لم يكن الجمهور الذي حضر افتتاح المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية بالقاهرة يعلم أن أول فقرة فنية سيستمتع بها عزف منفرد لسفير دولة آسيوية في مصر.
وبعد افتتاح رئيس المهرجان للفعاليات انتصار عبد الفتاح وصعود وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم على مسرح قلعة صلاح الدين التاريخية، فوجئ الحضور برئيس المهرجان يقدم للجمهور سفير كوريا الجنوبية لدى القاهرة هونغ جين ووك ليقدم وصلة عزف رائعة على آلة السكسافون.
تفاعل كبير
ووسط تحية وتفاعل كبير من الجمهور، اختار هونغ جيين ووك، الذى يهوى العزف على آلة السكسافون عزف موسيقى الأغنية العاطفية «3 دقات» للفنان المصري أبو، وهو ما شكل بادرة طيبة منه للمشاركة في دعم رسالة المهرجان وهي «طبول من أجل السلام».
ويقول رئيس المهرجان في تصريحات خاصة : «إن سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة أجرى اتصالا هاتفيا بوزيرة الثقافة المصري طالبا منها المشاركة بمقطوعة موسيقية في افتتاح المهرجان لإهدائها لمصر والشعوب المحبة للسلام، ووافقت الوزيرة على طلبه».
وأضاف عبدالفتاح أن مشاركة السفير الكوري الجنوبي بادرة تجسد قيمة مصر بين شعوب العالم، إضافة إلى الإشادة الكبيرة التي تلقاها السفير من الجمهور على براعته في العزف وعلى هذه اللفتة الانسانية.
وغرد بعض حضور المهرجان على مواقع التواصل الاجتماعي عن مشاركة السفير بالعزف وتقديم أغنية مصرية بالقول: «جميل أن تؤثر موسيقانا فى الجاليات الاجنبية فى مصر لدرجه المشاركه فى الفعاليات الفنية».
صداقة كورية مصرية
في يوليو 2020 استهل سفير كوريا الجنوبية فترة اعتماده سفيرا لبلاده لدي مصر، بتوجيه رسالة تحية باللغة العربية للشعب المصري، فضلا عن رسائل تهنئة في العديد من المناسبات الدينية والقومية لتهنئة المصريين بها مثل حلول شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، ومرور 25 عاما على العلاقات بين بلاده ومصر.
وإلى جانب مهامه الدبلوماسية، يحرص السفير الكوري الجنوبي على تدعيم أواصر الصداقة بين الجالية الكورية في مصر والشعب الكوري الجنوبي مع الشعب المصري.
وأطلق في رمضان الماضي برنامجا على الانترنت بعنوان «مصر بعيون كورية» لعرض تجارب أشخاص كوريين يعيشون بمصر وأشهر المواقف التي أثرت فيهم.
جديد لمهرجان الطبول
ويوضح انتصار عبد الفتاح رئيس مهرجان الطبول أن الجديد في دورة هذا العام هو مشاركة أكثر من فرق إيقاعية مختلفة ومتنوعة من حول العالم، من بينها الفرق المصرية التابعة لوزارة الثقافة وفرق القطاع الخاص.
ويضيف أن مصر وإفريقيا مليئة بالثراء الإيقاعي والغنائي والمهرجان حريص على إبراز هذا الثراء وتعريف العالم به.
ويتابع أن إفريقيا ضيف دائم لمهرجان الطبول لأنها موطن الطبول في العالم، وأن المهرجان حرص على الوجود الإفريقي من خلال مشاركة فرقتين من جنوب السودان ومن السودان ونيجريا والكونغو، رغم التحديات الكثيرة التي يوجاهها العالم وكثير من الدول بسبب جائحة كورونا.
ولفت رئيس المهرجان إلى أن مهرجان الطبول يعد تحفة فنية وحضارية متميزة بحق ودورة هذا العام نموذج للتحدي والصمود تحت شعار حوار الطبول من اجل السلام، وأشار إلى أن المهرجان يعد سوقا ومنتجا سياحيا وثقافيا متميزا يخلق حالة من التواصل بينها الشعوب ويعبر الازمنة والامكنة .
الفن يتحدى كورونا
وأطلقت وزيرة الثقافة المصرية فعاليات الدورة 8 من مهرجان الطبول والفنون التراثية، السبت، تحت شعار «حوار الطبول من أجل السلام» وتستمر من 12 حتى 18 يونيو، وتحل عليها دولتى كولومبيا وجنوب السودان كضيفا شرف.
وقالت وزيرة الثقافة المصرية في افتتاح المهرجان إن إقامته هذا العام يجسد إصرار الدولة المصرية على مجابهة تحديات كورونا والإيمان بأهمية الثقافة والفنون في خلق السلام وتحقيق التعايش بين البشر.
وأضافت بأن المهرجان الدولى للطبول والفنون التراثية يتيح الفرصة لاجراء حوار حضارى بين مختلف شعوب العالم من خلال الفنون التراثية كما يعكس قدرة الابداع على مد جسور التواصل بين الامم وخلق تقارب وجداني بينها رغم اختلاف اللغات.
وأشارت الوزيرة إلى أن التراث بمختلف صوره يعد مبعث فخر ويحمل قيم العراقة والأصالة ويعبر عن الهوية الوطنية باعتبارها صلة بين الماضي والحاضر ووسيلة للاسهام في صياغة المستقبل.
30 فرقة
ويُشارك في المهرجان الدولى للطبول والفنون التراثية 30 فرقة من الدول المشاركة وهى مصر وسوريا وكولومبيا والفلبين وإندونسيا والسودان وجنوب السودان وبنغلاديش وباكستان واليمن والكونغو الديمقراطية وفلسطين وبعض الجاليات الأجنبية المقيمة بمصر.
وتستضيف فعاليات المهرجان قلعة صلاح الدين وساحة الهناجر وقبة الغورى وحديقة الحرية وحديقة متحف مختار وبيت السنارى بالسيدة زينب وقصر الأمير طاز.