متحدية الظروف السياسية والاقتصادية المتردية في لبنان أقامت مهرجانات بعلبك الدولية مساء الجمعة سهرة استثنائية بعنوان (شمس لبنان ما يتغيب) راهنت خلالها على المواهب الموسيقية الشابة.
شملت السهرة عشر حفلات مدة كل منها نحو ثماني دقائق في مواقع أثرية غير معروفة على نطاق واسع على امتداد البقاع شرق البلاد أحيتها مواهب لبنانية شابة تسعى إلى الوصول للجمهور والتعريف بموسيقاها.
ورغم تأثير الأوضاع المحلية على هؤلاء الفنانين جاءت أعمالهم بمثابة متنفس للتعبير عما يتطلعون إليه من تغيير وأمل في الحياة.
وقال الموسيقي زياد سحاب إن الدولة اللبنانية “شغلتها الأساس أن تحولنا لناس همهم الوحيد أن يفكروا كيف بدنا ناكل ونشرب وبس.. بينما نحن بدنا نغني ونغير كل واحد من خلال شغله”.
وقال الملحن وعازف الموسيقى زاف الذي قدم أغنية (ليش بدي أبقى) إن أعماله تتخذ شكل موسيقى البوب اللبناني، وتمنى أن يكون هذا المهرجان “فسحة أمل صغيرة لكل شي يحدث من حولنا”.
وأضاف لرويترز “الفنان لا شيء يؤثر فيه إلا ما يحدث بداخله.. وبعلبك اليوم أكبر مثال على الفن اللي بيظل مع مرور الزمن، فرغم كل ما يمر على لبنان فإن بعلبك تقول لك إن الفن اللبناني هو الأمل الوحيد من أجل التغيير”.
وانطلقت الحفلات من معبد فينوس (بعلبك)، وحجر الحبلة لمقلع بعلبك، والطريق الروماني أو البازيليك المدني (بعلبك)، ومعابد نيحا، وقصرنبا، ومجدل عنجر، وعين حرشي، وهي معظمها مواقع غير معروفة من العامة حيث أعلنت مهرجانات بعلبك أنها ساهمت في إعادة اكتشافها بتعاون مع المديرية العامة للآثار.
وتنوعت الموسيقى المقدمة بين الكلاسيك والفولكلور والروك والبوب والإلكترو والهيب هوب، والشرقي لإظهار الثراء الإبداعي للجيل الجديد وتقديم برنامج متناغم.
وشرحت رئيسة مهرجانات بعلبك نايلة دو فريج الطريقة التي اتبعتها إدارة المهرجان هذا العام والتي جاءت مختلفة عن كل السنوات الماضية قائلة “كنا غير قادرين على تنظيم مهرجان عادي، لأننا نعرف أن الظروف الصحية والمالية والاقتصادية والسياسية لا تسمح لنا بذلك”.
وأضافت لرويترز “الفكرة كانت إننا نشجع الشباب، الجيل الجديد الطالع بالموسيقى، وهيدي كانت فكرتنا، في نوعية الموسيقى، كان بدنا نفرجيها، بدنا نفرجي كمان كل هاللبنانيين المميزين بالإبداع ما زالوا عم يغنو وبيألفوا وبيكتبوا ألحان، وبيكتبوا كلمات الأغنية، وبيخترعوا موسيقى جديدة، إن يفرجو فنهم حتى نعطي صورة إيجابية من لبنان للعالم”.
وتابعت قائلة “أكيد الأوضاع التي نعيشها مثل الكابوس ونعرف كم هو صعب الوضع، لكن أحببنا أن نظهر ضو أمل بهالظروف، نحن أملنا إنو ما يتركو لبنان ويكملو مسيرتهم الثقافية، وهناك رسالة تانية إن نقدر نفرجي المعابد الرومانية خارج بعلبك وهم كثر”.
وقد تم تصوير المقاطع الموسيقية عند غروب الشمس خلال شهر يونيو 2021 قبل أسابيع قليلة من حلول الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت.
وعلى مدى 80 دقيقة تولى المخرجون اللبنانيون باسم كريستو وشادي حنا وإيلي رزق وإميل سليلاتي وإنغريد بواب وميشال صليبا وميرنا خياط وروجيه غنطوس وسامر دادانيان إخراج هذه الحفلات.
وأدار الإنتاج اللبناني جي يزبك أما الإنتاج الفني فكان للفنان اللبناني جان لوي مانغي.
وقال المخرج اللبناني شادي حنا لرويترز إن كل فرقة في المهرجان كان لها مخرجها الخاص، ووصف التجربة بأنها “كانت حلوة وانغرمت فيها لأن الموسيقى حلوة ولأنها صورت في القلعة الرومانية”.
أما المخرجة ميرنا خياط فقالت من مدرج بعلبك إن الفنان عندما يأتي إلى بعلبك يصبح عالميا. وأضافت “لبنان اليوم ينزف .. لكننا نريد أن ننزف رقصا وفنا وتصويرا، ولبنان ما بيموت”.