أحد أشهر مهربي البشر الإثيوبيين بات بقبضة سلطات أديس أبابا، بعد أن تعرف أحد ضحاياه السابقين على شريكه في الشارع. المهرب كان يعرف باسم “وليد”، وكان يمارس أنشطته في مدينة بني وليد الليبية، حيث احتجز وابتز الآلاف من المهاجرين الأفارقة للحصول على الأموال من ذويهم.
“وليد”، اسم معروف إلى حد كبير في صفوف المهاجرين الأفارقة في ليبيا، خاصة أولئك الذين كانوا مجبرين على المرور بمدينة بني وليد.
تويلدي غويتوم، إثيوبي الجنسية، وهو الاسم الحقيقي لـ”وليد”، يعتبر من أشهر مهربي البشر في شمال أفريقيا، وكان ناشطا للغاية في ليبيا بين عامي 2014 و2018، حيث يتهم بالتنفّع من أنشطة الإتجار بالبشر هناك وابتزاز المهاجرين ممن يقعون تحت سطوته.
ألقت السلطات الإثيوبية القبض على غويتوم في آذار\مارس 2020، بعد شهر من اعتقال أحد شركائه، حيث يواجهان القضاء بخمس تهم تتعلق بالتهريب والإتجار بالبشر.
وتشارك الرجلان بإدارة مجمّع في مدينة بني وليد، حيث احتجزا الآلاف من المهاجرين بهدف ابتزازهم للحصول على فدية، وفقا للعشرات من الشهادات التي تقدم بها مهاجرون سابقون تعرفوا على الشخصيتين..
أحد الضحايا تعرف على شريك “وليد” في الشارع
وتمكنت الشرطة من القبض على شريك “وليد” بعد أن تعرف عليه أحد ضحاياه السابقين في إثيوبيا، ممن استفادوا من برنامج العودة الطوعية. وكان الضحية قد التقى بشريك “وليد” في الشارع، وأبلغ عنه مباشرة.
لكن الرجل تمكن من الهرب في منتصف شباط\فبراير الماضي، قبيل جلسة النطق بالحكم بحقه، فتمت إدانته غيابيا بثماني تهم.
ناشطون إثيوبيون وإريتريون أبدوا مخاوفهم من قلة الاهتمام الدولي بمحاكمة هذين الشخصين، التي جرت بعيدا عن حضور مراقبين حقوقيين أو جهات مستقلة. كما أن المحكمة لم تسمح بأخذ شهادات الأشخاص المتضررين منهما عن بعد، ما حرم معظم ضحاياهما المتواجدين في أوروبا من الإدلاء بشهاداتهم.
ووصف بعضهم “وليد” بأنه “أحد أكثر مهربي البشر وحشية، [و] ارتكب جرائم لا يمكن تصورها ضد اللاجئين”. وأعربوا عن أملهم في أن يمثل هذا الحكم رسالة لا لبس فيها موجهة للمتاجرين الآخرين.
وأبدى الناشطون خشيتهم من أن يتمكن وليد من الهرب من السجن، مثل شريكه.
مخاوف من فرار “وليد” من إثيوبيا
قال أحد المهاجرين الإريتريين ممن وقعوا ضحية وليد وشريكه لصحيفة الغارديان البريطانية، إنه تم احتجازه من قبل تلك العصابة لمدة ستة أشهر، وأجبر على دفع 3600 دولار (2600 جنيه إسترليني) كفدية، وأضاف “من الأفضل أن تحيله المحكمة إلى أوروبا… بما أنه يمتلك المال، فمن السهل [له] أن يدفع [مخرجه]. لهذا السبب يخاف معظمنا. يمكنه الفرار من إثيوبيا”.
شهود إثيوبيين، ممن أدلوا بما لديهم بتلك القضية، قالوا إنهم خائفين على حياتهم لكنهم يريدون تحقيق العدالة. كثير منهم قالوا إنهم سافروا إلى ليبيا بعد تلقيهم وعودا بأنهم سيصلون إلى أوروبا بسرعة مقابل رسوم متفق عليها. لكن بمجرد وصولهم إلى هناك، ارتفعت الأسعار ووجدوا أنفسهم محتجزين في مستودعات لمدة 18 شهرًا.
وحسب شهاداتهم، كانوا يضطرون للاتصال بأسرهم بشكل شبه يومي، الذين كانوا يحولون آلاف اليوروهات إلى “وليد” أو شريكه من أجل إنقاذ حياتهم. وكلما طالت مدة تأمين الأموال، ازداد تعرضهم للإيذاء والضرب. بعض الشهادات أوردت أن هناك أشخاص قتلوا بسبب التعذيب أو ماتوا بسبب الإهمال الطبي.
قال رجل شهد في المحكمة “كنت على وشك أن أفقد عقلي”. حاول صديقي شنق نفسه. كنا يائسين ومحاطين بالخرسانة والقناصة”. في حين أورد آخر أن العصابة كانت تجبرهم على لعب مباريات كرة القدم ضد بعضهم البعض، وكانوا يطلقون النار على اللاعبين الذين يخطئون في الأهداف.