عائشة، فتاة من ساحل العاج، وُجدت على متن قارب المهاجرين الذي عُثر عليه في 26 نيسان/أبريل، بعد أن أمضت 22 يوماً في المحيط قبالة جزر الكناري. وكانت واحدة من ثلاثة ناجين، من بين 59 مهاجراً صعدوا على متن القارب قبل انطلاقه.
في 26 نيسان/ أبريل، رصدت طائرة تابعة للجيش الإسباني قارب مهاجرين تائها في البحر، على بعد 500 كيلومتر جنوب «إل هييرو»، وهي جزيرة صغيرة في أرخبيل الكناري الإسباني. تم العثور على ثلاثة ناجين فقط من بين 59 مهاجراً كانوا على متنه. نُقل الناجون إلى مستشفى في «تينيريفي»، وكان من بينهم عائشة، فتاة من ساحل العاج تبلغ 17 عاما.
كانت الفتاة توجهت إلى موريتانيا للصعود على متن القارب، من دون أن تعلم أنها ستواجه محنة لمدة 22 يوما في المحيط، وتقضي معظمها من دون طعام أو ماء.
بعد استعادتها عافيتها، تحدثت عائشة إلى الـ «بي بي سي».
قالت في مقطع الفيديو: «بعد يومين على متن القارب، لم يعد هناك ماء، ولا طعام، وفي اليوم الرابع، لم يعد هناك وقود للمحرك».
وأضافت باكية «كان هناك رجال لم يتمكنوا من النهوض حتى، كانوا يصرخون من العطش. أخذنا أحذية رياضية، وسكبنا فيها من مياه البحر حتى يشربوا».
لقي 56 شخصا مصرعهم في هذه المأساة، وهي أكبر حصيلة وفيات تُسجل على الإطلاق قبالة جزر الكناري، إحدى الوجهات الرئيسية للمهاجرين القادمين من أفريقيا.
وتتابع عائشة «في البداية، كنا نتلو الصلوات»، لكن مع الوقت ومع ازدياد الوفيات على متن القارب، «لم تعد لدينا الطاقة لتلاوة الصلوات، ولا لرفع الجثث وإلقائها في المياه».
تم اكتشاف الناجين الثلاثة وهم يعانون من وضع صحي متدهور بسبب الجفاف. وقال خوان كارلوس سيرانو، أحد افراد طاقم المروحية التي أنقذتهم، لوكالة فرانس برس، «كانوا ضعفاء جدا لدرجة أننا اضطررنا لمساعدتهم على الوقوف».
في العام الماضي، لقي 1851 شخصا حتفهم على طريق الهجرة هذا، وفقا لمنظمة «كاميناندو فرونتيراس» غير الحكومية، التي تراقب تدفق المهاجرين.