الرئيسيةمنوعات عالميةطفلة مصرية تلفت الأنظار بسبب "موهبتها الألمانية"

طفلة مصرية تلفت الأنظار بسبب “موهبتها الألمانية”

بأداء‭ ‬لافت،‭ ‬جذبت‭ ‬الطفلة‭ ‬المصرية‭ ‬ليان‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬ذات‭ ‬التسع‭ ‬سنوات،‭ ‬متابعي‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬إنستغرام‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬ظهورها‭ ‬في‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬تقوم‭ ‬خلالها‭ ‬بتعليم‭ ‬اللغة‭ ‬الألمانية‭ ‬للناطقين‭ ‬بالعربية‭.‬

اعتمدت‭ ‬المقاطع‭ ‬المصورة‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬فيها‭ ‬ليان‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن،‭ ‬على‭ ‬محاكاة‭ ‬مواقف‭ ‬واقعية‭ ‬بمشاركة‭ ‬أفراد‭ ‬أسرتها،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقديم‭ ‬محتوى‭ ‬تعليمي‭ ‬باللغة‭ ‬الألمانية‭ ‬يساعد‭ ‬الناطقين‭ ‬بالعربية‭ ‬على‭ ‬اكتساب‭ ‬مهارة‭ ‬التحدث‭ ‬بها‭.‬

وانتقلت‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬إلى‭ ‬ألمانيا‭ ‬منذ‭ ‬5‭ ‬سنوات؛‭ ‬حيث‭ ‬تعيش‭ ‬مع‭ ‬والديها‭ ‬وشقيقها‭ ‬الصغير‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬‮«‬بادن‭ ‬فورتمبيرغ‮»‬‭ ‬جنوب‭ ‬غربي‭ ‬ألمانيا،‭ ‬بينما‭ ‬تدرس‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الثالث‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الابتدائية‭.‬

وتقول‭ ‬الطفلة‭ ‬إنها‭ ‬تجيد‭ ‬التحدث‭ ‬بثلاث‭ ‬لغات؛‭ ‬العربية‭ ‬والألمانية،‭ ‬وقدر‭ ‬من‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬الألمانية‭ ‬على‭ ‬إنستغرام‭ ‬اقترحها‭ ‬عليها‭ ‬والديها،‭ ‬عندما‭ ‬وجداها‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬اللغات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حبها‭ ‬للقراءة‭ ‬وكتابة‭ ‬القصص‭ ‬والشعر‭.‬

وفي‭ ‬حديث‭ ‬،‭ ‬تقول‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن،‭ ‬إنها‭ ‬تحاول‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬الألمانية‭ ‬بطريقة‭ ‬مختلفة،‭ ‬إذ‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تعلم‭ ‬القواعد‭ ‬النحوية‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬لكنها‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬لمتابعيها‭ ‬طريق‭ ‬التحدث‭ ‬الصحيحة‭ ‬باللغة‭ ‬الألمانية،‭ ‬مثلما‭ ‬ترى‭ ‬الناس‭ ‬يتحدثون‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭.‬

وتكشف‭ ‬الطفلة‭ ‬المصرية‭ ‬عن‭ ‬رغبتها‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اللغات،‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬أريد‭ ‬التحدث‭ ‬بلغات‭ ‬كثيرة،‭ ‬لأني‭ ‬أشعر‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬مفتاح‭ ‬أي‭ ‬بلد،‭ ‬عندما‭ ‬نسافر‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬أو‭ ‬إيطاليا،‭ ‬تكون‭ ‬لدي‭ ‬الرغبة‭ ‬بالتحدث‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬هناك،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬لأني‭ ‬لا‭ ‬أتحدث‭ ‬لغتهم‮»‬‭.‬

وتهوى‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬الفروسية‭ ‬والعزف‭ ‬على‭ ‬الغيتار،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تمارس‭ ‬رياضة‭ ‬السباحة،‭ ‬بينما‭ ‬تطير‭ ‬بطموحها‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬كبيرة،‭ ‬إذ‭ ‬تأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬طبيبة‭ ‬أسنان‭ ‬يوما‭ ‬مثل‭ ‬والديها،‭ ‬وأن‭ ‬تصبح‭ ‬وزيرة‭ ‬للبيئة‭ ‬حتى‭ ‬ترشد‭ ‬الناس‭ ‬لكيفية‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬القمامة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬رغبتها‭ ‬أحيانا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬طبيبة‭ ‬بيطرية‭ ‬حتى‭ ‬تستطيع‭ ‬علاج‭ ‬الحيوانات‭.‬

وعن‭ ‬طريقة‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬حسابها‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬إنستغرام‮»‬،‭ ‬تقول‭ ‬الطفلة‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬وأن‭ ‬والديها‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يديران‭ ‬حسابها،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تشاهد‭ ‬التلفاز‭ ‬كثيرا،‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬مشاهد‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬لها‭ ‬طاقة‭ ‬سلبية،‭ ‬وتكتفي‭ ‬بمشاهدة‭ ‬عالم‭ ‬الحيوان‭ ‬ومحتوى‭ ‬مشابه‭ ‬له‭.‬

موهبة‭ ‬مبكرة

من‭ ‬جانبه،‭ ‬يحكي‭ ‬طبيب‭ ‬الأسنان‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬عوضين،‭ ‬قصة‭ ‬تقديم‭ ‬ابنته‭ ‬للمحتوى‭ ‬التعليمي‭ ‬على‭ ‬إنستغرام،‭ ‬فيقول‭ ‬إن‭ ‬أسرته‭ ‬انتقلت‭ ‬للإقامة‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬منذ‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬كان‭ ‬حينها‭ ‬عمر‭ ‬ليان‭ ‬4‭ ‬سنوات،‭ ‬لذلك‭ ‬فهي‭ ‬تجيد‭ ‬التحدث‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭.‬

ويوضح‭ ‬الأب‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬تقديم‭ ‬ابنته‭ ‬لمحتوى‭ ‬عن‭ ‬اللغة‭ ‬الألمانية‭ ‬ظهرت‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬أثناء‭ ‬الإغلاق‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بوسع‭ ‬ليان‭ ‬الاشتراك‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬أنشطة‭ ‬تفرغ‭ ‬فيها‭ ‬طاقتها،‭ ‬فقررت‭ ‬مع‭ ‬والدتها‭ ‬استثمار‭ ‬موهبتها‭ ‬في‭ ‬اللغة‭.‬

ويتابع‭: ‬‮«‬ليان‭ ‬تعلمت‭ ‬الألمانية‭ ‬بطريقة‭ ‬سريعة‭ ‬جدا،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬مستوى‭ ‬تقدمها‭ ‬وسط‭ ‬أقرانها‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الأجانب‭ ‬كان‭ ‬لافتا‭ ‬للغاية‭. ‬كانت‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التحدث‭ ‬بالألمانية‭ ‬بطريقة‭ ‬تشبه‭ ‬الألمان‭ ‬تماما،‭ ‬حينها‭ ‬أدركنا‭ ‬أنها‭ ‬موهوبة‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬اللغات،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تستثمر‭ ‬فيها‭ ‬لتفيد‭ ‬نفسها‭ ‬وغيرها‮»‬‭.‬

حماية‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل

من‭ ‬جانبها،‭ ‬تقول‭ ‬والدة‭ ‬ليان،‭ ‬طبيبة‭ ‬الأسنان‭ ‬تحية‭ ‬محمد،‭ ‬إنها‭ ‬دائمة‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬ابنتها،‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بداخل‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬قوى‭ ‬خارقة‭ ‬يستطيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تحقيق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يطمح‭ ‬إليه‮»‬،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يحاولون‭ ‬تخطيط‭ ‬مستقبلها‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬معهم،‭ ‬فهي‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬حريتها‭ ‬وشغفها‭.‬

وفي‭ ‬معرض‭ ‬حديثها‭ ‬‬تقول‭ ‬الوالدة‭ ‬إن‭ ‬ليان‭ ‬تحب‭ ‬اللغات،‭ ‬وتلاحظ‭ ‬دائما‭ ‬دقة‭ ‬نطقها،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنها‭ ‬تُصحح‭ ‬لهم‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬يقعون‭ ‬فيها‭.‬

وعن‭ ‬استخدام‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬تقول‭ ‬إنها‭ ‬هي‭ ‬وزوجها‭ ‬لديهما‭ ‬حسابات‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬إنستغرام‭ ‬مرتبطة‭ ‬بطبيعة‭ ‬عملهما‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬طب‭ ‬الأسنان،‭ ‬وهي‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬‮«‬هي‭ ‬المستقبل‮»‬،‭ ‬لذلك‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬تتواجد‭ ‬ليان‭ ‬عليها‭ ‬مبكرا،‭ ‬لكن‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬الأسرة‭ ‬لمنع‭ ‬أي‭ ‬أضرار‭ ‬نفسية‭ ‬قد‭ ‬تقع‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬خلالها‭.‬

وتشير‭ ‬الأم‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تدير‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬حساب‭ ‬ليان‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬إنستغرام،‭ ‬وأنها‭ ‬لا‭ ‬تتعامل‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لكنها‭ ‬ينقلان‭ ‬لها‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬الإيجابية‭ ‬لتشجيعها،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تقدم‭ ‬قيمة‭ ‬مفيدة‭ ‬للناس‭.‬

وبحسب‭ ‬حديث‭ ‬الوالدين،‭ ‬فإنهما‭ ‬لا‭ ‬يحبذان‭ ‬أن‭ ‬تمتلك‭ ‬ابنتهما‭ ‬هاتفا‭ ‬ذكيا‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الولوج‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬لافتان‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬تلتحق‭ ‬بمرحلة‭ ‬دراسية‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تضطرها‭ ‬للذهاب‭ ‬لمدرسة‭ ‬بعيدة،‭ ‬فإنهما‭ ‬سيكتفيان‭ ‬بهاتف‭ ‬يمكن‭ ‬إجراء‭ ‬المكالمات‭ ‬منه‭ ‬فقط،‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬مزايا‭ ‬أخرى‭ ‬به‭.‬

Most Popular

Recent Comments