أول أمس الأحد، أنقذت السلطات الليبية 150 مهاجراً كانوا محتجزين في سجن سري يملكه مهربون. وتم إطلاق سراح المهاجرين بعد مداهمة السجن الواقع في مدينة الكفرة.
داهمت السلطات الليبية أول أمس الأحد، سجنا سريا في جنوب شرق البلاد يستخدمه مهربو البشر لاحتجاز المهاجرين، وتم إطلاق سراح 156 مهاجرا أفريقيا خلال العملية.
وقال مكتب أمن مدينة الكفرة، إن المداهمة وقعت الأحد 21 شباط/فبراير، بعد أن تمكن مهاجر الأسبوع الماضي من الفرار من منزل تحول إلى سجن، وأبلغ السلطات أنه ومهاجرين آخرين احتجزوا وعذبوا على أيدي مهربين هناك.
وأضاف المكتب أن قوات الأمن اعتقلت ما لا يقل عن ستة مهربي بشر، وتمت إحالتهم إلى النيابة لمزيد من التحقيق. مشيرة إلى أن 15 امرأة وخمسة أطفال كانوا من بين المهاجرين الذين تم إطلاق سراحهم.
وأطلقت السلطات سراح جميع المهاجرين، وهم من الصومال وإريتريا والسودان، واقتيدوا إلى مركز الإيواء حيث حصلوا على الطعام والملابس والبطانيات.
اعتراض مئات المهاجرين وإعادتهم إلى ليبيا
وفي سياق منفصل، صرحت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أمس الإثنين، بأن أكثر من 1300 مهاجر متجه إلى أوروبا أعيدوا خلال الأسبوع الماضي إلى ليبيا.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن 1,315 مهاجرا على الأقل تم اعتراضهم في البحر الأبيض المتوسط منذ 16 شباط/فبراير الجاري، وعادوا إلى مدن طرابلس وزوارة وصبراتة بغرب ليبيا.
وأضافت أنه تم انتشال ما لا يقل عن 12 جثة.
منذ بداية العام الحالي، تمت إعادة حوالي 3,600 مهاجر، من بينهم حوالي 270 امرأة و187 طفلا، إلى ليبيا، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
ونُقل هؤلاء المهاجرون إلى مراكز احتجاز ظروفها سيئة في طرابلس ومحيطها. وتم بالفعل احتجاز آلاف المهاجرين في هذه المراكز، التي تديرها في الغالب ميليشيات مرتبطة بالسلطات في طرابلس.
ومن جانبها، دعت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مرارا إلى «تحول عاجل ومدروس في آلية» التعامل مع الوضع في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك إنهاء عودة المهاجرين إلى ليبيا «غير الآمنة».
وفي كانون الثاني/يناير من هذا العام، غرق ما لا يقل عن 43 مهاجراً إثر انقلاب قارب كان يقلهم باتجاه أوروبا منطلقاً من السواحل الليبية.
وتعتبر ليبيا نقطة العبور الرئيسية للمهاجرين الأفارقة والعرب الذين يأملون في الوصول إلى أوروبا، خاصة بعد انزلاق الدولة الواقعة في شمال إفريقيا في حرب أهلية دامية في أعقاب «الثورة» التي دعمها حلف شمال الأطلسي، والتي أطاحت بالرئيس معمر القذافي وقتلته في 2011.
ودخل الاتحاد الأوروبي على مدار السنوات الماضية في شراكة مع ليبيا لمنع المهاجرين من القيام برحلة خطرة عبر البحر إلى أوروبا. وتقول جماعات حقوقية إن هذه الجهود تركت المهاجرين تحت رحمة الجماعات المسلحة، بالإضافة إلى تعريضهم للاحتجاز في مراكز احتجاز مزرية تفتقر إلى الطعام والماء.
واستغل المهربون الفوضى في البلاد، وغالبا ما يحشدون العائلات اليائسة في قوارب مطاطية سيئة التجهيز تتعطل وتتعثر على طول طريق البحر الأبيض المتوسط المحفوف بالمخاطر، الذي أودى بحياة آلاف المهاجرين. وتورط المهربون في انتهاكات واسعة النطاق ضد المهاجرين، بما في ذلك التعذيب والاختطاف طمعا بفدية مالية.