تعتبر بقايا وفضلات الأطعمة والمواد الغذائية حاليًا مشكلة من المشكلات البيئية، مع أن المسألة ليست واضحة جدًا، ووفقا لبيانات هيئة الأمم المتحدة تنقل يوميًا في العالم كميات كبيرة من المواد الغذائية إلى أكوام النفاية، حتى أن بعضها لم يصل إلى المستهلك، أي أتلفت في المستودعات والمتاجر أو أن مدة صلاحيتها قصيرة، وهنا في المكبات تختلط مع النفايات البلاستيكية والورقية وغيرها .
ووفقًا لما ذكره موقع “RT”، فإنه بالطبع هذا الخليط من النفايات يتحلل بصورة طبيعية ويبقى في مكانه ما يزيد مما يسمى “غازات أكوام النفاية” في الهواء الجوي، وهذا ما يحاول العلماء في العالم إصلاحه.
اقترح باحثون من جامعة طوكيو مؤخرًا حلًا إبداعيًا جديدًا، لقد ابتكروا تقنية يمكن استخدامها لإنشاء مواد بناء متينة وصالحة للأكل من نفايات الطعام.
وقد استخدم العلماء في تحقيق هذا المقترح ضاغطة حرارية، تستخدم عادة في الصناعات الخشبية (صناعة منتجات من نشارة الخشب)، حيث جففوا أول الأمر أنواعا مختلفة من النفايات الغذائية ومن ثم طحنوها. وبعد ذلك يضاف إلى هذا المسحوق بعض الماء ومن ثم تسكب في قوالب وتضغط بدرجة حرارة عالية.
وخلال أربعة أشهر اختبر الباحثون مقاومة هذه المواد للتآكل، وخلال هذه الفترة لم تتعفن ولم تنمُ عليها الفطريات وحتى الحشرات كانت تتجنبها. كما أن “خرسانة الخضروات” لم تفقد طعمها حتى بعد مضي أربعة أشهر.
ولاحظ المهندسون، أن المادة التي حصلوا عليها من الملفوف الصيني، أقوى بثلاث مرات من الخرسانة، في حين المادة التي كان أساسها اليقطين، بدت أضعف المواد. ويشير العلماء، إلى أنه يمكن تقوية “خرسانة اليقطين” بإضافة مسحوق الملفوف الصيني إليها.
ومن الصعب تصور استخدام هذه المواد في البناء أو صنع الأثاث، لأنها تبدو وكأنها كذبة أبريل. ولكنها في الواقع تتيح فرصا عديدة للباحثين لاستخدام هذه المواد. فعلى الأقل لن تتعفن قشور البصل والبرتقال في أكوام النفاية، لأنها ستحصل على حياة جديدة.