تراجع معدل المواليد في الولايات المتحدة بنسبة 4 بالمئة العام الماضي، في أكبر انخفاض بعام واحد منذ ما يقرب من 50 عاما، وفق تقرير حكومي صدر الأربعاء عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها «سي دي سي».
وتراجع معدل الولادات بين الأمهات من الأعراق كافة إلى حوالي 56 ولادة لكل ألف امرأة في سن الإنجاب، وهي أدنى نقطة منذ أن بدأ مسؤولو الصحة الفدرالية في تتبعه منذ أكثر من قرن مضى، ويقارب نحو نصف ما كان عليه في أوائل الستينيات.
ويُظهر عدد المواليد بين النساء الأصغر سنا تراجعا منذ سنوات، إذ لجأت العديد من النساء إلى تأجيل مرحلة الأمومة وباتت لديهن أسر أصغر.
وقال برادي هاملتون المؤلف الرئيسي لتقرير «سي دي سي»، إن «حقيقة مشاهدة انخفاض في المواليد، حتى بالنسبة للأمهات الأكبر سنا، أمر مذهل للغاية».
ويستند تقرير «سي دي سي» إلى مراجعة أكثر من 99 بالمئة من شهادات الميلاد الصادرة العام الماضي، ويعكس النتائج التي توصل إليها تحليل لوكالة «أسوشييتد برس» لبيانات عام 2020 من 25 ولاية، وأظهرت أن المواليد قد انخفضت أثناء جائحة «كوفيد 19».
ويقول الخبراء إن الجائحة ساهمت، بلا شك، في الانخفاض الكبير خلال العام الماضي، ومن المحتمل أن القلق من الجائحة وتأثيرها على الاقتصاد دفع العديد من الأزواج للاعتقاد أن إنجاب طفل في ذلك الوقت كان فكرة سيئة.
لكن العديد من حالات الحمل لعام 2020 بدأت قبل انتشار الفيروس في الولايات المتحدة بفترة طويلة.
وقال هاملتون إن باحثي «سي دي سي» يعملون على إعداد تقرير متابعة، من أجل تحليل أفضل لكيفية حدوث التراجع.
وأظهر التقرير أن حوالي 3.6 مليون طفل ولدوا في الولايات المتحدة العام الماضي، انخفاضا من حوالي 3.75 مليون عام 2019، علما أنها سجلت عام 2007 نحو 4.3 مليون ولادة.
وتراجع معدل المواليد في فئة النساء العمرية من 15 إلى 19 عاما، بنسبة 8 بالمئة عن عام 2019، وهو ينخفض كل عام تقريبا منذ عام 1991.
وكانت الولايات المتحدة ذات يوم، من بين عدد قليل من البلدان المتقدمة التي لديها معدل خصوبة يضمن لكل جيل أن يكون لديه عدد كاف من الأطفال يحل محله.
ومنذ حوالي 12 عاما، كان المعدل 2.1 طفل لكل امرأة أميركية، لكنه ظل يتراجع حتى انخفض العام الماضي إلى حوالي 1.6، وهو الأدنى على الإطلاق.