كشفت دراسة جديدة أجرتها المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية أن الحصول على فترات راحة قصيرة يساعد عقولنا على تعلم مهارات جديدة، حيث يعيد الدماغ أثناء فترة الراحة بشكل متكرر وبسرعة ذكريات لما تعلمه الشخص ومارسه مؤخرًا، وفقاً لموقع neurosciencenews.
وأوضحت الدراسة أنه كلما أعاد الشخص تشغيل الذاكرة أثناء الراحة، كان ذلك أفضل خلال الجلسات اللاحقة، حيث يمارسون مهاراتهم المكتسبة حديثًا.
ورسم باحثو المعاهد الوطنية للصحة خريطة لنشاط الدماغ الذى يتدفق عندما نتعلم مهارة جديدة، مثل عزف أغنية جديدة على البيانو، واكتشفوا لماذا يعد الحصول على فترات راحة قصيرة من التدريب مفتاح التعلم.
ووجد الباحثون أنه أثناء الراحة، أعادت أدمغة المتطوعين بسرعة وبشكل متكرر نسخ أسرع من النشاط الذى شوهد أثناء ممارستهم لكتابة رمز، وكلما أعاد أحد المتطوعين النشاط كلما كان أداؤه أفضل خلال جلسات التدريب اللاحقة، ما يشير إلى أن الراحة تعزز الذكريات.
وقال ليوناردو جى كوهين، كبير الباحثين فى المعهد الوطنى للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (NINDS) الأمريكى والمعهد الرئيسى للدراسة، “تدعم نتائجنا فكرة أن الراحة تلعب دورًا مهمًا مثل الممارسة في تعلم مهارة جديدة، حيث يبدو أنها الفترة التى تضغط فيها أدمغتنا وتدمج ذكرياتنا عما مارسناه فى الوقت الحالى”.
وأضاف: “أن فهم دور إعادة العرض العصبى قد لا يساعد فقط في تشكيل كيفية تعلمنا لمهارات جديدة، لكن أيضًا كيف نساعد المرضى على استعادة المهارات المفقودة بعد الإصابة العصبية مثل السكتة الدماغية”.
أجريت الدراسة في المركز الطبي للمعاهد الوطنية للصحة، واستخدم الباحثون تقنية مسح حساسة للغاية، تسمى تخطيط الدماغ المغناطيسي، لتسجيل موجات الدماغ لعدد المشاركين يتمتعون بصحة جيدة باستخدام اليد اليمنى أثناء تعلمهم كتابة رمز اختبار مكون من خمسة أرقام بأيديهم اليسرى.
وتوصلت الدراسة إلى أن زيادة التركيز بين الأشخاص تزداد عند أخذ فترات من الراحة وسط أداء المهام المختلفة وتعلم مهارات جديدة.