وصلت أخيرا سفينة «سي آي 4» إلى ميناء جزيرة صقلية الإيطالية صباح اليوم الجمعة، لإنزال 415 مهاجرا، بينهم 150 طفلا، أنقذتهم قبل عدة أيام قبالة السواحل الليبية. فيما تخلو حاليا منطقة البحث والإنقاذ من السفن الإنسانية.
بعد عدة عمليات إنقاذ بين الجمعة الماضية والأحد 16 أيار/مايو، سمحت السلطات الإيطالية أخيرا لسفينة «سي آي 4» الإنسانية بالدخول إلى موانئها وإنزال المهاجرين في ميناء بوزالو في جزيرة صقلية.
ورست صباح اليوم الجمعة السفينة التابعة لمنظمة «سي آي» الألمانية غير الحكومية، من أجل إنزال 415 مهاجرا، بينهم 150 طفلا. ومن المفترض إجراء فحوصات الكشف عن فيروس كورونا خلال اليوم، قبل السماح للمهاجرين بالنزول إلى اليابسة.
وكانت السفينة الإنسانية نفذت ست عمليات إنقاذ لمهاجرين كانوا على متن قوارب متهالكة قبالة السواحل الليبية، وكان على المهاجرين قضاء أكثر من ليلة على سطح السفينة قبل أن تخصص لهم السلطات الإيطالية ميناء آمن.
ويوم الأربعاء 19 أيار/مايو، أبلغت السلطات الإيطالية السفينة الإنسانية بأنها أذنت لها بدخول ميناء بوزالو على الساحل الجنوبي الشرقي لجزيرة صقلية، بعد أن كانت تلقت رفضا من مالطا.
ورغم ترحيب طاقم السفينة بقرار السلطات الإيطالية السماح لهم بإنزال المهاجرين في ميناء بوزالو، إلا أنهم تساءلوا عن اختيار هذا الميناء الذي استغرق منهم ليلتين لبلوغه، في حين كانوا على بعد بضعة أميال فقط عن ميناء باليرمو.
ونشرت المنظمة تغريدة قالت فيها، «لقد مُنحت سي آي 4 أخيرا ملاذا آمنا! ولكن لماذا بوزالو؟ كيف أتت فكرة إرسال سفينة إنقاذ تنقل مئات الأشخاص المرهقين و150 طفلاً في رحلة بحرية لمدة يومين، في حين أنها كان كانت بالفعل أمام ميناء آمن؟».
وأشارت المنظمة في بيان إلى أنه عند وصول السفينة إلى الميناء صباح اليوم، واجه المهاجرون بعض «التعليقات العنصرية» من قبل القوات الرسمية في الموقع.
وعلق مدير عمليات السفينة جان ريبيك على ظروف إنزال المهاجرين قائلا إن السلطات «لم تتخذ إجراءات متناسبة وإنسانية. طفل رضيع يبلغ من العمر 8 أشهر وأطفال صغار» كانوا يصرخون أثناء إخضاعهم لفحوصات كورونا.
منطقة البحث والإنقاذ خالية من السفن الإنسانية
وتعد هذه المهمة الأولى لسفينة «سي آي 4»، التي أبحرت من شمال ألمانيا في منتصف نيسان/أبريل الماضي إلى وسط البحر الأبيض المتوسط.
معظم سفن المنظمات غير الحكومية الأخرى النشطة في البحر المتوسط عالقة حاليا في الموانئ الإيطالية. وسُمح أخيرا لسفينة «سي ووتش 3» بمغادرة صقلية أمس الخميس بعد أن بقيت محتجزة لمدة 59 يوما. وتوجهت السفينة إلى مينائها الأصلي في إسبانيا لإجراء بعض الإصلاحات، قبل أن تعود إلى البحر.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود في 13 أيار/مايو، استئناف أنشطة الإنقاذ في وسط البحر الأبيض المتوسط. ومن المتوقع أن تصل سفينة خاصة تستأجرها تحمل اسم «Geo Barents» (جيو بارنتس) إلى قبالة السواحل الليبية خلال الأسابيع القادمة.