الرئيسيةالهجرةتقنيات حديثة "أكثر عدوانية" لمنع المهاجرين من العبور باتجاه أوروبا

تقنيات حديثة “أكثر عدوانية” لمنع المهاجرين من العبور باتجاه أوروبا

”ابتعدوا“‭ ‬هي‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬دول‭ ‬أوروبية‭ ‬عدة‭ ‬إيصالها‭ ‬لجميع‭ ‬المهاجرين،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬فتح‭ ‬المطارات‭ ‬وعودة‭ ‬حركة‭ ‬السياحة‭ ‬والسياح‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭. ‬أكبر‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وفق‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬الأسوشييتد‭ ‬برس‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬تنوي‭ ‬القارة‭ ‬العجوز‭ ‬استخدامها‭ ‬لمنع‭ ‬المهاجرين‭ ‬من‭ ‬العبور‭ ‬إلى‭ ‬أراضيها‭.‬

خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية،‭ ‬كانت‭ ‬اليونان‭ ‬تختبر‭ ‬وسائل‭ ‬رقمية‭ ‬رادعة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬تركيا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مراقبة‭ ‬تدفقات‭ ‬المهاجرين‭ ‬ومحاولة‭ ‬منعهم‭ ‬من‭ ‬العبور‭. ‬وكالة‭ ‬‮«‬الأسوشييتد‭ ‬برس‮»‬‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬تلك‭ ‬الوسائل‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬خاص‭.‬

بدأت‭ ‬الوكالة‭ ‬تقريرها‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬”مدفع‭ ‬الصوت“‭ ‬وهو‭ ‬جهاز‭ ‬بحجم‭ ‬تلفاز‭ ‬مثبت‭ ‬فوق‭ ‬شاحنة‭ ‬مدرعة‭ ‬مركونة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬اليونانية‭ ‬التركية،‭ ‬يصدر‭ (‬طلقات‭ ‬نارية‭) ‬تحذر‭ ‬المهاجرين‭ ‬من‭ ‬العبور‭. ‬

وأردفت،‭ ‬أن‭ ‬الجهاز‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬الرادعة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تجريبها‭ ‬وتثبيتها‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الحدود‭ ‬اليونانية‭ ‬التركية‭ ‬200‭ ‬كيلومتر‭.‬

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬ذكرت‭ ‬الوكالة‭ ‬السعي‭ ‬باتجاه‭ ‬بناء‭ ‬جدار‭ ‬حديدي،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمكسيك،‭ ‬يشمل‭ ‬النقاط‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬يعبر‭ ‬فيها‭ ‬المهاجرون‭ ‬نهر‭ ‬إيفروس،‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬البرية‭ ‬اليونانية‭ ‬التركية‭.‬

وجُهزت‭ ‬أبراج‭ ‬المراقبة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬بكاميرات‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬وتقنيات‭ ‬استشعار،‭ ‬تستقبل‭ ‬البيانات‭ ‬وترسل‭ ‬المعلومات‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬التحكم‭ ‬وتبلغ‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تحركات‭ ‬مشبوهة‭ ‬بعد‭ ‬تحليل‭ ‬ما‭ ‬يرد‭ ‬إليها‭ ‬عبر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬

وفي‭ ‬حديث‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬الأسوشييتد‭ ‬برس‮»‬‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬حرس‭ ‬الحدود‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ديمونستينيس‭ ‬كامارجيوس،‭ ‬ستكون‭ ‬لدينا‭ ‬صورة‭ ‬واضحة،‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬قبل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭.‬

تقنيات‭ ‬جديدة‭ ‬أكثر‭ ‬عدوانية‭ ‬

وكان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬خصص‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬يورو‭ (‬3.7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭) ‬لعمليات‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أساليب‭ ‬جديدة‭ ‬تمنع‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬أزمة‭ ‬اللاجئين‭ ‬عام‭ ‬2015‭-‬2016،‭ ‬وشهدت‭ ‬فرار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والاعتقال‭ ‬والقتل‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬وافغانستان‭.‬

وطور‭ ‬باحثون‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬أوروبية‭ ‬مختلفة،‭ ‬تقنيات‭ ‬مراقبة‭ ‬الحدود،‭ ‬وأجهزة‭ ‬كشف‭ ‬الكذب‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬واختبروا‭ ‬روبوتات‭ ‬بمثابة‭ ‬حرس‭ ‬افتراضي‭ ‬للحدود،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬مشاريع‭ ‬مراقبة‭ ‬تتضمن‭ ‬أدوات‭ ‬حديثة‭ ‬ورادعة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬اليونانية‭ ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬المجر‭ ‬ولاتفيا‭ ‬ومناطق‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬المحيط‭ ‬الشرقي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

وقال‭ ‬ناشطون‭ ‬ومنظمات‭ ‬إنسانية‭ ‬عدة،‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الماضية‭ ‬طور‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬أكثر‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬عدوانية‭ ‬لمنع‭ ‬الهجرة‭ ‬وردع‭ ‬المهاجرين‭. ‬

سيبدأ‭ ‬استعمال‭ ‬الأدوات‭ ‬الرئيسية‭ ‬المجربة‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬وفق‭ ‬كامارجيوس‭. ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مهمتهم‭ ‬هي‭ ‬”منع‭ ‬المهاجرين‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬شرعي،‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬معدات‭ ‬وأدوات‭ ‬حديثة‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك“‭.‬

وكانت‭ ‬مولت‭ ‬دولا‭ ‬مطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬لمنع‭ ‬المهاجرين‭ ‬من‭ ‬العبور‭ ‬باتجاه‭ ‬الاتحاد،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬وكالة‭ ‬مراقبة‭ ‬الحدود‭ ‬الأوروبية‭ ‬”فرونتكس‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬مؤلفة‭ ‬من‭ ‬ألاف‭ ‬العناصر‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬مختلفة،‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الحدود‭ ‬والسواحل‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬مختلفة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

ولقيت‭ ‬المنظمة‭ ‬انتقادات‭ ‬عدة‭ ‬بعد‭ ‬كشف‭ ‬تورطها‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬”صد‭ ‬وإعادة‭ ‬قسرية“‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بحر‭ ‬إيجه‭.‬

Most Popular

Recent Comments