أمرت النيابة العامة المصرية، بحبس المتهم بتصوير فتاة دون موافقتها في مطار القاهرة الدولي، 4 أيام على ذمة التحقيق، وتقديمه للمحاكمة الجنائية.
وأوضحت النيابة في بيان، أنها رصدت مقطعا مصورا نشرته فتاة بموقع للتواصل الاجتماعي، تتحدث فيه عن الضرر الذي تعرضت له على يد شخص صورها “على نحو نال من حرمتها”، مضيفة أنها تلقت بلاغا من الفتاة ضد موظف بميناء القاهرة الجوي لتصويرها خلسة أثناء إنهائها إجراءات وصولها بالميناء.
وأكدت الضحية أنها بمجرد أن تبينت قيام المتهم بتصويرها خلسة، أبلغت ذويها الذين كانوا معها فواجهوا المتهم بفعله وأبلغوا السلطات الأمنية بالواقعة.
وأضافت النيابة العامة المصرية، أنها باطلاعها على هاتف المتهم آنذاك، رأت صورتين لها صورهما المتهم، وصورا لأخريات على هاتفه المحمول بذات الطريقة.
وأضافت النيابة أنها ضبطت المتهم والجريمة متلبسا بها، فاستجوبته “فيما هو منسوب إليه من تعرضه للمجني عليها في مكان عام بالتقاط صورتين لها بهاتفه المحمول دون رضاها، تظهر فيهما مواضع من جسدها بقصد الحصول على منفعة ذات طبيعة جنسية، فأنكر وادعى التقاطه الصور رغبةً في توثيق الزحام الذي كانت فيه المجني عليها لعرضه على رؤسائه”.
وكانت النيابة قد اطلعت على محتوى هاتف المتهم “فشاهدت صورتي المجني عليها على نحو ما شهدت به في التحقيقات، وصورا لأخريات ملتقطة بذات الطريقة، فواجهته بها فأقر بالتقاطه صور المجني عليها، وادعى عدم علمه بكيفية وجود باقي الصور بهاتفه”.
وأكدت تحريات جهة البحث -كما جاء على لسان مُجريها في التحقيقات- التقاط المتهم بهاتفه المحمول خلسة “صورا لمواطن عفة المجني عليها وصورا لأخريات بذات الطريقة، وذلك بمنطقة لا تغطيها آلات المراقبة بالميناء، وأن مهامَ عمله لا تجيز له التصوير داخل الميناء”.
وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وتقديمه، الأربعاء، للمحاكمة الجنائية.
وكانت المدونة المصرية بسمة بشاي قد نشرت فيديو على حسابها الشخصي على تطبيق إنستغرام، لواقعة تحرش أثناء عودتها من بيروت إلى مطار القاهرة، وأثناء الحصول على حقائبها الخاصة بعد أن رأت أحد العاملين يقوم بتصويرها من الخلف.
وأوضحت بشاي في وقت سابق، تفاصيل ما حدث، قائلة: “ذهبت للمنزل قرب الساعة الثانية صباحا بعد عمل التحقيقات الأولية، وفي الحادية عشر تقريبا صباح اليوم التالي ذهبنا للنيابة، ولم أر المتهم طوال نحو 8 ساعات كنت متواجدة خلالها هناك”.
وتابعت: “كان هناك اهتمام كبير بالموضوع، ووجهت لنا الكثير من الأسئلة، وأخذوا منا جميع التفاصيل، وتأكدوا أن الحقيقة هي التي تم قولها ووقعت عليها، والحقيقة أنني رأيت أملا كبيرا للغاية بعد حديث الجميع بأنني سأحصل على حقي”.
وأوضحت بشاي في حديثها “سمحوا لي بالتواصل مع أهلي طوال تواجدي في غرفة النائب العام بسبب عدد الساعات التي قضيتها، وكانوا متفهمين للموقف جدا، وأكدوا لي مرارا أنهم يتابعوا الموقف ويعرفون مدى أهمية القضية”.
وتابعت: “وكيل النائب العام اعتذر لي، لأنني كامرأة أمر بكل تلك الأمور، وبيّن لي أنهم لن يتوقفوا عن الدعم وجلب الحقوق لكل سيدة تعاني من مثل تلك الوقائع”.
وكانت المدونة المصرية قد نشرت فيديو أوضحت فيه تفاصيل الحادثة، قائلة: “ده أصعب فيديو بعمله في حياتي، كنت مسافرة بيروت ورجعت مصر، وأنا واقفة منتظرة الشنط، راجل صورني من الخلف على هاتفه، وعندما انتبه إليه أصحابي، حاولوا يفتحوا التليفون”.
وتابعت: “بعد حديث طويل والاستعانة بالأمن، دخلنا إحدى الغرف وبعد فتح هاتفه ومعاينته، شاهد أكثر من 10 رجال آخرين ما قام الشاب المتحرش بتصويره، حيث عثروا على مقطع مصور، وهو يصور فتيات من الخلف”.
وأكدت أنه “ظهر على هاتف الشاب المتحرش عدد كبير من صور الفتيات اللاتي تعقبهن وصورهن، وقام رجال الشرطة بالتحفظ على الشاب وتم التحقيق معه، وخرج من المطار وهو (متكلبش)، وغدا فيه تحقيقات أخرى، والراجل اترفد، والحمد لله أني استطعت الخروج وغدا هكمل تحقيقات، وسأتابع أي جديد معكم”.
وعن الدعم التي تلقته من السوشيال ميديا بعد نشر الفيديو، نوهت في حديثها مع “لم أكن متوقعة ما حدث، ولم أتخيل أن يحدث ذلك، نشرت الفيديو لكي يساعدني أي شخص يعرف أي أحد في المطار، ولكنّي تفاجأت بمساعدة لا محدودة من الكثيرين”.
وأضافت: “كثيرون حاولوا مساعدتي عن طريق أقارب لهم، وآخرون طلبوا أن أقول لهم عن الطريقة التي أريد منهم أن يساعدوني من خلالها، كي ينفذوها ويقفوا بجانبي”.
ووجهت ضحية متحرش المطار رسالة للسيدات: “أعلم أن الموضوع في البداية مرعب ومخيف، لأننا نواجه في بدايته أناسا يقفون ضدنا أكثر من المساندين، غير أنه عندما يرون أننا نقف في وجه الصعاب سنرى أن الحقوق تصل لأصحابها. رجاءً لا تتركي حقك، وحاربي من أجله، فالسوشيال ميديا حاليا سلاح أقوى من أي مؤسسة”.