ضبطت الشرطة الإيطالية 10 أشخاص معظمهم من كردستان العراق، بتهمة تأسيس منظمة إجرامية ساعدت وحرضت على الهجرة غير الشرعية. ووفقا لنتائج التحقيقات فقد أمدت هذه المنظمة مهاجرين بوثائق مزورة لتسهيل دخولهم إلى إيطاليا مقابل الحصول على 2500 يورو من كل شخص، وتمكنت المنظمة من جلب حتى أطفال قاصرين إلى أوروبا، ومعظمهم من الأكراد السوريين.
أوقفت شرطة فروزينوني، بالتعاون مع إدارات الشرطة في شمال ووسط إيطاليا، 10 مواطنين أجانب معظمهم من أصول كردية عراقية، بعد اتهامهم بتأسيس منظمة إجرامية ساعدت وحرضت على الهجرة السرية، بما في ذلك شراء الوثائق وتزويرها.
وثائق هوية مزورة
وصدرت أوامر القبض على هؤلاء الأشخاص من قبل وحدة مكافحة التطرف والإرهاب والمافيا في روما، وأكد التحقيق أن المنظمة قامت بالعمل عبر الحدود الوطنية، بغرض تسهيل الدخول غير القانوني إلى إيطاليا، مقابل مبالغ كبيرة من المال.
التحقيق في القضية بدأ بعد مصادرة 50 ألف يورو من الأوراق النقدية المزيفة في العام 2017 في فروزينوني، وهي بلدة في جنوب إيطاليا، وكان أربعة أكراد عراقيين قد نقلوا الأموال بواسطة الطائرة.
وقامت هذه المنظمة الإجرامية، بتزويد المهاجرين بوثائق ثبوتية مزورة مقابل 2500 يورو، ودخل هؤلاء المهاجرون بطريقة غير شرعية إلى أراضي منطقة شنغن (أراضي الاتحاد الأوروبي)، عبر اليونان وكذلك عبر موانئ باري وروما وفينيتسيا وبيزا، ثم واصلوا طريقهم إلى بلدان في شمال أوروبا.
وكانت المنظمة تطلق على المهاجرين غير الشرعيين اسم “الطيور” خلال المحادثات الهاتفية، في محاولة لتجنب اكتشافهم، وأمنت لهم مساكن ووثائق مزورة للوصول لأوروبا.
أدلة قوية
وأظهرت عمليات التنصت على المكالمات الهاتفية، أن المنظمة استفادت من نظام الحوالة الذي يستخدمه على نطاق واسع رعايا الدول العربية، لإرسال الأموال إلى ذويهم.
كما أكدت عمليات التنصت أن الموقوفين تمكنوا أيضا من جلب الأطفال القاصرين إلى أوروبا، ومعظمهم من الأكراد السوريين.
وقالت قاضية التحقيق الأولي زوزا ميندولا، إن الأدلة كانت قوية، وتثبت أساليب العمل التي تستخدمها المنظمات الإجرامية، مشيرة إلى أن الأجانب غير الموثقين ركبوا طائرات في اليونان باستخدام بطاقات هوية مزورة، وأنهم قاموا بمجرد وصولهم لإيطاليا بالاتصال بالمنظمة، مستخدمين تفاصيل الاتصال المقدمة في اليونان، للتخطيط لنقلهم إلى دول أخرى.
وقاد التنظيم الإجرامي عراقيان، هما المالشي عادل شاوي (34 عاما)، ورضا فرهاد أحمد (41 عاما)، وكذلك المصريان عمر جمال محمد (68 عاما)، والقصير مأمون شعبان (42 عاما).
ووجهت لهؤلاء الأشخاص تهمة تأسيس وتنظيم عصابة إجرامية، بهدف المساعدة والتحريض على الهجرة السرية، التي شاركوا فيها إلى جانب آخرين، لم يتم التعرف عليهم بعد.