الرئيسيةالهجرةالحكومة الإيطالية الجديدة: إعادة المهاجرين إلى بلدانهم أو توزيعهم في دول أوروبية...

الحكومة الإيطالية الجديدة: إعادة المهاجرين إلى بلدانهم أو توزيعهم في دول أوروبية أخرى

الحكومة‭ ‬الإيطالية‭ ‬الجديدة‭ ‬برئاسة‭ ‬‮«‬ماريو‭ ‬دراغي‮»‬،‭ ‬قدمت‭ ‬لمجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬النقاط‭ ‬الرئيسية‭ ‬لسياستها‭ ‬بشأن‭ ‬تدفقات‭ ‬الهجرة‭ ‬وهي‭: ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الإعادة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن،‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬اللاجئين،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬آلية‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬التوزيع‭ ‬المؤيدة‭ ‬للحصص‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬المهاجرين‮»‬‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭.‬

ألقى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالي‭ ‬الجديد‭ ‬‮«‬ماريو‭ ‬دراغي‮»‬،‭ ‬كلمة‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬الإيطالي‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬سلط‭ ‬فيه‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المسألة‭ ‬الشائكة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين‭ ‬إلى‭ ‬بلادهم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬اللاجئين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬آلية‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬توزيع‭ ‬المهاجرين‭ ‬المؤيدة‭ ‬للحصص‮»‬‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أوروبية‭ ‬أخرى‭.‬

دراغي‭ ‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬جديد‭ ‬للهجرة

وأوضح‭ ‬دراغي‭ ‬في‭ ‬خطابه،‭ ‬خطة‭ ‬حكومته،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ – ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬بـ‭ ‬261‭ ‬صوتا‭ ‬مقابل‭ ‬40‭ ‬ضده‭ ‬وامتناع‭ ‬اثنين‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬‭- ‬وتناول‭ ‬أحد‭ ‬الموضوعات‭ ‬الخلافية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأغلبية‭ ‬المؤيدة‭ ‬له‭.‬

ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬دراغي‭ ‬المؤيد‭ ‬لأوروبا،‭ ‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬بروكسل‭ ‬والميثاق‭ ‬الجديد‭ ‬للهجرة‭ ‬واللجوء‭ ‬للمفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬بقيادة‭ ‬‮«‬أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬‭.‬

وتجري‭ ‬حاليا‭ ‬مفاوضات‭ ‬شاقة،‭ ‬وصفها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الجديد‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬تحدٍ‮»‬‭ ‬لإيطاليا،‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬حاسم‭ ‬للتوازن‭ ‬بين‭ ‬مسؤولية‭ ‬دول‭ ‬الدخول‭ ‬الأول‭ (‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬دبلن‭) ‬والتضامن‭ ‬الفعال‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‮»‬‭.‬

ولا‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬جديدا‭ ‬على‭ ‬إيطاليا،‭ ‬فقد‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬سبقوا‭ ‬دراغي‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬بشكل‭ ‬مكثف‭ – ‬دون‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬–‭ ‬على‭ ‬تعطيل‭ ‬أو‭ ‬تغيير‭ ‬ما‭ ‬يسمي‭ ‬بلائحة‭ ‬دبلن،‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬يدخلها‭ ‬المهاجرون‭ ‬أن‭ ‬تتولى‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬إدارتهم‭.‬

لكن‭ ‬المدير‭ ‬السابق‭ ‬للبنك‭ ‬المركزي‭ ‬الأوروبي‭ (‬دراغي‭ ‬نفسُه‭) ‬سوف‭ ‬يوظف‭ ‬كافة‭ ‬الخبرات‭ ‬التي‭ ‬اكتسبها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬اتصالاته‭ ‬الأوروبية‭ ‬‮«‬لفتح‭ ‬كوة‭ ‬في‭ ‬جدار‭ ‬أزمة‭ ‬الهجرة‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬دراغي‭ ‬إن‭ ‬الخلاف‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مستمراً‭ ‬‮«‬بين‭ ‬دول‭ ‬الحدود‭ ‬الخارجية‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لتدفقات‭ ‬الهجرة‭ (‬إيطاليا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬واليونان‭ ‬ومالطا‭ ‬وبلغاريا‭ ‬جزئيا‭) ‬ودول‭ ‬شمال‭ ‬وشرق‭ ‬أوروبا‭ ‬التي‭ ‬تهتم‭ ‬بتجنب‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بتحركات‭ ‬المهاجرين‭ ‬الثانوية‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬دخلوا‭ ‬إلى‭ ‬أراضيها‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭.‬

الاتفاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬للهجرة‭ ‬تتسم‭ ‬بالضعف

وتدعم‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬مثل‭ ‬إسبانيا‭ ‬واليونان‭ ‬وقبرص‭ ‬ومالطا،‭ ‬اقتراحَ‭ ‬إيطاليا‭ ‬الاتفاقَ‭ ‬على‭ ‬آلية‭ ‬إلزامية‭ ‬لإعادة‭ ‬توزيع‭ ‬المهاجرين‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الحصص،‭ ‬كإجراء‭ ‬ملموس‭ ‬حول‭ ‬التضامن‭ ‬لتحديد‭ ‬خصوصية‭ ‬إدارة‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬الخارجية‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬إنه‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬‮«‬الأهمية‭ ‬بمكان‮»‬‭ ‬بناء‭ ‬‮«‬سياسة‭ ‬أوروبية‭ ‬لإعادة‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الحماية‭ ‬الدولية،‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬الاحترام‭ ‬الكامل‭ ‬لحقوق‭ ‬اللاجئين‮»‬‭.‬

‮«‬وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬التجربة،‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬ضعف‭ ‬فعالية‭ ‬الاتفاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬الموقعة‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬الأصلية‭ ‬التي‭ ‬يأتي‭ ‬منها‭ ‬المهاجرون‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬دراغي‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬عقد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الاتفاقات‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬توفير‭ ‬الموارد‭ ‬الكافية،‭ ‬فستكون‭ ‬النتائج‭ ‬والموقف‭ ‬الإيطالي‭ ‬أكثر‭ ‬اتساقا‭ ‬واستمرارية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬أُعيد‭ ‬3585‭ ‬شخصا‭ ‬إلى‭ ‬بلدانهم‭ ‬الأصلية،‭ ‬أي‭ ‬نصف‭ ‬عددهم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬بسبب‭ ‬الوباء‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الوافدين‭ ‬منذ‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/ ‬يناير‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬2486‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬2065‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬

تصحيح‭ ‬موضوع‭ ‬الهجرة‭ ‬لتجنب‭ ‬الصراع‭ ‬السياسي

ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬وزيرة‭ ‬الداخلية‭ ‬‮«‬لوتشيانا‭ ‬لامورغيزي‮»‬،‭ ‬إدارة‭ ‬ملف‭ ‬المهاجرين،‭ ‬معززةً‭ ‬أيضا‭ ‬بأعمال‭ ‬الوساطة‭ ‬ووجهات‭ ‬نظر‭ ‬الأحزاب‭ ‬الأخرى‭ ‬والتي‭ ‬جرت‭ ‬خلال‭ ‬الحكومة‭ ‬السابقة،‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬حزب‭ ‬الرابطة‭. ‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬طلب‭ ‬ماتيو‭ ‬سالفيني‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الأسبق،‭ ‬تعيين‭ ‬‮«‬وكيل‭ ‬وزارة‮»‬‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬لتغيير‭ ‬الخط‭ ‬المحافظ‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬اتبعته‭ ‬الوزيرة‭ ‬لامورغييزي،‭ ‬التي‭ ‬تنوي‭ ‬الاستمرار‭ ‬بخطها‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيطالي‭ ‬سيرجيو‭ ‬ماتاريلا‭ ‬ودراغي‭ ‬نفسه‭.‬

وسيبادر‭ ‬ماتاريلا،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تصحيح‭ ‬المسار‮»‬‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الهجرة‭ ‬لتجنب‭ ‬تحوله‭ ‬إلى‭ ‬وقود‭ ‬للصراع‭ ‬السياسي‭ ‬اليومي،‭ ‬بينما‭ ‬قال‭ ‬سالفيني‭ ‬زعيم‭ ‬الرابطة‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬متأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الموضوع‭ ‬ستتغير‮»‬‭.‬

Most Popular

Recent Comments