الرئيسيةالهجرةالإرهاب في فرنسا.. وزير الداخلية يطالب بسحب إقامات لجوء أكثر من 145...

الإرهاب في فرنسا.. وزير الداخلية يطالب بسحب إقامات لجوء أكثر من 145 شخصا من المتطرفين

ضمن‭ ‬تشديدات‭ ‬الدولة‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬جيرالد‭ ‬دارمانان،‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مسبوق‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬طلبت‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬‮«‬الأوفبرا‮»‬‭ ‬سحب‭ ‬إقامات‭ ‬اللجوء‭ ‬لـ147‭ ‬شخصا‭ ‬لديهم‭ ‬توجهات‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالتطرف،‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية‭.‬

طالب‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفرنسية‭ ‬جيرالد‭ ‬دارمانان‭ ‬بسحب‭ ‬صفة‭ ‬اللجوء‭ ‬من‭ ‬147‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬المتطرفين،‭ ‬يشتبه‭ ‬بارتكابهم‭ ‬أعمال‭ ‬تخل‭ ‬بالنظام‭ ‬العام‭.‬

وأوضح‭ ‬دارمانان‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬6‭ ‬أيار‭/‬مايو،‭ ‬خلال‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬لوفيغارو‮»‬‭ ‬الفرنسية،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬طلبت‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬حماية‭ ‬اللاجئين‭ ‬وعديمي‭ ‬الجنسية‭ (‬أوفبرا‭) ‬إلغاء‭ ‬تصاريح‭ ‬إقامة‭ ‬اللجوء‭ ‬‮«‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعارضون‭ ‬قيم‭ ‬الجمهورية‮»‬‭.‬

وأكدت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لوكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الفرنسية‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬ركزت‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬إسقاط‭ ‬الحماية‭ ‬عن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬ارتكبوا‭ ‬أفعالا‭ ‬جديرة‭ ‬بالاستنكار،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالتطرف‭ ‬أو‭ ‬بالنظام‭ ‬العام‮»‬‭.‬

وشددت‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تتحلّ‭ ‬‮«‬بالمرونة‭ ‬بشأن‭ ‬مسائل‭ ‬النظام‭ ‬العام‮»‬،‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬ترحيل‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬المراقبة‭ ‬الحكومية‭ ‬والتقارير‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمكافحة‭ ‬الإرهاب‭.‬

وتواجه‭ ‬إشكالية‭ ‬ترحيل‭ ‬المهاجرين‭ ‬المسجلين‭ ‬على‭ ‬القائمة‭ ‬‮«‬إس‮»‬‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬بعض‭ ‬الصعوبات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬رفض‭ ‬البلد‭ ‬الأصلي‭ ‬الاعتراف‭ ‬برعاياه‭ ‬المتهمين‭ ‬بالإرهاب‭ ‬خارج‭ ‬أراضيه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬رفض‭ ‬استقبالهم‭.‬

وحددت‭ ‬الوزارة‭ ‬قائمة‭ ‬ضمت‭ ‬231‭ ‬شخصا‭ ‬تم‭ ‬وضعهم‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الاحتجاز‭ ‬قبل‭ ‬ترحيلهم‭ ‬إلى‭ ‬بلادهم،‭ ‬لكنها‭ ‬أشارت‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬صعوبة‭ ‬تنفيذ‭ ‬عمليات‭ ‬الترحيل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إجراءات‭ ‬إغلاق‭ ‬الحدود‭ ‬المرتبطة‭ ‬بجائحة‭ ‬كورونا‭.‬

مواقف‭ ‬حكومية‭ ‬صارمة

وذكر‭ ‬دارمانان‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬لوفيغارو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬حوالي‭ ‬ألف‭ ‬أجنبي‭ ‬متواجد‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬شرعي‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفرنسية،‭ ‬يظهرون‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمكافحة‭ ‬الإرهاب‭.‬

لكن‭ ‬الرقم‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬عنه‭ ‬الوزير‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬أجنبي‭ ‬يقيمون‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفرنسية‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني،‭ ‬ولديهم‭ ‬توجهات‭ ‬متطرفة،‭ ‬بينهم‭ ‬25%‭ ‬من‭ ‬الجزائريين‭ ‬و20‭% ‬من‭ ‬المغاربة‭ ‬و15‭% ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬و12‭% ‬من‭ ‬الروس‭.‬

وطالب‭ ‬بسحب‭ ‬تصاريح‭ ‬الإقامة‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬بالفعل‭ ‬إلغاء‭ ‬إقامة‭ ‬200‭ ‬شخص‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الستة‭ ‬الماضية‭ ‬،‭ ‬‮«‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬قياسي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله‭.‬

وفي‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬كان‭ ‬دارمانان‭ ‬قد‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬مسؤولي‭ ‬الشرطة‭ ‬المحليين‭ ‬إصدار‭ ‬أوامر‭ ‬بطرد‭ ‬231‭ ‬أجنبيا‭ ‬للاشتباه‭ ‬في‭ ‬تبنيهم‭ ‬فكرا‭ ‬دينيا‭ ‬متطرفا،‭ ‬إثر‭ ‬قيام‭ ‬لاجئ‭ ‬روسي‭ ‬متطرف‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬شيشاني‭ ‬بقطع‭ ‬رأس‭ ‬أحد‭ ‬المعلمين‭ ‬بالضاحية‭ ‬الغربية‭ ‬للعاصمة‭ ‬الفرنسية‭ ‬باريس‭. ‬وكان‭ ‬أستاذ‭ ‬التاريخ‭ ‬صامويل‭ ‬باتي‭ ‬قد‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬تلاميذه‭ ‬صور‭ ‬كاريكاتير‭ ‬للنبي‭ ‬محمد‭ ‬خلال‭ ‬حصة‭ ‬مدرسية‭ ‬عن‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭.‬

ويتعرض‭ ‬الرئيس‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬للضغط‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬المحافظة‭ ‬واليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬تجاه‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬يشتبه‭ ‬بارتكابهم‭ ‬جرائم‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬أو‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتبنون‭ ‬فكرا‭ ‬إسلاميا‭ ‬متطرفا‭.‬

سحب‭ ‬إقامات‭ ‬اللجوء‭ ‬ليس‭ ‬ضمن‭ ‬صلاحيات‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية

التصريحات‭ ‬الأخيرة‭ ‬للوزير‭ ‬الفرنسي‭ ‬أثارت‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬الناشطين‭ ‬والمنظمات‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬حقوق‭ ‬اللاجئين‭.‬

وأشار‭ ‬القانوني‭ ‬بول‭ ‬شيرون،‭ ‬العضو‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬لاسيماد‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬اللاجئين،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لا‭ ‬يحق‭ ‬لها‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬بسحب‭ ‬إقامات‭ ‬لجوء‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬صلاحياتها‭.‬

وقال‭ ‬شيرون‭ ‬‮«‬الوزارة‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬هذه‭ ‬الصلاحية،‭ ‬فقط‭ ‬الأوفبرا‭ (‬مكتب‭ ‬حماية‭ ‬اللاجئين‭) ‬هو‭ ‬من‭ ‬يستطيع‭ ‬ذلك‮»‬‭. ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬سحب‭ ‬‮«‬وضعية‮»‬‭ ‬اللجوء‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬ما،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إلغاء‭ ‬‮«‬صفة‮»‬‭ ‬اللاجئ‭ ‬عنه،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬عمليات‭ ‬الطرد‭ ‬هذه‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬وتنتهك‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وأثمن‭ ‬قيمنا‮»‬‭.‬

ووفقا‭ ‬لاتفاقية‭ ‬1951‭ ‬بشأن‭ ‬اللاجئين،‭ ‬يُعرّف‭ ‬اللاجئ‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬”يوجد‭ ‬خارج‭ ‬دولة‭ ‬جنسيته‭ ‬بسبب‭ ‬تخوف‭ ‬مبرر‭ ‬من‭ ‬التعرض‭ ‬للاضطهاد‭ ‬لأسباب‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬عرقه‭ ‬أو‭ ‬دينه‭ ‬أو‭ ‬جنسيته‭ ‬أو‭ ‬انتمائه‭ ‬لفئة‭ ‬اجتماعية‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬آرائه‭ ‬السياسية‮»‬‭.‬

Most Popular

Recent Comments