تعرضت «البلوغر» المصرية بسمة بشاي لواقعة تحرش خلال تواجدها في مطار القاهرة، وقبيل الحصول على الحقائب الخاصة بها، بعد أن رأت أحد الشباب العاملين في المطار يقوم بتصويرها من الخلف.
وحقق الفيديو الذي نشرته بشاي عبر صفحتها الشخصية على «إنستغرام»، انتشارا كبيرا، مع مطالبات بإلقاء القبض على الفاعل وتقديمه للمحاكمة، هذا إلى جانب دعم كثيرين لموقفها الذي كشفت فيه عن المتحرش وعدم التهاون معه.
تفاصيل الواقعة
وروت بشاي تفاصيل ما حدث معها قائلة وهي تبكي بحرقة: «ده أصعب فيديو بعمله في حياتي، كنت مسافرة بيروت ورجعت مصر، وأنا واقفة منتظرة الشنط، راجل صورني من الخلف على هاتفه، وعندما انتبه إليه أصحابي، حاولوا يفتحوا التليفون».
وتابعت: «بعد حديث طويل والاستعانة بالأمن، دخلنا إحدى الغرف وبعد فتح هاتفه ومعاينته، شاهد أكثر من 10 رجال آخرين ما قام بتصويره من الشاب المتحرش، حيث عثروا على مقطع مصور، وهو يصور فتيات من الخلف».
وأكدت أنه: «ظهر على هاتف الشاب المتحرش عدد كبير من صور الفتيات اللاتي تعقبهن وصورهن، وقام رجال الشرطة بالتحفظ على الشاب وتم التحقيق معه، وخرج من المطار وهو (متكلبش)، وغدا فيه تحقيقات أخرى، والراجل اترفد، والحمد لله أني استطعت الخروج وغدا هكمل تحقيقات، وسأتابع أي جديد معكم».
الحبس والغرامة
ويقول المحامي والباحث القانوني عبد الرازق مصطفى إن الواقعة بعد مراجعة الفيديوهات الخاصة بها تنص على أنها «تحرش طبقا للمادة 306 مكرر أ وب، حيث تم تعديل القانون عام 2014 لأنه لم يكن متواجدا قبل ذلك نص صريح له علاقة بوسائل الاتصالات والتصوير وما شابه ذلك».
وتابع الباحث القانوني في حديثه: «أن الجاني سيتم معاقبته بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وحتى عام، وغرامة مالية تبدأ من 3 آلاف جنيه وحتى 10 آلاف جنيه».
وبيّن مصطفى أن: «التصوير بالهاتف يعتبر جريمة، وتلك الواقعة تحدث يوميا في أماكن متفرقة ومن الممكن أن يتعرض لها أي سيدة، ولكن لابد من التوعية بأن هناك حقوقا للسيدات في تلك الوقائع، وأن يرفضوا أي موقف مشابه، والحديث مع عدد من الشهود لإثبات الواقعة».
ومن جانبه يرى المستشار القانوني محمد بركات أن: «التحرش جريمة يعاقب عليها القانون، ولا يجب التهاون معها أو التراخي في الإبلاغ عنها من جانب المجني عليه بشخصه، فيجب عليه الذهاب لقسم الشرطة التابع له مكان الواقعة وتحرير محضر جنحة ضد المتحرش».
ولفت بركات في حديثه ، إلى أنه «سيقوم القسم بدوره بتحويل المحضر للنيابة، والتحقيق فيه، وسؤال المجني عليها عن ملابسات الواقعة، لينال المتحرش عقابه».
وشدد المستشار القانوني على أنه: «يفضّل دائما أن يكون هناك شهود أو أدلة على ثبوت الواقعة تدعمها بجانب تحريات المباحث التي ستتم بطلب من النيابة العامة».
سلاح ذو حدين
وعن نشر مثل هذه الحوادث على «السوشيال ميديا» أكد المحامي المصري أنها: «سلاح ذو حدين، غير أنني أقف معها وأراها جالبة للحقوق، ولكن من ينتقدون تصرف السيدات من المتطرفين الذين يؤكدون مرارا على عدم فضح المتحرش، هؤلاء يجب عدم النظر إلى حديثهم أو رأيهم».
وأوضح الباحث القانوني في حديثه أنه: «يجب فضح المتحرش بكل الطرق الممكنة، لأنه في حال عدم فعل ذلك سيستمر في سلوكه الخاطئ، وستقع العديد من النساء الأبرياء ضحية له».
إيقاف العامل
وأصدرت الصفحة الرسمية لشركة ميناء القاهرة الجوي على «فيسبوك» تنويها قالت فيه: «بالإشارة إلى الفيديو الذي تم نشره على أحد مواقع التواصل الاجتماعي يوم 14 يونيو والمتضمن شكوى أحد الراكبات القادمات على رحلة بيروت بتعرضها للتصوير من أحد العاملين بمبنى الركاب رقم 3 بمطار القاهرة، تفيد الشركة بأنه تم إيقاف العامل اعتبارا من اليوم».
وأوضح البيان أنه «تم سحب تصريحه الجمركي لحين الانتهاء من التحقيقات بواسطة الجهات المعنية، وتؤكد إدارة مطار القاهرة الجوي أنها حريصة على سلامة جميع الركاب المترددين على المطار وأنها لا تتهاون في محاسبة أي متجاوز أو مقصّر في تأدية الواجب من جميع العاملين».