اضطر نحو 50 صوماليا إلى النوم في العراء لمدة يومين في مدينة فلورنسا الإيطالية، بعد أن قامت السلطات بإخلاء المبنى الذي كانوا يحتلونه، والمملوك لإحدى الشركات. ونددت منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» بطريقة الإخلاء، مشيرة إلى أنها «نموذج للإدارة السيئة لعمليات الإخلاء، التي لا تؤدي إلى حل المشكلة»، بينما أكدت سلطات المدينة أنها وفرت إقامة مؤقتة لهؤلاء الأشخاص.
أجبر حوالي 50 شخصا من الجالية الصومالية في فلورنسا على النوم في العراء لمدة يومين، بعد أن تم إخلاء المبنى الذي كانوا يحتلونه من قبل السلطات، ما أدى إلى اندلاع أزمة في المنطقة القريبة من فيا باراكا.
إقامة مؤقتة
وقضى هؤلاء الأشخاص يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في خيام على الجسر الذي يربط بياتزا بوتشيني وفيا باراكا، ما أدى إلى إغلاق الجسر أمام حركة المرور.
وتم حل المشكلة عندما وافق المهاجرون، الذين ظلوا بلا مأوى، على عرض إقامة مؤقتة من سلطات مدينة فلورنسا.
وكانت سلطات إنفاذ القانون قد أخلت المبنى الثلاثاء الماضي بعد مرسوم حجز وقائي. وسبق أن تم احتلال المبنى، المملوك لشركة يونيبول – ساي، مرتين، الأولى في العام 2013 والثانية في 2017. ونددت منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان»، التي كانت في الموقع وقت عملية الإخلاء، بما وصفته بـ «مثال نموذجي للإدارة السيئة لعمليات الإخلاء، التي لا تؤدي في حد ذاتها إلى حل أبدا، لكنها تؤدي ببساطة إلى تحريك المشكلة».
وقالت المنظمة غير الحكومية إنه «في الساعة الثانية بعد ظهر الثلاثاء الماضي، وفي ختام تدخل الخدمات الاجتماعية لمدينة فلورنسا، تم نقل 10 أشخاص فقط من المستضعفين، الذين جرى تحديدهم من قبل منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، إلى مرافق استقبال مؤقتة، بينما ظل 50 شخصا آخرين من بينهم ست نساء، في الشارع».
لكن سلطات مدينة فلورنسا أوضحت أنه «في وقت الإخلاء، كان هناك حوالي 50 شخصا في المبنى تم التعرف عليهم وإحصاؤهم». مشيرة إلى أنها استقبلت 15 من الأشخاص المستضعفين في منشأة ألبرغو بوبولاري، وعرضت الملجأ المؤقت في نفس المنشأة على 35 آخرين، لكنهم رفضوا العرض. وأضافت أنها عرضت على كل شخص 15 قسيمة طعام أساسية، تقدر قيمة كلا منها بـ 10 يورو. ونوهت بأن شاغلي المبنى طالبوا المدينة باستقبال 70 شخصا، ما يعني أنهم كانوا سيضطرون إلى توفير سكن لأشخاص آخرين لم يكونوا في المبنى المحتل، وذلك في الوقت الذي جاء فيه مسؤولو تنفيذ القانون لإحصاء السكان، لكنهم ظهروا في وقت لاحق في فيا باراكا.
توجيه تهم لـ 10 نشطاء
وأشارت «أطباء من أجل حقوق الإنسان» إلى أن 36 شخصا كانوا يعيشون في المنشأة، ولم يكونوا موجودين وقت الإخلاء لأنهم كانوا في العمل ولم يتم احتسابهم، لذلك لم يتلقوا أي عرض للسكن، حتى لو كان مؤقتا. بينما نوهت سلطات مدينة فلورنسا، بأن وساطة الخدمات الاجتماعية حاولت يوم الأربعاء الماضي إيجاد أماكن إقامة لمن ظلوا في الشارع، ووافقوا على الإقامة التي قدمتها السلطات البلدية.
ووجهت سارة فونارو مستشارة الرفاهية الاجتماعية في فلورنسا، الشكر لدائرة الخدمات الاجتماعية بالمدينة، «التي تدخلت مع الأخصائيين الاجتماعيين في فيا باراكا، وتعاملت مع المواقف الشخصية المختلفة لضمان الإقامة للأشخاص الأكثر هشاشة، وعرضت إقامة مؤقتة على الأشخاص الذين يمرون بمرحلة تقييم أوضاعهم الشخصية». في حين قالت إدارة الشرطة، إنه سيتم توجيه التهم إلى حوالي 10 ناشطين من مجموعة «مبادرة مناهضة متروبوليتانا»، الذين كانوا في الموقع يوم الثلاثاء الماضي، ويعتقد أنهم نظموا احتجاجا لشاغلي المبنى، وجلبوا الخيام. وتشمل التهم، قطع خدمة عامة، والتحريض على ارتكاب جريمة، وإهانة موظف عمومي.