نفذت البحرية التونسية ثلاث عمليات إنقاذ منفصلة يوم الأحد 27 حزيران/يونيو، أنقذت خلالها نحو 180 مهاجرا كانوا في طريقهم إلى السواحل الأوروبية. وزارة الدفاع التونسية أصدرت بيانا أعلنت فيه أن جميع هؤلاء المهاجرين انطلقوا من مدينة زوارة الليبية.
أعلنت وزارة الدفاع التونسية أن وحدات تابعة للبحرية أنقذت أمس الأحد 27 حزيران/يونيو 178 مهاجرا في المتوسط، خلال ثلاث عمليات منفصلة قبالة السواحل الجنوبية للبلاد.
الوزارة أشارت إلى انتشال جثتين لمهاجرين خلال عمليات الإنقاذ.
وجاء في بيان الوزارة “تم في العملية الأولى نقل 102 مهاجرا وجثتين على متن جرّار تابع لمصطبة بترولية بعد غرق مركبهم بالقرب من تاقرماس (جنوب)”.
وأوضحت أن المهاجرين قدموا من مصر وتونس وساحل العاج وسوريا وبنغلادش ونيجيريا ومالي وأثيوبيا، وتراوحت أعمارهم بين 15 و47 عاما وبينهم أربع نساء.
وتم في العملية الثانية إنقاذ 15 مهاجرا جميعهم من بنغلادش، كان قاربهم يعاني من صعوبات ملاحية بالقرب من منطقة الكتف، قبالة سواحل مدينة بن قردان (جنوب). وتراوحت أعمار هؤلاء المهاجرين بين 21 و40 عاما.
ونفذت البحرية التونسية عملية الإنقاذ الثالثة قبالة سواحل بن قردان أيضا، حيث تمت إغاثة 61 مهاجرا من مصر والمغرب والصومال وإريتريا وبنغلادش والسودان وموريتانيا وأثيوبيا واليمن، تراوحت أعمارهم بين 17 و51 عاما.
ووفقا لوزارة الدفاع التونسية، انطلق المهاجرون من مدينة زوارة الليبية ليل الجمعة-السبت، وكانوا يسعون للوصول إلى السواحل الأوروبية.
“لا رغبة للمهاجرين بالبقاء في تونس”
وكانت البحرية التونسية قد أنقذت الخميس الماضي 267 مهاجرا، معظمهم من بنغلادش، كانوا على متن قارب خشبي متوجه إلى أوروبا انطلاقا من ليبيا.
يذكر أن المهاجرين بأغلبهم، ممن يتم إنقاذهم من قبل السلطات التونسية، لا رغبة لديهم بالبقاء على الأراضي التونسية.
رمضان بن عمر، الناطق باسم المنتدى التونسي لحقوق الاقتصادية والاجتماعية، قال لمهاجر نيوز في وقت سابق إن “من يتم إنقاذهم بالمعنى الحرفي، أي قد يكون قاربهم يعاني من صعوبات ملاحية أو هناك خطر حقيقي على أرواحهم. هؤلاء ما من خيارات أخرى أمامهم سوى القبول بالمجيء لتونس، ليعاودوا بعدها محاولات الهجرة إما من هنا أو بالعودة إلى ليبيا، أو ربما يعودوا إلى بلادهم”.
وأضاف “لكن من يتم اعتراضهم وإجبارهم على الرسو في تونس، هؤلاء ما من رغبة لديهم في طلب اللجوء هنا أصلا. من يطلب اللجوء منهم يشعر وكأنه أوقع نفسه في فخ نظرا للظروف العامة التي تمر بها البلاد. يجب الإشارة إلى أن مراكز الاحتجاز في جرجيس، تشهد اكتظاظا شديدا، وبالتالي توترات مستمرة نتيجة الظروف المعيشية السيئة”.
وألمح بن عمر إلى إمكانية قيام البحرية التونسية بتنفيذ عمليات اعتراض لقوارب مهاجرين خارج المياه الإقليمية، “بطلب من الأوروبيين تحديدا. من الممكن أن تكون تونس قد وافقت ضمنيا على لعب ذلك الدور مقابل مساعدات معينة من الاتحاد الأوروبي.
وضم المتحدث باسم المنتدى التونسي صوته إلى باقي الجمعيات والمنظمات غير الحكومية، ومنها الهلال الأحمر، التي حذرت من الاكتظاظ الحاصل حاليا في مراكز الاستقبال جنوب البلاد.
ومنذ مطلع 2021، وصل إلى تونس أكثر من ألف مهاجر، ممن انطلقوا من ليبيا قبل أن يجدوا أنفسهم في المياه الإقليمية التونسية، ليتم إنقاذهم وإحضارهم للبر. وحسب المنظمة الدولية للهجرة، يمثل هذا الرقم ارتفاعا ملحوظا بأعداد المهاجرين المتواجدين في تونس.
وشهدت السواحل الليبية نشاطا متزايدا بحركة قوارب المهاجرين المغادرة إلى أوروبا خلال العامين الماضيين. ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، سُجّلت 11 ألف عملية مغادرة من ليبيا بين كانون الثاني/يناير ونيسان/أبريل 2021، بزيادة قدرها 73% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ويعود ذلك خصوصا إلى “تدهور” وضع الأجانب في هذا البلد الذي يحاول تجاوز عقد من النزاعات.
وأحصت الأمم المتحدة مصرع ما لا يقل عن 760 شخصا في البحر المتوسط بين الأول من كانون الثاني/يناير و31 أيار/مايو 2021، مقابل 1,400 في العام 2020.