دخل مشروع تطوير وترميم معبدي الكرنك والأقصر وطريق المواكب الكبرى (الكباش) مراحله النهائية، وذلك استعدادا لإقامة احتفالية عالمية كبرى بإعادة افتتاح الطريق الذي يحتفظ بمكانة تاريخية كبيرة في الحضارة المصرية القديمة.
وتتأهب الحكومة المصرية لتنظيم احتفال عالمي كبير بافتتاح الطريق بعد تطويره، وإعادة الاحتفال بـ»عيد الأوبت» الفرعوني، على غرار الاحتفال بنقل المومياوات الملكية في القاهرة، والذي جذب أنظار العالم إلى مصر، مؤخرا.
جولة رئيس الوزراء
وأجرى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الثلاثاء، جولة بمحافظة الأقصر لتفقد مشروعات تطوير المناطق الأثرية، ورافقه وزراء السياحة والآثار والتنمية المحلية والإسكان ومصطفى ألهم محافظ الأقصر وعدد من المسؤولين.
وخلال الزيارة تابع رئيس الوزراء ترميم طريق الكباش، ومعبدي الكرنك والأقصر، وأبدى اهتماما خاصا بطريق (المواكب الكبرى) الواصل بين المعبدين.
ويستهدف مشروع التطوير تحويل الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح في العالم، ويربط هذا المتحف بين معبد الكرنك شمالا ومعبد الأقصر جنوبا مرورا بمعبد موت، مع أطلال طبية القديمة الجاري الكشف عنها في منطقة نجع أبو عصبة وطريق المواكب الكبرى (الكباش).
وقال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء هاني يونس في بث مباشر عبر فيسبوك، من الأقصر، إنه سيتم تنظيم احتفالية كبرى لافتتاح طريق الكباش قريبا. ومن المقرر دعوة وسائل إعلام عالمية وشخصيات هامة ومؤثرة دوليا للمشاركة في الاحتفالات.
توجيهات حكومية
وداخل معبد الكرنك تفقد رئيس الوزراء ومرافقوه قاعة الأعمدة الكبرى وأعمال ترميمها التي تستهدف إعادتها للهيئة التي كانت عليها وتوضيح الرسومات والألوان الزاهية لها.
ووجه مدبولي بزيادة أعداد العاملين القائمين بأعمال الترميم والتطوير، ورصد أي ميزانية مطلوبة لها.
وتابع رئيس الوزراء ترميم تمثال تحتمس الثاني المتهدم منذ أكثر من ألف سنة، ومن المتوقع انتهاء ترميمه في أكتوبر القادم.
احتفال خلال 2021
وتوقع مدير معابد الكرنك والمشرف على مشروع إحياء وترميم طريق الكباش الفرعوني، مصطفى الصغير تنظيم الاحتفالية العالمية لإعادة افتتاح طريق الكباش خلال العام الحالي 2021.
وقال الصغير في حديث إن نسبة الإنجاز بالمشروع وصلت 97 بالمئة تقريبا، وتتبقى لمسات نهائية ليكون جاهزا للافتتاح بصورة تليق بعظمة الحضارة المصرية القديمة، مع بدء استقبال الأفواج السياحية.
ومن المقرر أن يكون لإحياء «عيد الأوبت» الفرعوني، موقعا متميزا ضمن احتفالات افتتاح طريق الكباش الذي كان يشهد قديما جانبا من مراسم عيد الأوبت.
وقال مدير مشروع تطوير طريق الكباش إن رئيس الوزراء عاين طقوس عيد الأوبت المحفورة على جدران البهو العظيم في معبد الأقصر، وتبدأ تلك الطقوس بمواكب من معبد الكرنك وحمل مراكب لثالوث طيبة المقدس «آمون وموت وخونسو» عبر النيل وصولا إلى معبد الأقصر، وفي طريق العودة كانت تلك المواكب المقدسة تمر عبر طريق الكباش.
ولفت مصطفى الصغير إلى أن رئيس الوزراء وجه بأن يتضمن افتتاح طريق الكباش احتفال بإعادة إحياء عيد الأوبت في محاكاة للاحتفالات الفرعونية المبهرة، لكن بصورة عصرية وبديعة، وذلك من أجل لفت أنظار العالم لمصر على غرار احتفال المومياوات الملكية.
طريق المواكب الكبرى
ويقول الباحث في علم المصريات، محمود خوفو، إن اهتمام الدولة بتطوير الطريق الأثري الذي كانت تمر خلاله المواكب المقدسة في عيد الأوبت السنوي، سيعيد لمدينة الأقصر موقعها على خارطة السياحة الأثرية في العالم.
ويكشف الباحث في علم المصريات أن تاريخ ودراسة معبد الكرنك معقدة، لأن كل ملك فرعوني كانت له بصمة على المعبد لينال بها رضا كهنة الإله آمون، ويسجل ذلك على الجدران والأعمدة.
الاحتفاء بالنيل
وأكمل الباحث الأثري قائلا إن احتفالات إحياء عيد الأوبت، مرتبطة بنهر النيل، الذي كان يقدسه المصريون القدماء من منظور عقائدي باعتباره أساس الحياة».
ويوضح الباحث محمود خوفو أن معظم احتفالات المصريين القدماء المرتبطة بالنيل كانت تتميز بالبهجة وحب الحياة وتقديس النيل، ولا ينبغي أن يكون النيل اليوم مصدرا للقلق على المستقبل وسط ما يتعرض له من تحديات، فمصر قادرة على مواجهتها وردعها.