كشف الدكتور أحمد المنظرى المدير الاقليمى لشرق المتوسط، خلال مؤتمر صحفى حول مستجدات فيروس كورونا، إننا نعمل على الوصول إلى فهم أفضل لتحوُّرات كورونا، إلا أنه لا يمكننا القيام بذلك دون توفرالقدرالكافي من المعلومات المتعمقة حول كيفية انتشار الفيروس.
وأضاف، لا نستطيع القول انه سننتهى من هذا الوباء خلال عام ولكن يجب إتباع تدابيرالصحة العامة، ويرتبط الفيروس بالإجراءات الوقائية المعروفة والتى أثبتت نجاحها فى مختلف الدول، وكلما شاركنا فى التوزيع العادل للقاحات سنتمكن التقليل من انتشار الفيروس ومنع حدوث التحوررات، التى أصبحت منتشرة .
وقال، نحثّ جميع البلدان على تعزيز القدرة على تحديد التسلسل الجيني للفيروس وتبادل البيانات، لأنه كلما عرفنا المزيد عن الفيروس وتأثير سلالاته المختلفة، تمكنا، بشكل أفضل، من تكييف استجابتنا لهزيمته والقضاء عليه، ومنظمة الصحة العالمية مستعدة بالطبع للاضطلاع بالدورالمنوط بها فيما يتعلق بدعم جمع البيانات، وتحليلها، وتبادلها، وإدارتها.
واضاف، لا تزال اللقاحات لا تُوزَّع توزيعًا عادلًا ومنصفًا حتى الآن، مما يتيح لفيروس كورونا الفرصة لمواصلة الانتشار والتحور، ولذلك نعمل جاهدين لضمان حصول جميع البلدان في إقليمنا على ما يكفي من اللقاحات حتى يُمكنها حماية الفئات السكانية الأكثر ضعفًا وعرضةً للخطر، وغيرهم.
ولا تزال هناك حاجة إلى أكثر من 500 مليون جرعة لتلقيح 40% على الأقل من سكان كل بلد من بلدان إقليم شرق المتوسط بحلول نهاية هذا العام. غير أننا لا نزال شديدي البُعد عن بلوغ هذا الهدف. ولهذا السبب، ينبغي لجميع البلدان رصد عملية طرح اللقاحات وتبادل الخبرات فيما بينها حتى يتسنى لنا اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي للتحديات الخاصة بإمدادات اللقاحات والتردد في أخذها.
وعلاوة على ذلك، يزداد الوضع خطورة في عدد من البلدان التي تواجه حالات طوارئ إنسانية حيث يعيش الناس بالفعل في ظل ظروف بالغة الصعوبة، ومع ذلك فإنهم بحاجة إلى الحماية مثلهم مثل أي شخص آخر.
ولا بد أن تقوم البلدان ذات الدخل المرتفع بتمويل شراء اللقاحات من خلال مرفق «كوفاكس»، وبتقاسم اللقاحات مع البلدان ذات الدخل المنخفض، ومن الجدير بالذكر أن اللقاحات وحدها لن تنهي الجائحة، ولكنها ستنقذ الأرواح، وهذا هو المطلوب حاليًا في كثير من بلدان إقليمنا.
وأخيرًا، فإن بلدان الإقليم لا تُطبِّق تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية تطبيقًا صارمًا ومتسقًا في ظل ضعف الالتزام بهذه التدابير بين عامة الناس.
كيف يمكننا كأفراد حماية أنفسنا؟
يحتاج الأشخاص الذين تم تلقيحهم إلى مواصلة الالتزام بارتداء الكمامة، والتباعد البدني، وغير ذلك من التدابير، كما ينبغي للذين لم يتم تلقيحهم بعدُ أن يأخذوا اللقاح في أقرب وقت ممكن من أجل إضافة طبقة أخرى من الحماية ضد فيروس كوفيد-19 وتحوُّراته، ومنها تحوُّر دلتا.
وعقب مرور أكثر من 18 شهرًا على بداية هذه الجائحة، نحتاج أيضًا إلى أن نبدأ في التفكير في الإجراءات التي ينبغي اتخاذها على المديين المتوسط والطويل حتى نضمن أننا لن نجد أنفسنا أبداً عرضة للخطر مرة أخرى: فلا بد من تعزيز القدرات الوطنية في مجالات ترصُّد الأمراض، وعلم المختبرات، والتدبير العلاجي السريري، والمشاركة المجتمعية وغيرها من المجالات. والأهم من ذلك أننا نحتاج إلى النهوض بالقدرة على إجراء تسلسل الجينوم وإنتاج الأكسجين على المستوى الوطني، وإلى بناء القدرات الإقليمية لإنتاج اللقاحات. وتمنح منظمة الصحة العالمية حاليًا أولوية قصوى لهذه القضايا.
ويتطلب كل هذا أن نعمل سويًا للاستفادة من خبراتنا وتجاربنا، ولتعظيم الاستفادة من مواردنا الجماعية. فإن إقليمنا غني بالموارد البشرية، والمعرفة، والقدرات البحثية.
وعلى الرغم من الدروس المستفادة طوال فترة الجائحة – التي تتمثل في أن فيروس كوفيد-19 لا يمكن التغلب عليه إلا من خلال التعاون والتضامن والتنسيق بين البلدان والمجتمعات على حدٍ سواء – فإننا نشهد الآن تحولًا مقلقًا للغاية في مسار الأحداث، فقد أصبح تسييس عمليات طرح اللقاحات أكثر وضوحًا مما كان عليه من قبل.
لقد حان الوقت لتنحية السياسة جانبًا لصالح البشرية. فلن ننجح حتى تتوفر الحماية للجميع بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق أو الموقع الجغرافي أو الانتماء السياسي. إننا نواجه هذه الأزمة معًا، ولن نستطيع أن نخرج منها إلا بتكاتفنا معًا.
وقال، إن اللقاح بمختلف أنواع تمكنت من انتاجه البشرية خلال عام واحد فقط، وهو لقاح آمن ويجب نشر هذه المعلومة ومامونيته، والأعراض الجانبية قليلة واللقاح ليس لانهاء الوباء، وما ندعو اليه حاليا هو انقاذ الأوراح، خلال الشهور القادمة، واتباع الاجراءات الوقائية العامة وتقليل انتشار الفيروس والتحورات، ونحن مقبلون على موسم الحج، والاجازات الصيفية وكما حدث العام الماضى حيث تزداد حركة تنقلات الاشخاص وهناك تراخى لتطبيق هذه الاجراءات، لذلك لابد القرارات التى تتخذها الدول لا تاخذها عبثا، لذلك علينا الوقوف مع السلطات الصحية.