناشط‭ ‬المدني،‭ ‬بختيار‭ ‬رفيق،‭ ‬‬‮«‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬متهالك‭ ‬ولا‭ ‬ينتمي‭ ‬للعصر،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قطاع‭ ‬المصارف‭ ‬والأسواق‭ ‬المالية‮»‬‭.‬

ويتابع‭: ‬‮«‬بصراحة‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أصلا‭ ‬نظام‭ ‬مصرفي‭ ‬بالمعايير‭ ‬العالمية‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬هنا،‭ ‬ومن‭ ‬يدفع‭ ‬ضريبة‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التخلف‭ ‬والاهتراء‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرهم،‭ ‬هم‭ ‬أبناء‭ ‬الطبقات‭ ‬المعدومة‭ ‬والفقيرة‭.. ‬وما‭ ‬أكثرهم‮»‬‭.‬

ورغم‭ ‬تكرار‭ ‬حدوث‭ ‬حالات‭ ‬مشابهة،‭ ‬فإن‭ ‬الملف‭ ‬يبقى‭ ‬معلقا‭ ‬دون‭ ‬معالجات‭ ‬حقيقية،‭ ‬وفي‭ ‬الأثناء‭ ‬يبقى‭ ‬المتقاعدون‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬وغالبهم‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬المرض،‭ ‬ضحية‭ ‬الإهمال‭ ‬والروتين‭ ‬الحكوميين،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬قوانين‭ ‬وتشريعات‭ ‬خاصة‭ ‬بحمايتهم‭ ‬وتأمين‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬لهم‭.‬

Most Popular

Recent Comments