صور جثث امرأة وطفلين لفظهم البحر على شواطئ ليبيا انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لتسلط الضوء على المأساة الإنسانية وأزمة المهاجرين الذين يفقدون حياتهم على مشارف أوروبا. وأثارت الصور ردود فعل منظمات غير حكومية نددت بسياسة “الحدود المغلقة”.
التقطت صور صادمة الأسبوع الماضي على الشواطئ الليبية بالقرب من ميناء زوارة غرب طرابلس، تظهر فيها جثث امرأة وطفل صغير ورضيع.
نشرت الصور أولا على وسائل التواصل الاجتماعي الصحفية الإيطالية المستقلة نانسي بورسيا المتواجدة في ليبيا. وأشارت إلى أن الصور التقطت يوم السبت 22 أيار/مايو وأن السلطات الليبية تدخلت بعد تلقيها بلاغ، وتمكنوا لاحقا من انتشال الجثث ودفنها في مقبرة بالقرب من منطقة أبو كماش.
وحول تفاصيل الحادث، من غير الواضح متى غادر الضحايا ليبيا وماذا حدث لقاربهم. وقال فلافيو دي جياكومو، المتحدث باسم وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة في إيطاليا “نحن نحاول الوصول إلى حقيقة هذا الأمر مع زملائنا في ليبيا. هناك العديد من حطام السفن التي لم يتم تسجيلها أبدا”. مشيرا إلى أنه لا يستبعد أن يكون قارب الضحايا قد غرق في المتوسط دون معرفة السلطات بذلك.
وتعتقد الصحفية الإيطالية أن جثث الضحايا تعود لمهاجرين حاولوا مغادرة السواحل الليبية الأسبوع الماضي، إلا أن خفر السواحل الليبي اعترضهم وأعادهم. ونشرت في تغريدة “في الأسبوعين الماضيين، تم دفع حوالي 20 قاربا للمهاجرين من زوارة ، غرب ليبيا… بدأت بعض الجثث تصل إلى الشاطئ”.
ويوم الثلاثاء 18 أيار/مايو الجاري، أفادت وزارة الدفاع التونسية بإنقاذ نحو 33 مهاجرا قبالة صفاقس، كانوا على متن قارب انطلق من ميناء زوارة الليبي باتجاه أوروبا. مضيفة، اختفاء نحو 50 مهاجرا آخرين كانوا على متن القارب.
تذكّر هذه الصور بالطفل السوري الكردي أيلان كردي، الذي عثر على جثته على شاطئ تركي في أيلول/سبتمبر 2015. مات الطفل البالغ من العمر 3 سنوات، مثل شقيقه البالغ من العمر 5 سنوات، أثناء محاولة العائلة الهرب إلى اليونان وطلب اللجوء.
أثارت تلك الصور غضب المنظمات غير الحكومية التي تندد بسياسة الهجرة الأوروبية وإغلاق الحدود.
أوسكار كامبس، مؤسس منظمة “بروأكتيفيا أوبن آرمز” التي تنفذ عمليات إنقاذ في المتوسط، أعرب عن حزنه في تغريدة على تويتر قائلا “إنني مصدوم من هذه الصور المرعبة. هؤلاء الأطفال الصغار والنساء، كان لديهم أحلام وطموحات لحياتهم”.
وأصدرت مفوضية اللاجئين اليوم الأربعاء تقريرا عن البحث والإنقاذ وحماية المهاجرين في المتوسط جاء فيه “الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء قلّصوا بشكل كبير عمليات البحث والإنقاذ البحرية، في حين مُنعت المنظمات الإنسانية غير الحكومية من تنفيذ عمليات الإنقاذ”، كما أن السفن التجارية الخاصة “تتجنب بشكل متزايد مساعدة المهاجرين المعرّضين للخطر بسبب الجمود والتأخير في إنزالهم في ميناء آمن”.
الصور الأخيرة أثارت أيضا ردود فعل السياسيين. وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي “صور جثث الأطفال والرضع التي جرفتها الأمواج على أحد الشواطئ في ليبيا غير مقبولة”.
غادر آلاف الأشخاص ليبيا متجهين إلى الساحل الأوروبي في الأسابيع الأخيرة، حيث يستغل المهربون تحسن الطقس لتنظيم رحلات الهجرة عبر قوارب متهالكة لا يصل الكثير منها إلى وجهتها.
ومنذ بداية العام، سجل وفاة 702 شخصا أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط، فيما توفي 1,401 شخصًا في عام 2020. أما حصيلة عام 2015، وهي الأسوأ خلال العقد الماضي، فكانت وفاة 5,096 شخصا غرقا.