الرئيسيةالهجرةإطلاق نار ومناورة في البحر المتوسط.. فيديو يوثق اعتراض خفر السواحل الليبي...

إطلاق نار ومناورة في البحر المتوسط.. فيديو يوثق اعتراض خفر السواحل الليبي لقارب مهاجرين

إطلاق للرصاص الحي، مناورة عنيفة، ومحاولة سحب قارب عنوة.. تفاصيل مما واجهه 45 مهاجرا أثناء محاولتهم الفرار من ليبيا باتجاه السواحل الأوروبية عبر البحر المتوسط، يوم الأربعاء الماضي. منظمة ألمانية وثقت اعتراض خفر السواحل الليبي للمهاجرين في فيديو التقطته من طائرة “سي بيرد” الاستطلاعية التي كانت تحوم قرب موقع الحدث.

في 30 حزيران/يونيو، اعترضت قوات خفر السواحل الليبي قارب مهاجرين كان يبحر على بعد 35 ميلا بحريا من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. ولمنع المهاجرين من إكمال طريقهم، لم يتردد العناصر الليبيون بمطاردة القارب وحتى إطلاق النار.

المشهد الذي وثقته منظمة “سي ووتش” الألمانية غير الحكومية في فيديو، يظهر فيه مركب خفر السواحل الليبي وهو يقترب من قارب المهاجرين الخشبي، ويطلق النار باتجاههم معرضا حياتهم للخطر.

“نعم إنهم يطلقون النار”، يقولها أحد أفراد المنظمة غير الحكومية الذين كانوا على متن طائرة “سي بيرد” الاستطلاعية، وحاولت المنظمة توجيه نداءات عبر الراديو لخفر السواحل الليبي بعدم إطلاق الرصاص، “لا تطلقوا النار.. ابتعدوا عن القارب.. ما تفعلونه في غاية الخطر”.

رد خفر السواحل الليبي بلغة إنكليزية ركيكة بأنهم يحاولون إنقاذ المهاجرين، بحسب المنظمة.

وأوضحت “سي ووتش” لمهاجر نيوز أنه “بعد هذه المحاولات الفاشلة، ربط خفر السواحل الليبي حبلا طويلا بمحركهم وثبتوا عليه عوامة”. ودار المركب حول المهاجرين لعدة دقائق في محاولة لالتقاط القارب. كما كان المركب يبحر بسرعة ويقترب من القارب، وظهر في الفيديو عناصر من خفر السواحل وهم يرمون أشياء على المهاجرين.

“ما حدث هذه المرة كان أكثر وحشية. كان عنيفا. لم نشهده من قبل”

فشلت محاولات خفر السواحل الليبي باعتراض القارب، ووصل المهاجرون أخيرا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في وقت لاحق من تلك الليلة.

“في وسط البحر الأبيض المتوسط​، ليس إطلاق الذخيرة الحية على المهاجرين أمرا جديدا” بحسب ما أوضحه العضو في المنظمة فيليكس فايس. وأشار إلى أنه في عام 2019، “شهدنا حدثا مشابها”، موضحا أن السلطات الليبية حاولت اعتراض قارب بعنف “لكن ما حدث هذه المرة كان أكثر وحشية. كان عنيفا. لم نشهده من قبل”.

وجرت عملية الاعتراض في المياه الإقليمية، ضمن منطقة البحث والإنقاذ التابعة لسلطات مالطا. وقالت المنظمة الإنسانية إنها حاولت التواصل مع مركز تنسيق الإنقاذ في مالطا (MRCC) دون جدوى.

الناطق الرسمي برئاسة أركان القوات البحرية الليبية نشر أمس الخميس، بيانا ورد فيه أن “رئاسة جهاز حرس السواحل وأمن الموانئ تدين أي تصرفات أو أفعال تخالف المعايير والقوانين المحلية والدولية”.

تمويل أوروبي لخفر السواحل الليبي

مركب خفر السواحل الليبي الذي نفذ عملية الاعتراض، يحمل اسم “رأس جدير”، وهو أحد الزوارق الممولة من الاتحاد الأوروبي ضمن استراتيجيته “لمكافحة الهجرة غير الشرعية” عبر البحر المتوسط.

تعمل إيطاليا أيضا على تدريب وتجهيز وتمويل وتنسيق عمليات خفر السواحل الليبي بشكل مباشر، خاصة بعد اتفاق عقدته مع ليبيا منذ شباط/فبراير 2017 يهدف إلى منع المهاجرين من الوصول إلى القارة الأوروبية وإعادة المهاجرين إلى ليبيا. ونتج عن ذلك خفض عدد الوافدين إلى الساحل الجنوبي لإيطاليا بشكل كبير.

وذلك يعني أن في منطقة البحث والإنقاذ وسط البحر المتوسط، يمكن لخفر السواحل الإيطالي والمالطي تنسيق عمليات “إنقاذ” المهاجرين مع خفر السواحل الليبي، لا سيما في المجال البحري الذي لا يقع تحت سلطة الدولتين الأوروبيتين.

في تموز/يوليو 2018، وقعت حكومة إيطاليا السابقة بقيادة حزب الرابطة الذي يرأسه ماتيو سالفيني، اتفاقية مع ليبيا تنص على “تسليم 5 ملايين يورو إلى ليبيا للحد من الهجرة إلى أوروبا عن طريق إيقاف القوارب”. وشملت الصفقة مجموعة جديدة من زوارق الدورية لخفر السواحل الليبي إلى جانب برامج للتدريب العسكري.

تنديد بإعادة المهاجرين إلى ليبيا

بعدما يعترض خفر السواحل الليبي قوارب الهجرة غير الشرعية، تقتاد السلطات المهاجرين وتضعهم في مراكز احتجاز تثير جدلا بين الأوساط الحقوقية.

منذ حوالي 10 أيام، أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” عن تعليق أنشطتها في مركزي احتجاز في طرابلس، احتجاجا على أعمال العنف و”الأذى الجسيم” الذي يتعرض له اللاجئون هناك. وفي وقت سابق أكدت رئيسة بعثة المنظمة الدولية في ليبيا لمهاجرنيوز، وجود حوالي 4800 مهاجر في مراكز الاحتجاز الليبية.

وتندد الجهات الحقوقية بـ”سياسة الحدود المغلقة” التي تنتهجها أوروبا، وتشدد المنظمة الدولية للهجرة على أن ليبيا ليست ميناء آمنا للمهاجرين، ولا يجب إعادة المهاجرين إليها.

فيما تستمر رحلات المهاجرين التي تنطلق من السواحل الليبية، توفي 675 شخصا منذ بداية العام الحالي أثناء محاولتهم عبور المتوسط، وفقا لأرقام المنظمة الدولية الهجرة. وأعاد خفر السواحل الليبي أكثر من 13 ألف شخص إلى ليبيا هذا العام.

 

Most Popular

Recent Comments