اتّهمت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس المغرب بـ”الاعتداء” و”الابتزاز” بعدما وصل أكثر من 8000 مهاجر منذ الاثنين إلى جيبي سبتة ومليلية الإسبانيين.
على خلفية وصول آلاف المهاجرين إلى جيب سبتة ومليلية الخاضعين للسيادة الإسبانية،قالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس الخميس (20 مايو/ أيار 2021) في مقابلة مع الإذاعة العامة في إسبانيا “إنه اعتداء على الحدود الإسبانية وحدود الاتحاد الأوروبي، وهذا أمر غير مقبول بموجب القانون الدولي”، مضيفة أن الرباط “تستغل” القصّر.
وأضافت “نحن لا نتحدث عن شبان تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاما، سُمح لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 أو 8 سنوات بالمرور وفقا لمنظمات غير حكومية… في تجاهل للقانون الدولي”. وتابعت روبليس “سمّوا هذا الوضع ما تريدون لكنني أسميه ابتزازا”. كما أشارت وزيرة الدفاع الإسبانية إلى أنه “ليس من المقبول تعريض حياة قصر أو مواطنين للخطر لأسباب لا أفهمها”.
وأعربت العديد من المنظمات غير الحكومية الإسبانية والمغربية عن قلقها إزاء العدد الهائل من القصر الذين عبروا الحدود إلى سبتة من المغرب وحقيقة أن مدريد تعيدهم إلى بلادهم. ومنذ صباح الاثنين، وصل نحو ثمانية آلاف مهاجر سباحة أو سيرا أو على متن قوارب مطاطية صغيرة إلى جيب سبتة الإسباني من المغرب المجاور، كما دخل أكثر من 300 مهاجر إلى جيب مليلية، ما أثار أزمة بين الرباط ومدريد.
وغالبية هؤلاء مغاربة ومن بينهم أسر مع أطفال صغار والعديد من المراهقين الذين قدموا بمفردهم. وأعيد حوالي 5600 مهاجر وفقا للحكومة الإسبانية التي قالت إنه لم يسجّل أي دخول جديد الأربعاء فيما تمت إعادة أي شخص وصل إلى شاطئ سبتة فورا. وقال محللون إنه من الواضح أن المغرب يغض الطرف عن المد البشري الذي يدخل سبتة من أجل ممارسة ضغوط دبلوماسية على إسبانيا للاعتراف بسيادتها على الصحراء الغربية.
وأزمة الهجرة هذه غير المسبوقة بالنسبة إلى إسبانيا التي كان يشكل المغرب حليفا رئيسا لها في مكافحة الهجرة غير القانونية، تأتي وسط توتر في العلاقات بين البلدين منذ بداية نيسان/أبريل، مع استقبال مدريد رئيس جبهة بوليساريو إبراهيم غالي لتلقي العلاج في إسبانيا من مرض كوفيد-19 الذي أصيب به.
وأثارت هذه الاستضافة سخط الرباط التي تتنازع مع بوليساريو على الصحراء الغربية. ويتنازع المغرب والجبهة المدعومة من الجزائر على الصحراء الغربية منذ 45 عاما. وتطالب بوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير فيها، بينما تقترح الرباط منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها.